الذهب يرتفع وسط تراجع الدولار واليوان الصيني مع دخول رسوم ترامب حيز التنفيذ
ارتفعت أسعار الذهب بـ2% اليوم الأربعاء مع تراجع الدولار بعد دخول الرسوم الجمركية الضخمة التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على الصين حيز التنفيذ.
ولجأ معظم المتعاملين إلى الذهب بوصفه ملاذا آمنا مع تصاعد التوتر التجاري العالمي ومخاوف الركود.
وبحلول الساعة السابعة صباحا بتوقيت غرينتش، صعد الذهب في المعاملات الفورية بـ1.9% إلى 3038.54 دولارا للأوقية (الأونصة). وزادت العقود الأمريكية الآجلة للذهب بـ2.2% إلى 3056.60 دولارا.
وقال تيم ووترر كبير محللي السوق في كيه سي إم تريد “تحول الدولار نحو الهبوط بسبب المخاوف بشأن الرسوم الجمركية مهد الطريق بشكل فعال أمام الذهب لاستعادة مستوى 3000 دولار”.
وأضاف “بسبب حالة عدم اليقين حيال النمو العالمي والتضخم، لا يزال الذهب في طريقه لبلوغ مستويات قياسية جديدة على الرغم من مواجهة بعض العقبات في تقدمه على مدى الأسبوع الماضي”.
وحدّت من مكاسب الذهب، الذي لا يدر عائدا، عوائد سندات الخزانة الأمريكية القياسية لأجل 10 سنوات التي بلغت أعلى مستوى لها في أكثر من شهر.
ووصل سعر الذهب إلى أعلى مستوى له على الإطلاق عند 3167.57 دولارا للأوقية في الثالث من إبريل/نيسان الجاري.
اليوان الصيني عند أدنى مستوى له في 19 شهرا
وتراجع اليوان الصيني إلى أدنى مستوى له في 19 شهرا مقابل الدولار اليوم الأربعاء وسط قلق المستثمرين بشأن تصاعد الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة.
ونزل اليوان بـ0.2% إلى 7.3498 مقابل الدولار في تعاملات ما بعد الظهيرة بعد أن وصل إلى مستوى 7.3505 مقابل الدولار في وقت سابق من الجلسة، الذي كان أدنى مستوى له منذ سبتمبر/أيلول 2023.
وتأتي الانخفاضات في الوقت الذي تتصاعد فيه الحرب التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم.
ودخلت الرسوم الجمركية المضادة التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على عشرات الدول حيز التنفيذ اليوم الأربعاء، بما في ذلك رسوم جمركية هائلة بواقع 104% على السلع الصينية، رغم أنه يستعد لمفاوضات مع بعض الدول.
هزة في النظام التجاري العالمي
وتسببت رسوم ترامب في هزة للنظام التجاري العالمي القائم منذ عقود، وأثارت مخاوف من الركود، وأدت إلى خسارة تريليونات الدولارات من القيمة السوقية لشركات كبرى.
ومنذ أن كشف ترامب عن تلك الرسوم الأربعاء الماضي، تكبد مؤشر ستاندرد آند بورز 500 أكبر خسارة له منذ إطلاقه في خمسينيات القرن الماضي. ويقترب المؤشر الآن من أن يصبح من الأسواق التي تسودها الرهانات على الهبوط والتي تتحدد بتراجع بنسبة 20% عن أعلى مستوى بلغته في الآونة الأخيرة.
كما تأثرت السندات العالمية القياسية، وهي أصول تعتبر آمنة نسبيا، بالاضطرابات التي شهدتها الأسواق مع تحول مثير للقلق نحو عمليات بيع اضطرارية طلبا لملاذ.
كما أشارت العقود الآجلة للأسهم الأوروبية والأمريكية إلى احتمالات تكبد مزيد من الخسائر في أعقاب جلسة عصيبة شهدتها معظم الأسواق الآسيوية، أما الأسهم الصينية فقد صمدت بدعم من مساندة من الدولة.