الاثنين الأسود.. فوضى أسواق المال تمحو تريليونات الدولارات بالعالم

خسرت الأسواق العالمية حوالي 6.4 تريليونات دولار من قيمتها السوقية منذ منتصف يوليو/تموز الماضي، نتيجة للإعلانات السلبية للشركات الأمريكية عن نتائج الربع الثاني من 2024.

وفي ختام جلسة 6 أغسطس/آب الجاري، عادت الأسواق المالية العالمية إلى الاستقرار بعد موجة تراجعات حادة في القيم السوقية للأسهم، جراء عمليات بيع واسعة في الأيام السابقة.

ما أسباب التراجعات الحادة في الأسواق المالية العالمية؟

تسببت النتائج المالية المخيبة لشركات الذكاء الاصطناعي، مثل “إنتل”، في تراجع حاد لأسهم هذه الشركات بعد استثمارات ضخمة بلغت 100 مليار دولار خلال العام الجاري.

كما أظهرت بيانات البطالة الأمريكية ارتفاعًا إلى 4.3% في يوليو/تموز، وهو أعلى مستوى منذ أكتوبر/تشرين الأول 2021، ما أثار مخاوف من دخول الاقتصاد الأمريكي في ركود.

إلى جانب ذلك، أدت عملية بيع شركة “بيركشاير هاثاوي” جزءًا من حصتها في شركة “أبل” بقيادة وارن بافيت، إلى اعتباره إشارة على أن سهم “أبل” قد بلغ ذروته.

كيف أثرت قرارات الفائدة اليابانية في الأسواق المالية العالمية؟

رفع بنك اليابان المركزي لأسعار الفائدة زاد من كلفة القروض على المستثمرين اليابانيين الذين اقترضوا واشتروا أسهمًا أمريكية، مما أدى إلى عمليات بيع واسعة لسداد القروض.

ونتيجة لذلك، انخفض مؤشر “نيكاي” بنسبة 12% في جلسة 5 أغسطس، في أسوأ أداء له منذ عام 1987، قبل أن يرتفع بنسبة 10% في جلسة الثلاثاء، وشهد ارتفاعًا أخيرًا بنسبة 2.6% في جلسة الأربعاء.

أدى ذلك إلى اهتزاز الثقة في الركائز التي دعمت الأسواق المالية لسنوات، مثل النمو المستمر للاقتصاد الأمريكي، والتفاؤل بالذكاء الاصطناعي، واستقرار الفائدة اليابانية.

كما ازداد الخوف من فقاعة في أسهم التكنولوجيا، خاصة بعد ارتفاع سهم “Nvidia” بنسبة 1100% في أقل من عامين.

ووصف المحللون يوم 5 أغسطس/آب بـ”الاثنين الأسود”، الذي انضم إلى أيام “الاثنين الأسود” التاريخية مثل أكتوبر/كانون الأول 1929 وأكتوبر 1987، مما يعزز المخاوف من تكرار انهيارات مالية كبيرة.

حاليًا، تتراوح أسعار الفائدة على الدولار بين 5.25% و5.5%، وهو أعلى مستوياتها منذ 23 عامًا، مما يفرض ضغوطًا إضافية على الأسواق العالمية.