وفاة 4 لاعبين ومدرب كرة قدم خلال شهر.. اتهامات للقاح كورونا وعلماء يحسمون الجدل

نفى باحثون وجود أي صلة بين لقاح كورونا ووفاة اللاعبين (أسوشيتد برس)

فقد 4 لاعبين ومدرب لكرة القدم حياتهم خلال الشهر الجاري، ما أثار موجة من القلق والتساؤلات عن الأسباب، ووجه البعض أصابع الاتهام نحو اللقاحات المضادة لفيروس كورونا، فهل يكون هو السبب حقًا؟

في 2 ديسمبر/كانون الأول الجاري، أعلن نادي المجد السكندري المنافس في دوري الدرجة الثانية المصري لكرة القدم وفاة مدربه أدهم السلحدار نجم فريق الإسماعيلي السابق بأزمة قلبية خلال مباراة لفريقه.

وفي 22 ديسمبر، قال نادي تورنادو الإندونيسي -المشارك في دوري الدرجة الثالثة- إن حارس مرمى الفريق توفيق رمزي توفي بعد اصطدامه بأحد لاعبي الخصم أثناء مباراته أمام فريق فاجانا.

وفي اليوم التالي، أُعلنت وفاة لاعب نادي مسقط مخلد الرقادي بعد تعرضه لنوبة قلبية حادة خلال تدريبات الإحماء لفريقه قبل انطلاق مباراة فريقه مع نادي السويق ضمن الجولة السادسة من دوري عمانتل لكرة القدم، ما أدى إلى وفاته لاحقًا في المستشفى الذي نقل إليه.

وفي 24 ديسمبر، توفي اللاعب الكرواتي مارن كاشيش بسبب أزمة قلبية في الملعب.

وفي اليوم التالي، فارق اللاعب الجزائري سفيان لوكار الحياة بعد سقوطه في أرض الملعب إثر إصابته بنوبة قلبية، خلال لقاء جمع فريقه “مولدية سعيدة” مع فريق “جمعية وهران” في دوري الدرجة الثانية الجزائري.

وتعرض اللاعب الدنماركي كريسان أريكسن لأزمة قلبية خلال بطولة أوربا لكرة القدم، حيث سقط في الملعب في المباراة الافتتاحية للدنمارك خلال الخسارة 1-صفر أمام فنلندا، في 12 يونيو/حزيران الماضي، لكنه تعافى عقب إنقاذ حياته في الملعب بمساعدة زملائه والطاقم الطبي قبل نقله إلى مستشفى قريب حيث عولج بزرع جهاز لتنظيم ضربات القلب.

وفي أكتوبر/تشرين الأول الماضي، خرج سيرجيو أغويرو من الملعب خلال مباراة لفريقه برشلونة ضد ألافيس بسبب مشكلة في التنفس، ليتم تشخيصه لاحقًا بأنه يعاني من عدم انتظام ضربات القلب، ما أدى إلى اعتزاله كرة القدم عن عمر يناهز 33 عامًا.

اللقاح في مرمى الاتهام

حالات الوفاة العديدة دفعت البعض إلى الربط بين لقاحات كورونا وموت اللاعبين إلى جانب تكهنات أخرى.

وكان قسم التحقق من دقة المعلومات التابع لوكالة رويترز نشر تقريرًا سابقًا بعد مزاعم أثيرت حول ارتباط بعض وفيات اللاعبين بأخذ لقاحات مضادة لكورونا وأن عددًا من تعرضوا لمشكلات صحية من اللاعبين منذ فبراير/شباط وحتى نوفمبر/تشرين الثاني 2021 وصل إلى 108 لاعبين ومدربين.

ونفت الوكالة وجود أي تقرير طبي يؤكد على وجود علاقة بين الإصابات بأمراض القلب وتناول لقاحات كورونا.

وقالت إن الإحصاءات التي أفادت بتعرض 108 لاعبين ومدربين لمشاكل صحية تم جمعها بتجميع تقارير عن وفيات أشخاص يمارسون الرياضة، بأعمار تتراوح بين 12 و64، وفي رياضات عديدة مختلفة لا تقتصر على كرة القدم، وبمستويات احترافية مختلفة.

وتواصلت رويترز مع الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) والذي أكد أنه “ليس على علم بارتفاع في عدد حالات توقف القلب ولم يتم الإبلاغ عن أي حالات تتعلق بارتباط ذلك بتلقي لقاح كورونا”.

أسباب توقف القلب

قالت هيئة الإذاعة البريطانية (بي. بي. سي) إن دراسة في جامعة سانت جورج في لندن نبهت من أن مخاطر موت لاعبي كرة القدم بسبب توقف القلب أعلى بكثير مما كان يعتقد الأطباء من قبل.

وأشارت إلى وجود أسباب متعددة وإشارات تحذيرية للوفاة المفاجئة في صفوف اللاعبين، ويمكن تقسيمها إلى قسمين: أمراض وراثية وأمراض مكتسبة مثل تصلب الشريان.

وأشارت إلى أن الإجهاد البدني والنفسي الزائد قد يؤدي إلى نتائج عكسية أو حدوث تضخم في عضلة القلب.

بدوره، لا يرى البروفيسور سانجاي شارما -رئيس لجنة إجماع خبراء أمراض القلب في الاتحاد الإنجليزي- أي علاقة بين حالات الوفاة بسبب الأزمات القلبية واللقاح.

وأوضح “يقفز الجميع إلى استنتاج مفاده أن حالات الإصابة بالنوبات القلبية مرتبطة بكورونا، أو أن التهاب عضلة القلب مرتبط باللقاح، وأنه قد يكون مسؤولاً عن هذه الموجة من مشاكل القلب التي نراها في لاعبي كرة القدم”.

وأضاف “يمكنني أن أخبركم الآن أن ما حدث مع اللاعب الدنماركي إريكسن لم يكن له علاقة بمرض كوفيد-19 أو اللقاح، ولم يكن خوف أغويرو واعتزاله لهذا السبب”.

وقال شارما “بصفتي شخصا لديه معرفة بما حدث لبعض هؤلاء الأشخاص والأمراض التي أصابتهم، يمكنني القول إنني لا أعتقد أن الأمر متعلق بكرة القدم، إنه مجرد حظ سيئ”.

ويعتقد البروفيسور شارما أن الزيادة قد تكون بسبب اللعب بشكل سريع والاعتماد على القوة البدنية بشكل كبير.

المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان