طفل يتيم يذاكر على ضوء مصباح الشارع.. ما حقيقة الصورة التي غزت المنصات المصرية؟ (شاهد)

تداول مستخدمون لمواقع التواصل الاجتماعي صورة ادّعى ناشروها أنها لطفل مصري يتيم يدرس فوق سطح منزله على ضوء مصباح الشارع.
وأثارت الصورة في بداية تداولها تفاعلًا واسعًا، وادّعى مدونون أن الطفل اليتيم لجأ للمذاكرة تحت إضاءة أعمدة إنارة الشارع، نظرًا لعجز عائلته عن دفع فواتير الكهرباء بعد وفاة والده، مما أدى إلى سحب العداد من منزله ليصبح بلا كهرباء منذ 5 سنوات.
ودفع الأمر المغردون إلى التعاطف مع الطفل الذي يناضل من أجل تعليمه رغم ظروفه الصعبة، وادّعى آخرون أن الصورة الملتقطة للطفل مرشحة لأن تكون “صورة العام” في مجلة الديلي ميل البريطانية.
صورة معبرة تستحق الاحترام والتقدير لصاحبها لكونه ذا همة عالية في إنجاز واجباته المدرسية تحت إضاءة عمود الكهرباء العمومي. ويحكى أن هذا الطفل على هذا الوضع منذ خمس سنوات، لأن العداد أُخذ منهم لعدم أداء فواتيره بعد وفاة أبيه. pic.twitter.com/KuXVh9Tuha
— عبد الله وافق (@hY4kIiWomncQI3r) September 4, 2022
وتحققت وكالة سند للرصد والتحقق الإخباري بشبكة الجزيرة، من الصورة من خلال إجراء بحث عكسي ليتبين أنها لطفل في منطقة فيروز آباد بولاية آتر براديش الهندية، وليست من مصر أصلًا كما ادعى المدونون.
وحصدت الصورة التي ادعى المعلّقون عليها أنها التُقطت في إحدى قرى محافظة الدقهلية تسمى أوليلة، آلاف التفاعلات على مواقع التواصل الاجتماعي في أقل من 24 ساعة منذ بدء انتشارها.
وبالتحقق تبين أن الصورة نشرت في الأول من سبتمبر/ أيلول على حساب موثق لرجل هندي يعرف نفسه بأنه من الدائرة الإدارية الهندية.
ونشر حساب “خدمات كفاءة الطاقة المحدودة” التابع لوزارة الطاقة الهندية الصورة وعلق عليها بأن خدمات الوزارة أثرت بشكل إيجابي في حياة المواطنين من خلال توفير الإضاءة لهم وضمان رؤية واضحة، وأشار إلى أنه “يمكن رؤية صبي صغير في فيروز آباد، وهو يدرس تحت مصباح الشارع”.
وأرفق التعليق بوسوم بينها وسم وزارة الطاقة الهندية وغيرها من المؤسسات الإدارية، واجتاحت الصورة مواقع التواصل الاجتماعي الهندية مما دفع بعض القنوات الهندية لإعداد تقارير إخبارية عن الصبي.
وأثارت الصورة سخرية واسعة بعد التحقق منها، بسبب تحريكها لمشاعر المدونين تجاه الطفل، إلا أنها فتحت الباب لقصص أخرى بعضها يذكر بالحنين إلى أيام الدراسة وقدرة بعض الناشطين والأكاديميين على تحصيل العلم في القرى البسيطة رغم الإمكانيات البسيطة وعدم توافر الإنارة.
في هذا السياق، دون عالم الفيزياء المصري عبر فيسبوك قائلًا “لي الفخر أني قضيت مرحلة ما قبل الجامعة في قرية بسيطة في صعيد مصر بمحافظة أسيوط وكانت الكهرباء تقطع باستمرار وأمي رحمة الله عليها كانت تعوض ذلك بلمبة الجاز، التي كانت تفوح منها روائح نتمنى أن نستنشقها هذه الأيام لما تحمل من ذكريات لأيام وأشخاص رحلوا عنا ولن يعودوا مرة أخرى”.
وعلق المدون شريف سعيد عبر فيسبوك قائلًا “في الهند مرتبين أولوياتهم وعادي جدًّا الناس عندهم استعداد يعيشوا حياة متواضعة في المدن الهندية بس يصرفوا على التعليم بكل اهتمام، والصورة تجعلنا نفخر بالطفل ولا نتحجج بالظروف ونتمنى أن يحيا كل الأطفال في العالم كله من الهند للدقهلية حياة آدمية في ظروف أفضل”.
على الجانب الآخر عبر مغردون عن استيائهم من سرعة نشر وتداول الصورة في الوسط المصري، من دون محاولة التحقق منها أو على الأقل عدم تحريفها وروايتها في قصة أثارت تعاطف رواد المنصات.
ودون المعلق إيهاب مهدي عبر فيسبوك قائلًا “الميديا أصبحت خطيرة، تقلب الحقائق، هذه الصورة متداولة على أنها من قرية أوليلة مركز ميت غمر والطفل مصري”.
كما دون فيه أحد المعلقين عبر فيسبوك ساخرًا “أهي صورة دي تأكد إنه مش مصري، لأن احنا ما بنصدق النور يقطع علشان منذاكرش”.