“أزمة الفنتانيل”.. الصين تهدد باتخاذ “تدابير مضادة” ردا على رسوم ترامب الجمركية

توعّدت الصين باتخاذ “كل التدابير المضادة الضرورية” لحماية مصالحها في حال تم المضي قدمًا في فرض الرسوم الجمركية الإضافية التي أعلن عنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التي تبلغ 10% على المنتجات الصينية.
وأشارت وزارة التجارة الصينية إلى أن هذا القرار “سيؤثر بشكل خطر على الحوار” بين البلدين، خصوصًا فيما يتعلق بالتعاون في مكافحة المخدرات.
وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية أن “الضغط والتهديدات ليست الطريقة الصحيحة للتعامل مع الصين”، مشددًا على أن “الاحترام المتبادل هو المنطلق الأساس” في العلاقات الثنائية.
وأضاف أن الولايات المتحدة تلقي اللوم على الصين في قضية “الفنتانيل” رغم التعاون بين بيجين وواشنطن في هذا المجال، مردفًا “مخدر الفنتانيل شأن داخلي أمريكي والصين ليس لها أي علاقة بتهريبه إلى الولايات المتحدة”.
قرار ترامب بفرض الرسوم الجمركية
وأعلن ترامب، عزمه فرض رسوم جمركية إضافية بنسبة 10% على المنتجات الصينية، في خطوة من شأنها أن تثير توترات جديدة في العلاقات التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم.
واُتخذ هذا القرار بعد تصاعد التوترات بشأن قضايا متعددة، بما في ذلك مكافحة “الفنتانيل” والهجرة غير الشرعية، ويتّهم ترامب الصين بالتساهل في مكافحة الاتجار بمادة “الفنتانيل” المخدرة التي تتسبب في حصد أرواح كثيرة في الولايات المتحدة.
“أداة حرب”
وفي مقابلة مع قناة “فوكس نيوز”، اتهم وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، أمس الخميس، الصين بشن حرب أفيون “عكسية” عبر استخدام “الفنتانيل”، مشيرًا إلى أن بيجين ربما تقوم بـ”إغراق أمريكا عمدًا” بهذا المخدر الاصطناعي.
وذكر روبيو أن هذه التصرفات تذكر بحربي الأفيون في القرن التاسع عشر اللتين خسرتهما الصين ضد بريطانيا وفرنسا، حيث اضطرت لشراء كميات كبيرة من المخدرات والتنازل عن أراضٍ للقوى الاستعمارية الغربية.
قلق عالمي من تداعيات الرسوم
وتسببت تهديدات ترامب في قلق كبير في أسواق الدول الكبرى المصدرة، حيث سجلت الأسواق الآسيوية تراجعًا حادًا، مع انخفاض مؤشرات البورصة في طوكيو بنسبة 3%.
ووسط هذه التوترات، تسعى المكسيك وكندا إلى تجنب التصعيد عبر الحوار مع واشنطن، مع التأكيد أن المشكلة الأساسية المتعلقة بـ”الفنتانيل” تكمن في المصدر والممرات الأخرى، وليس في الصين.
تراجع فرص التقارب بين البلدين
وفي سياق متصل، يعتقد المحللون أن الصين لا تزال تأمل في الوصول إلى اتفاق مع إدارة ترامب، رغم تضاؤل فرص التقارب بين أكبر اقتصادين في العالم، خاصة مع غياب المحادثات التجارية وعدم وجود مؤشرات على تحسن العلاقة بين الطرفين.
وفي تصريح لوكالة “رويترز”، أشار كريستوفر بيدور، نائب مدير أبحاث الصين في شركة “جافيكال دراجونوميكس”، إلى أن الهدف الأساس لإدارة ترامب تجاه الصين لا يزال غير واضح، رغم التحركات الأخيرة.