أضخم سرقة أصول رقمية.. أمريكا تتهم كوريا الشمالية بسرقة عملات مشفرة بقيمة 1.5 مليار دولار

اتّهم مكتب التحقيقات الفدرالي الأمريكي “إف بي آي”، أمس الأربعاء، كوريا الشمالية بالوقوف وراء سرقة عملات مشفّرة بقيمة 1.5 مليار دولار الأسبوع الماضي، في أضخم عملية من نوعها في تاريخ الأصول الرقمية.
وقال مكتب التحقيقات الفدرالي في بيان إنّ كوريا الشمالية “مسؤولة عن سرقة حوالى 1.5 مليار دولار أمريكي من الأصول الافتراضية من بورصة العملات المشفرة، بايبت” ومقرها دبي.
وأعلن المؤسس المشارك والمدير التنفيذي لشركة “بايبت” بن تشو على منصة إكس الجمعة الماضي، أنّ “حوالى 400 ألف إيثريوم” سُرقت خلال العملية.
من جهته، قال مكتب التحقيقات الفدرالي إنّ منظمة كورية شمالية تدعى “ترايدر ترايتر” (TraderTraitor) ومعروفة أيضا باسم “مجموعة لازاروس” تقف وراء السرقة.
وأشار المصدر نفسه إلى أنّ “مجموعة لازاروس”، “حوّلت بسرعة جزءا من الأصول المسروقة إلى بيتكوين وأصول رقمية أخرى موزّعة على آلاف العناوين على العديد من سلاسل الكتل (بلوكتشين)”.
وأضاف مكتب التحقيقات الفدرالي “من المتوقّع الآن أن يتمّ غسل هذه الأصول وتحويلها إلى عملة ورقية”.
وعرضت بورصة بايبيت مكافأة لمن يساعد في استعادة المسروقات ، كما وضعت نظاما إلكترونيا لتعقب وتجميد الأصول المسروقة.

سرقة 3 مليارات خلال 7 سنوات
واشتهرت مجموعة لازاروس قبل حوالي عقد، عندما اتُهمت باختراق شركة الإنتاج الأمريكية سوني بيكتشرز إنترتينمنت، في هجوم انتقامي بعد إصدار فيلم “ذي إنترفيو” الذي سخر من الرئيس الكوري الشمالي كيم جونغ أون.
ويُعتقد أيضا أن المجموعة كانت وراء سرقة عملات إيثريوم ويو إس دي كوين بقيمة 620 مليون دولار من شبكة “رونين نتوورك” في عام 2022، واعتبرت في ذلك الوقت أكبر سرقة للعملات المشفرة في التاريخ.
وفي ديسمبر/ كانون الأول، اتهمتها الولايات المتحدة واليابان بسرقة عملات مشفرة تبلغ قيمتها الإجمالية أكثر من 300 مليون دولار من منصة التبادل اليابانية “دي إم إم بيتكوين”.
وتعد إيثريوم ثاني أكبر عملة مشفّرة في العالم من حيث القيمة السوقية.
وقدّرت لجنة خبراء تابعة للأمم المتحدة معنية بتهرب كوريا الشمالية من العقوبات المفروضة عليها العام الماضي، أن البلاد سرقت أكثر من 3 مليارات دولار من العملات المشفرة منذ عام 2017.
ويعتقد أن جزءا كبيرا من نشاطات القرصنة يقودها المكتب العام للاستطلاع في بيونغ يانغ، وهو وكالة الاستخبارات الخارجية الرئيسية في كوريا الشمالية.
وبحسب لجنة الخبراء، فإن الأموال المسروقة تساهم في تمويل برنامج الأسلحة النووية لكوريا الشمالية. ويعود برنامج الحرب السيبرانية في كوريا الشمالية إلى منتصف تسعينيات القرن الماضي على الأقل.
وبحسب تقرير صادر عن الجيش الأمريكي في عام 2020، فإنّ وحدة الحرب السيبرانية في كوريا الشمالية، “المكتب 121″، تضم 6 آلاف عضو يعملون أيضا من الخارج، خصوصا من بيلاروسيا والصين والهند وماليزيا وروسيا.