رسوم ترامب تخلط أوراق الأسواق.. خسائر تهيمن على الخليج ووول ستريت والنفط يتراجع

بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أمس الأربعاء، فرض رسوم جمركية جديدة على مختلف الدول المصدّرة إلى الولايات المتحدة، شهدت الأسواق العالمية اليوم الخميس ردود فعل متباينة اتسمت بالقلق.
وتزايدت مخاوف المستثمرين بشأن إمكانية اندلاع حرب تجارية شاملة تقود إلى ركود اقتصادي عالمي وارتفاع نسب التضخم، ما انعكس سريعًا على أداء البورصات وأسعار النفط والذهب والعملات.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsالذهب يحطم حاجز 3500 دولار لأول مرة في تاريخه.. تعرف على أسعاره بالسوق المصرية
الذهب يسجل أعلى مستوى له على الإطلاق مع ضعف الدولار ومخاوف الحرب التجارية
لماذا ترتفع أسعار الذهب إلى مستويات قياسية؟
الأسواق الخليجية: تراجع جماعي وسط مخاوف الركود
وتعرضت البورصات الخليجية لضغوط واضحة، إذ أغلقت معظمها على انخفاض متأثرة بتصاعد القلق العالمي. في السعودية، التي استأنفت تداولاتها بعد عطلة عيد الفطر، تراجع المؤشر الرئيس 1.2% مع هبوط سهم مصرف الراجحي 1.4% وسهم شركة التعدين العربية السعودية “معادن” 4.9%، فضلًا عن انخفاض سهم “أرامكو” 1.7%.
في دبي، تراجع المؤشر 1.7% متأثرًا بخسارة سهم “إعمار العقارية” 9.7%، بعد تداوله دون الحق في توزيعات الأرباح، وفي أبوظبي انخفض المؤشر 0.8%، بينما خسر مؤشر البحرين 0.6% والمؤشر الكويتي 0.4%، وظلت بورصتا قطر وسلطنة عُمان في عطلة العيد.
ولا تزال بورصتا قطر وسلطنة عمان في عطلة بمناسبة عيد الفطر.
خارج منطقة الخليج، أغلق المؤشر المصري الرئيس على انخفاض بنحو 1% بعد عطلة امتدت 4 جلسات، متأثرًا بتراجع سهم البنك التجاري الدولي 3.3%. تزامن ذلك مع صدور مؤشر مديري المشتريات الذي أظهر انكماش القطاع الخاص غير النفطي في مصر.

“وول ستريت”: افتتاح على خسائر حادّة
وتعرّضت الأسهم الأمريكية لضغوط كبيرة في مستهل تداولات، الخميس، إذ تراجع مؤشر “داو جونز” 2.81%، وفقد “ناسداك” 4.06%، كما انخفض “أس أند بي” 3.39%، وشملت الخسائر قطاعات عدة أبرزها صناعة الملابس، حيث تهاوت أسهم شركات مثل “نايكي” و”غاب” و”مايسيز” بنسب تجاوزت 10%، نتيجة اعتمادها على سلاسل توريد في دول تشمل الصين وفيتنام وماليزيا.
كما منيت شركات التكنولوجيا بانتكاسات قوية، إذ خسر سهم “آبل” 8.2% وهبط سهم “أمازون” 6.9%، وتراجع “إنفيديا” 4.9%.
واعتبر أنجيلو كوركافاس، كبير استراتيجيي الاستثمار في “إدوارد جونز”، أن الأسواق لم تكن مستعدة لسيناريو بهذا السوء، متوقعًا إمكانية تراجع إدارة ترامب عن بعض الرسوم في مرحلة لاحقة عبر مفاوضات تجارية.

تراجعات حادة في أوروبا
وأغلقت أسواق المال الأوروبية على تراجعات حادّة، الخميس.
وبلغت خسارة بورصة باريس عند الإغلاق 3.31%، في أكبر انخفاض يومي لها منذ عامين، بينما خسرت بورصات فرانكفورت 3.01%، وميلانو 3.60%، ولندن 1.55%.
النفط: تراجع بنحو 6%
وسجّلت أسعار النفط خسائر كبيرة قاربت 6%، متأثرة من جهة بمخاوف نشوب حرب تجارية، ومن جهة أخرى بقرار أوبك+ تسريع خطّة رفع الإنتاج بدءًا من مايو/أيار. هبط خام برنت قرابة 70 دولارًا للبرميل، وتراجع الخام الأمريكي إلى ما دون 67 دولارًا.
وجاء هذا الانخفاض عقب اتفاق ثماني دول من أوبك+ على زيادة الإنتاج بواقع 411 ألف برميل يوميًا، بدلًا من 135 ألفًا كان مقرّرًا سابقًا.
وذكر محللون في بنك “يو.بي.إس” أن المنظمة تعوّل على ارتفاع الطلب موسميًا واستقرار السوق، بينما حذّر آخرون من أن حرب الرسوم الجمركية قد تعمّق المخاوف بشأن النمو الاقتصادي العالمي واستهلاك الطاقة.
الذهب: قفزة قياسية تتبعها عمليات جني أرباح
وقفز الذهب في بداية تداولات الخميس إلى مستوى قياسي يقترب من 3167 دولارًا للأوقية، قبل أن يشهد موجة بيع لجني الأرباح أدت إلى تراجعه إلى نحو 3090 دولارًا. وعلى الرغم من التذبذب، حافظ المعدن الأصفر على مكاسبه القوية منذ مطلع العام، مستفيدًا من القلق حيال التوترات التجارية والسياسات المالية.
وأفاد أدريان آش، مدير الأبحاث لدى “بوليون فولت”، أن “تصاعد المخاوف بشأن النمو الاقتصادي العالمي وارتفاع تكاليف الإنتاج يؤدي إلى تزايد انعدام الثقة، ما يعزز الإقبال على الذهب كملاذ آمن”، وبحسب محللي “إيه.إن.زد”، قد يتجه المعدن الثمين نحو 3200 دولار للأوقية خلال النصف الثاني من العام، مع استمرار البنوك المركزية بشراء الذهب.
العملات: تراجع الدولار وصعود الملاذات الآمنة
ودفع قرار الرسوم الكثير من المستثمرين إلى اللجوء إلى عملات الملاذ الآمن مثل الين الياباني والفرنك السويسري، ما أدى إلى هبوط مؤشر الدولار إلى أدنى مستوى له منذ أكتوبر/تشرين الأول، مقتربًا من 102 نقطة.
في المقابل، ارتفع اليورو إلى أعلى مستوى في 6 أشهر مسجلًا 1.1021 دولارًا، وتقدّم الدولاران الأسترالي والنيوزيلندي بشكل طفيف مستفيدين من تحسن الإقبال على أصول المخاطرة.
وسجّل الين الياباني أقوى مستوى في 3 أسابيع، في حين وصل الفرنك السويسري إلى أعلى مستوياته في 5 أشهر، وأعرب آدم هيتس، الرئيس العالمي لإدارة الأصول المتعددة في “جانوس هندرسون إنفستورز”، عن اعتقاده بأن سياسات التفاوض التصعيدية ستُبقي الأسواق في حالة ترقّب خلال المرحلة المقبلة.