زلزال في الاقتصاد العالمي.. انعكاسات مرتقبة لـ”يوم التحرير” الذي أعلنه ترامب

في خطوة وصفت بالزلزال الذي قد يُحدث تحولًا سياسيًا واقتصاديًا، يقف العالم اليوم الثاني من إبريل/نيسان 2025، بانتظار ما سيعلنه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فيما أطلق عليه “يوم التحرير”.
وحسب مستشار الرئيس الأمريكي فإن ما قُصد به يوم التحرير هو إعلان الولايات المتحدة عن زيادة التعريفات الجمركية على الواردات الخارجية القادمة إليها، وتشمل قطاعات حيوية مثل الطاقة والغذاء والأدوية والسيارات وغيرها، والتي ستدر على الولايات المتحدة 600 مليار دولار إضافية سنويًا.
وتدخل اليوم حيز التنفيذ ما سماها الرئيس الأمريكي “التعريفات الجمركية المتبادلة” وفرضها بداية شهر مارس/آذار المنصرم، وتضمنت 20% تعريفات جمركية إضافية على البضائع الصينية، و25% على الحديد والألمنيوم على المستوى الدولي، بالإضافة إلى 25% على قطاع السيارات والمركبات، فيما وصف بالعملية الانتقامية أو المعاملة بالمثل، لتطابق أو تزيد على الرسوم الإضافية التي تفرضها الدول الأخرى على بضائع الولايات المتحدة والتي يعتبرها الرئيس الأمريكي استغلالًا.
خطة لها تبعات اقتصادية جمة وفق ما قال الخبير الاقتصادي، مصطفى عبد السلام: “هذه الخطوة قد تعيد الاقتصاد العالمي إلى المربع الأول، ما يعني عودة التضخم وسياسات التشدد النقدي ورفع الفائدة عند البنوك المركزية، وهذا بدوره يؤثر سلبًا على العالم كله”.
كما أن لها انعكاسات سلبية متوقعة على الدول العربية ومواطنيها حسب عبد السلام الذي أوضح أن: “الحرب التي يقودها ترامب ستعقد التجارة الدولية وتزيد الأسعار عالميًا، ما يؤثر سلبًا على الاقتصاديات العربية والمواطن، لأن الدول العربية تستورد أغذية في حدود 100 مليار دولار وأكثر، وأيضًا تستورد بالمليارات في قطاع الطاقة، ومثلها في السيارات والأدوية ومدخلات إنتاج وسلع بسيطة، وبالتالي سنكون على موعد مع موجات تضخمية”.
وأشار مصطفى إلى أن سياسات ترامب قد تمتد إلى التضييق على الدول النفطية سواء الخليجية أو غيرها وإرغامها على خفض الأسعار، فتؤدي هذه الخطوة إلى تراجع الإيرادات الدولارية والنفط والغاز لتلك البلدان ويتأثر المواطن بسبب زيادة الحكومات المحلية للضرائب وخفض الدعم الحكومي وزيادة أسعار السلع الأساسية لتعويض هذا التراجع.
ولفت الخبير الاقتصادي إلى أن العديد من الحكومات العربية تطبق تعريفات جمركية إضافية على المنتجات الأمريكية تصل إلى 15% وهذا ما يعتبره ترامب ضد المصالح الأمريكية، وبالتالي ستتضرر هذه البلدان وسترتفع أسعار السلع.
وعن التأثيرات المحتملة لهذا القرار سياسيًا، تحدث المحاضر في الشؤون الدولية بجامعة قطر، عبد الله العتيبي، للجزيرة مباشر، بقوله: “من المتوقع أن تفتح هذه الخطوة بابًا واسعًا أمام التصعيد المتبادل، إذ ستتجه الدول المتضررة إلى فرض إجراءات انتقامية، الأمر الذي قد يشعل حربًا تجارية شاملة، تؤثر في استقرار النظام الاقتصادي الدولي برمته”.
وأضاف عبد الله: “التحرر الاقتصادي قد لا يكون موجّهًا فقط نحو إصلاح الاقتصاد الأمريكي، بل قد يُستخدم أيضًا كأداة لإعادة ضبط مواقف الشركاء. الرسوم قد تتحول إلى وسيلة لفرض التزامات سياسية، خصوصًا على الدول التي تسعى إلى موازنة علاقاتها بين واشنطن وخصومها، أو التي تحاول فتح قنوات استراتيجية مع قوى كالصين وروسيا. من هنا، فإن هذه التعريفات ليست فقط عبئًا اقتصاديًا، بل أيضًا إشارة إلى تراجع المرونة في السياسة الأمريكية تجاه الحلفاء، وتحول واشنطن من شريك متفهم إلى لاعب يفرض الشروط”.