رغم التوترات التجارية.. ترامب “متفائل” بشأن الاتفاق مع الصين ويؤكد “الدولار سيظل العملة المرجعية”

يبدو أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب غيّر موقفه بعد توترات متصاعدة مع الصين استمرت أيامًا عدة، إذ تحدّث البيت الأبيض عن “تفاؤل” بشأن التوصّل إلى اتفاق تجاري مع الصين، رغم فرض أكبر اقتصادين في العالم رسومًا جمركية متبادلة.

“الدولار سيظل العملة المرجعية”

وأعلن ترامب، الجمعة، أن الدولار سيظل “العملة المرجعية”، وذلك في وقت تشهد العملة الخضراء تراجعًا في الأسواق متأثرة بسياسة الرسوم الجمركية التي يتبعها الرئيس الأمريكي.

وقال الرئيس الجمهوري على متن الطائرة الرئاسية “نحن العملة المرجعية. وسنظل كذلك دائما… أعتقد أن الدولار عظيم”.

“الرئيس متفائل”

من جهتها، قالت المتحدثة باسم الرئاسة الأمريكية كارولاين ليفيت “أوضح الرئيس أنه منفتح على التوصل إلى اتفاق مع الصين”، مضيفة “إنه متفائل”.

وفيما يستمر تصاعد التوترات، قالت الصين أمس الجمعة إنها ستزيد الرسوم الجمركية على السلع الأمريكية إلى 125%، مشيرة إلى أنها “ستتجاهل” أي رسوم إضافية قد تفرضها إدارة ترامب.

ويواصل المشهد الضبابي الناجم من سياسات ترامب التأثير في سعر صرف الدولار الذي بلغ، الجمعة، أدنى مستوى في مقابل اليورو منذ أكثر من 3 سنوات.

وعادت البورصات الأوروبية التي كانت الوحيدة الصامدة، الخميس، إلى التراجع بعد إعلان بيجين، لكن من دون تسجيل الانهيار الذي شهدته مطلع الأسبوع.

في مواجهة هذه الضبابية، أعلن الاحتياطي الفدرالي (المصرف المركزي الأمريكي) أنه “مستعد تمامًا” للتدخل من أجل إرساء استقرار في الأسواق المالية إذا اقتضى الأمر، مشيرًا إلى أن ذلك يتوقف على “الظروف التي نراقبها”، وفق ما أعلنت المسؤولة في الهيئة سوزان كولينز في تصريح لصحيفة (فايننشال تايمز).

تراجع ثقة المستهلكين

ويتواصل تراجع ثقة المستهلكين في الولايات المتحدة، وأظهرت دراسة نشرتها جامعة ميشيغان تراجعًا “معمّمًا وشاملًا بغض النظر عن العمر أو المستوى التعليمي أو مكان العيش أو الانتماء السياسي”.

واعتبر ترامب، الجمعة، أن سياسته بشأن الرسوم الجمركية “تبلي بلاءً حسنًا”، رغم الاضطرابات في الأسواق العالمية وتراجع الدولار أمام عملات أخرى.

وكتب ترامب عبر منصته “تروث سوشال” للتواصل الاجتماعي “نحن نبلي بلاءً حسنًا في سياستنا بشأن التعريفات. (أنباء) مفرحة لأمريكا والعالم!!! تمضي بشكل سريع”.

تصعيد جديد

وأعلنت الصين، الجمعة، رفع رسومها الإضافية على المنتجات الأمريكية الى نسبة 125%، في تصعيد جديد في الحرب التجارية مع الولايات المتحدة فيما يحاول الاتحاد الأوروبي من جهته إيجاد مسار دبلوماسي.

وأكّدت لجنة الرسوم الجمركية التابعة لمجلس الدولة في بيجين أن “فرض الولايات المتحدة رسومًا جمركية مرتفعة بشكل غير طبيعي على الصين يشكّل انتهاكًا خطرًا لقواعد التجارة الدولية”، مستنكرة “سياسة الترهيب والإكراه الأحادية”، بحسب بيان نشرته وزارة المال الصينية، أمس.

وأضافت “عند هذا المستوى من الرسوم الجمركية، لم تعد للمنتجات الأمريكية المصدّرة إلى الصين أي إمكانية لقبولها في الأسواق الصينية”، مشيرة إلى أنه إذا واصلت واشنطن زيادة رسومها فإن “الصين ستتجاهلها”.

وكان ترامب أعلن، الأربعاء، تجميد الرسوم الجمركية الإضافية مدة 90 يومًا بعدما فرضها قبل أيام على 60 شريكًا تجاريًا للولايات المتحدة، إلى حين إجراء مفاوضات تجارية مع هذه الأطراف، إلا أن الرئيس الأمريكي استثنى الصين من هذا الإجراء، وزاد الرسوم عليها.

ومنذ مطلع إبريل/نيسان، حافظت الولايات المتحدة على الرسوم الجمركية الإضافية عند مستوى أدنى هو 10%، والرسوم الجمركية الإضافية بنسبة 25% على الصلب والألمنيوم والسيارات، خصوصًا ضد الاتحاد الأوروبي.

أما بيجين فقد فرضت عليها واشنطن رسومًا إضافية ضخمة بلغت 145%.