الصين تفرض رسوما على واردات أمريكية وأوروبا تتجهز لمواجهة تهديدات ترامب

الحرب التجارية تتصاعد

الرئيس الصيني شي جين بينغ خلال لقاء مع ترامب
الرئيس الصيني شي جين بينغ خلال لقاء مع ترامب (رويترز)

قالت صحيفة (فايننشال تايمز) البريطانية إن الصين ستبدأ من اليوم الاثنين فرض رسوم جمركية “انتقامية” على واردات أمريكية تبلغ قيمتها نحو 14 مليار دولار، وذلك نقلًا عن السفارة الصينية في واشنطن، ما يعني أنه أصبح من غير الممكن تجنّب الحرب التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم.

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعلن الأسبوع الماضي فرض رسوم جمركية إضافية بنسبة 10% على الواردات الأمريكية من الصين، وذلك في إطار خطته لحماية الصناعة الأمريكية وزيادة إيرادات الخزانة لتعويض النقص المنتظر مع تخفيض الضرائب.

وتستهدف الصين برسومها الجمركية الإضافية، الواردات الأمريكية من الغاز الطبيعي المسال والفحم والنفط الخام والمعدّات الزراعية بنسبة تتراوح بين 10% إلى 15%.

وأشارت فايننشال تايمز إلى أن الإجراءات الصينية “تخلق مساحة للتفاوض لتجنّب صراع تجاري واسع النطاق”، حيث إن الصين اكتفت بفرض زيادة في الرسوم الجمركية على قطاعات معينة، ولم تفرض زيادة شاملة على كل المنتجات كما فعلت الولايات المتحدة.

يذكر أن الزيادة في الرسوم الجمركية الأمريكية سوف تطبق على ما قيمته 525 مليار دولار من المنتجات الصينية.

رسوم أمريكية على واردات الصلب

وعلى الجانب الآخر، اجتاز ترامب مرحلة جديدة في الحرب التجارية التي باشرها منذ بدء ولايته، متعهدا بفرض رسوم جمركية بنسبة 25% على واردات الصلب والألومنيوم إلى الولايات المتحدة.

وقال ترامب في الطائرة الرئاسية التي كانت تقله إلى نيو أورلينز لحضور مباراة نهائي دورة كرة القدم الأمريكية (سوبر بول) “كل الصلب الذي يصل إلى الولايات المتحدة سيخضع لـ25% من الرسوم الجمركية”، مضيفًا أنه سيتخذ الإجراء ذاته بالنسبة لواردات الألومنيوم.

وسبق أن فرض ترامب خلال ولايته الأولى رسومًا جمركية مشددة على الصلب والألومنيوم بهدف حماية الصناعة الأمريكية، منددًا بمنافسة غير نزيهة من دول آسيوية وأوروبية.

وقال ترامب الأحد أيضًا إنه سيعلن “الثلاثاء أو الأربعاء” عن “رسوم جمركية متبادلة” حتى تكون الرسوم المفروضة على المنتجات القادمة إلى الولايات المتحدة مماثلة لتلك المفروضة على المنتجات الأمريكية في الخارج.

وقال “إذا فرضوا علينا رسومًا بنسبة 130% ولم نفرض من جانبنا رسومًا، فلن يبقى الوضع كما هو عليه”.

ماكرون يؤكد أن الاتحاد الأوروبي مستعد للرد لو تعرض لرسوم أمريكية
ماكرون يؤكد أن الاتحاد الأوروبي مستعد للرد لو تعرض لرسوم أمريكية (رويترز)

المعاملة بالمثل

وأوضح أن “الأمر لن يطال كل الدول لأن بعضها يفرض الرسوم الجمركية ذاتها مثلنا. لكن الذين يستغلون الولايات المتحدة سيعاملون بالمثل”.

وكان ترامب أعلن الجمعة خلال مؤتمر صحفي مع رئيس الوزراء الياباني شيغيرو إيشيبا أنه “إن يفرضوا علينا رسوما جمركية، نفرض عليهم رسومًا جمركية”.

وتقع هذه الرسوم في صلب سياسة ترامب الاقتصادية منذ تنصيبه في 20 من يناير/كانون الثاني، إذ يعتبرها وسيلة لخفض العجز في الميزان التجاري الأمريكي ولانتزاع تنازلات من الدول المستهدفة في الوقت نفسه.

وبلغ العجز في الميزان التجاري لأكبر قوة اقتصادية في العالم العام الماضي حوالى 920 مليار دولار.

وكان ترامب أعلن فرض رسوم جمركية بنسبة 25%على الواردات من المكسيك وكندا بالرغم من اتفاق تبادل حر موقّع بين الدول الثلاث.

لكن ترامب الذي يتهم الدولتين بعدم بذل جهود كافية لضبط تهريب المخدرات والهجرة غير القانونية، منحهما في اللحظة الأخيرة مهلة شهر بعد تلقي التزامات من أوتاوا ومكسيكو بشأن تعزيز التدابير الأمنية على الحدود.

ماكرون يحذر من رسوم على أوروبا

أما الاتحاد الأوروبي، فيترقب تدابير ترامب حياله بعدما أعلن أنه سيتخذ قرارًا بهذا الصدد “قريبا جدا”.

وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في مقابلة بثتها شبكة (سي إن إن) الأمريكية، الأحد، إن على الأوروبيين أن “يكونوا جاهزين للرد” على أي حواجز جمركية جديدة.

كما حذر من مغبّة مثل هذا الإجراء على الأمريكيين موضحًا أنه “إذا فرضتم رسومًا جمركية على عدة قطاعات، فهذا سيؤدي إلى زيادة في الأسعار وسيزيد التضخم في الولايات المتحدة”.

وأكد وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، اليوم الاثنين، أن الاتحاد الأوروبي “سيرد” على الرسوم الجمركية الأمريكية مثلما فعل خلال ولاية ترامب الأولى.

وقال متحدثا لشبكة (تي إف 1) التلفزيونية “ليس هناك أي تردد حين يتعلق الأمر بالدفاع عن مصالحنا”، مضيفًا أن المفوضية الأوروبية مخوّلة في التحرك بهذا الصدد.

غير أن ترامب ومساعديه الذين يعدون باستمرار بـ”عصر ذهبي جديد” للولايات المتحدة، قللّوا حتى الآن من مخاطر انعكاس هذه التدابير الجمركية على ارتفاع الأسعار بالنسبة للمستهلكين الأمريكيين.

المصدر : الفرنسية + فايننشال تايمز

إعلان