يصاب بها طفلك باستمرار.. كيف تعالجين نزلات البرد في المنزل؟

أكثر الأعراض انتشارا انسداد الأنف وسيلانه (أرشيفية)

يصاب الأطفال في الشتاء بنزلات البرد أكثر من الكبار، ولأنهم لا يستطيعون وصف الألم وتحديد مكانه فإن الأمر يختلط على الوالدين.

ويكون أكثر أعراض تلك النزلات انتشارا، انسداد الأنف وسيلانه، وبينما يدرك كثيرون أنها نزلة برد عادية لا تستدعي أخذ أدوية، يشعر آخرون بالقلق حول ما يمكن فعله لمساعدة صغارهم على الشعور بالتحسن.

تواصل موقع (فيري ويل فاميلي) الأمريكي مع ثلاثة أطباء أطفال وحصل على معلومات تفصيلية حول ما تجب معرفته عن نزلات البرد لدى الأطفال، وبعض الطرق الآمنة الفعالة لعلاجها.

علامات نزلة البرد

معظم نزلات البرد لها علامات منبهة، منها الاحتقان وزيادة المخاط والسعال والحمى الخفيفة.

لكن في بعض الأحيان تنتج عن فيروس البرد نفسه أعراض مختلفة عند الأطفال، فقد يعاني أحد أطفالك من احتقان خفيف فقط مع فيروس برد معين، ولكن قد يصاب طفلك الآخر بالحمى واحتقان أشدّ.

يقول الدكتور إيلان شابيرو، إن العلامات المبكرة لنزلات البرد قد تكون خفية، ولا تتضمن العديد من أعراض البرد التقليدية مثل الاحتقان أو السعال.

وقد تبدأ بملاحظة تغييرات في سلوك طفلك، كما يقول الدكتور شابيرو، كالتعب والنوم بكثرة، وقد تلاحظ أيضًا انخفاض شهية الطفل.

وقالت طبيبة الأطفال دانييل فيشر، إن الأعراض الأكثر شيوعًا لنزلات البرد هي سيلان الأنف والسعال، وقد تظهر أعراض أخرى مثل العطاس واحمرار العين وانخفاض الشهية وزيادة الانزعاج والتهاب الحلق.

واعتبر طبيب الأطفال توماس ماكدونا، أن الحمى الخفيفة قد تكون من أعراض نزلات البرد أحيانًا.

وقال إن نوع السعال الذي يصيب طفلك يمكن أن يختلف تبعًا لنوع المرض الفيروسي الذي يسبب البرد، فقد يكون سعال طفلك رخوًا أو جافًّا أو “خشنًا”.

ولفت الطبيب إلى أن الطفل إذا كان يعاني من صعوبة في التنفس أثناء السعال فعليك زيارة طبيب الأطفال.

(غيتي-أرشيف)

الأعراض والمضاعفات

تقتصر معظم أعراض البرد على الاحتقان والسعال، وهي خفيفة نسبيًّا وتختفي من تلقاء نفسها في غضون أسبوع أو أسبوعين، لكن في بعض الأحيان تظهر أعراض أو مضاعفات أخرى.

ويقول الدكتور ماكدونا، بعد أيام قليلة من الزكام تظهر عدوى في الأذن فيكون هناك التهاب وحمى، أما في بعض الأحيان فتظهر حالة تسمى التهاب القصيبات، وهي عدوى تصيب قصيبات في الرئتين، ويمكن أن تسبب أزيزًا وصعوبة في التنفس.

معظم فيروسات البرد الشائعة لها أعراض خفيفة، تظهر فقط مع حمى منخفضة الدرجة، ولا تشمل أعراضًا مثل آلام الجسم أو القشعريرة أو التعب الشديد.

وإذا ظهرت على طفلك علامات مثل ارتفاع درجة الحرارة أو آلام الجسم مع قشعريرة أو خمول شديد، فيجب عليك اصطحابه إلى طبيب الأطفال لاستبعاد الأمراض الأكثر خطورة مثل الإنفلونزا.

ويمكن أن يتسبب كوفيد 19 أيضًا في ظهور أعراض شبيهة بأعراض الإنفلونزا لدى الأطفال، ولكن في بعض الأحيان لا تنتج عنه سوى أعراض خفيفة شبيهة بالبرد، ولذلك يوصي الأطباء في هذه الأيام بأن يخضع الأطفال لفحص كورونا.

تدليك الأطفال يعزز مناعتهم وينقذ أرواحهم (غيتي)

كيف تعالجينها؟

تحدث نزلات البرد بسبب الفيروسات وليس البكتيريا، لذلك لا تفيد المضادات الحيوية في علاج أعراض البرد، وعندما يتعلق الأمر بنزلات البرد، فعليك فقط أن تدعي الأمر يأخذ مجراه وأن تبذلي قصارى جهدك لإبقاء طفلك مرتاحًا.

ومع ذلك، هناك العديد من العلاجات المجربة التي يمكن أن تساعد حقًّا، وتجعل هذه الفترة قابلة للإدارة.

ووفقًا للإرشادات الحالية، لا يُنصح باستخدام الأدوية المستخدمة بشكل شائع لعلاج أعراض البرد للأطفال دون سن الرابعة، كما يقول الدكتور ماكدونا.

ألمانيا لقاح أطفال
ضرورة التحدث إلى طبيب الأطفال حول الجرعة المناسبة من الأدوية لطفلك (رويترز)

وأضاف أن “مزيلات الاحتقان ومضادات الهيستامين وأدوية السعال ليست فعالة وقد تكون ضارة للأطفال دون سن 4 سنوات”.

وأشار الدكتور شابيرو إلى إمكانية استخدام بعض الأدوية التي لا تستلزم وصفة طبية لعلاج الحمى -مثل الأسيتامينوفين أو الإيبوبروفين- لعلاج الحمى المصاحبة لنزلات البرد.

ونظرًا لاختلاف الجرعات، فقد شدد على ضرورة التحدث إلى طبيب الأطفال حول الجرعة المناسبة لطفلك.

أما إذا كان طفلك يعاني من التهاب في الأذن أو أصيب بالتهاب رئوي جرثومي، فقد يحتاج إلى مضادات حيوية.

وعاد الأطباء للتأكيد على أن مسببات البرد الشائعة ذات طبيعة فيروسية، لذلك لا تُستعمَل المضادات الحيوية ما لم تكن هناك عدوى بكتيرية.

العلاج بالمكملات الغذائية

هناك بعض المكملات الغذائية التي قد تكون مفيدة لطفلك في محاربة الزكام، وإن كان يُنصح باستشارة طبيبه.

وتقول الدكتورة فيشر إن فيتامين سي مهم ويجب أن يأخذه طفلك يوميًّا دون مقدار محدد لعلاج نزلات البرد.

وتنصح بأن أفضل طريقة لاستهلاك فيتامين سي لطفل صغير هي في شكل ثمار حمضيات مثل تناول برتقالة، إذ يحتوي العصير على كمية زائدة من السكر.

يُنصح بتناول الأطفال الملينات والأطعمة الغنية بالألياف والسوائل

يعتبر الزنك مكملًا آخر يساعد على تخفيف نزلات البرد، يقول الدكتور ماكدونا: “تشير بعض الدراسات إلى انخفاض الأعراض بمقدار يوم واحد إذا بدأ الزنك في اليوم الأول من المرض”.

ويوضح أن الزنك يمكن أن يتحمل الأطفال الصغار مذاقه، إلا أن الإفراط في تناوله يمكن أن يكون ضارًّا.

وأوضحت الدكتورة فيشر أن العديد من الأمهات يعطين أطفالهن الصغار شراب البلسان لعلاج نزلات البرد، محذرة من أن ذلك قد يكون ضارًّا إذا كان الطفل مصابًا بكوفيد 19.

وأفادت بأنه قد يتسبب في زيادة التأثيرات الالتهابية التي ثبت أنها خطيرة إذا كان الشخص مصابًا بعدوى كوفيد.

العلاج في المنزل

تعتبر طبيبة الأطفال أن العلاجات المنزلية هي الطريقة الأكثر فعالية لعلاج نزلات البرد في الأطفال.

السوائل الدافئة

يمكن أن تساعد السوائل الدافئة على تنظيف الممرات الأنفية لطفلك وتخفيف أي مخاط في صدره، وتوصي الدكتورة بشرب عصير التفاح الدافئ وحساء الدجاج الدافئ الغني بالأملاح والماء، وهو ما يحتاج إليه الجسم لاستعادة صحته.

الحساء من الأغذية المفيدة في فصل الشتاء (غيتي)

المرطبات

يقول الدكتور شابيرو إن أجهزة التبخير وأجهزة الترطيب توجِد الرطوبة في الغرفة ويمكن أن تساعد طفلك على التنفس بشكل أفضل، ويضيف “هذه أدوات رائعة لتوفير الراحة لأطفالنا الصغار عندما يمرضون”.

العسل

لا يجوز أبدًا إعطاء العسل لطفل أقل من عام واحد، لكن بعد 12 شهرًا يمكنك إعطاء العسل لطفلك بأمان، وتقول الدكتورة فيشر إن ملعقة من العسل يمكن أن تساعد على الحد من سعال طفلك.

صلصلة التفاح المشوي غير المحلى صحية وسهلة الهضم (أرشيفية)

قطرة الأنف 

يوضح الدكتور شابيرو أن وضع 2-3 قطرات من محلول ملحي للأنف يمكن أن يقلل الاحتقان.

ويقول إن شفاط الأنف للأطفال من الصيدلية لإزالة المخاط الزائد يمكن أن يكون مفيدا، خصوصا أن الصغار منهم لا يستطيعون تفريغ أنوفهم.

متى ترى الطبيب

يتعامل الآباء مع معظم نزلات البرد في غضون أسبوع أو أسبوعين، وليس من الضروري زيارة الطبيب، لكن هناك ظروف معينة تتطلب ذلك.

ويقول شابيرو إن استمرار الحمى أكثر من يومين أو وجود ألم الأذن أو صعوبة التنفس كلها حالات تستلزم الرعاية الطبية.

المصدر : الجزيرة مباشر + مواقع أجنبية