يعالج المشاكل الصحية بتحريك المفاصل.. ما هو العلاج الاستيوباثي؟

يلجأ مرضى الألم المزمن إلى العلاج الاستيوباثي الذي فسره الدكتور هيمان الصديق المختصّ بالطب التقويمي والعلاج اليدوي للجسم والمفاصل في مركز (دوك) الطبي في قطر، والأستاذ المحاضر في الطب التقويمي والتأهيل والعلاج الطبيعي.
فقد أوضح الدكتور هيمان -في لقاء مع برنامج (مع الحكيم)- أن الاستيوباثي هو نوع من أنواع الطب التكميلي الذي يعتمد على العلاج اليدوي، عن طريق الكشف عن المشاكل الصحية وعلاجها والوقاية منها عن طريق تحريك عضلات ومفاصل المريض وتمديدها وتدليكها.
وأوضح أنه ينطلق من مبدأ أن رفاهية الفرد تعتمد على عمل العظام والعضلات والأربطة والنسيج الضام معًا بسلاسة، إذ يستخدم المختصّون بالعلاج الاستيوباثي المناورة الميكانيكية للجسم والتمدد والتدليك.
وأضاف أنه يهدف إلى زيادة حركة المفاصل وتخفيف توتر العضلات وتقليل الألم فضلًا عن تعزيز تدفق الدم إلى الأنسجة لمساعدة الجسم على الشفاء.
ويعتمد العلاج الاستيوباثي على مجموعة من التقنيات، لا تشمل الأدوية ولا الجراحة، ويعد تخصص الاستيوباثي في المملكة المتحدة مهنة صحية ينظمها قانون المملكة المتحدة وتحتاج إلى دراسة جامعية وشهادة وترخيص بمزاولة المهنة.
ونقلت كاميرا برنامج “مع الحكيم” من عيادة الدكتور هيمان الصديق في مركز دوك الطبي للعظام، بعض الحالات التي يمكن علاجها يدويًّا بالاستيوباثي وكيفية العلاج في المقطع التالي.
وأوضح الدكتور هيمان أن تاريخ الطب الاستيوباثى يرجع إلى الولايات المتحدة الأمريكية عام 1874 عندما فقد الطبيب والجراح أندرو ستيل أبناءه الثلاثة بسبب الحمى وتعرض لانتكاسة صحية كبيرة.
فقرر بعدها دراسة تشريح الجسم والتعمق في فهم جسم الإنسان حتى توصّل إلى أن جسم الإنسان يجب أن يعامل على أنه كتلة واحدة، بمعنى أن آلام البطن قد تؤثر على ألم الظهر المزمن.
وأشار ضيف الحلقة إلى أن الجسم عبارة عن وحدة معقدة من الأجزاء المتداخلة وأنه لا يعمل أيّ من الأعضاء والأجهزة بمفرده، بل ترتبط العظام والمفاصل والأربطة والأوتار والعضلات بكل الأنسجة الرابطة.
وعند استخدام تقنية الاستيوباثي يتم فحص وعلاج جميع أجزاء الجسم وليس العضو المتعلق بشكوى المريض فقط.
فعلى سبيل المثال يمكن أن يؤدي علاج أسفل القدمين إلى التخلص من آلام الظهر المزمنة، كما يمكن أن يؤدي علاج التهابات الجهاز الهضمي إلى التخلص من الصداع المزمن وهكذا.
العلاج الاستيوباثي ما هو؟
العلاج الاستيوباثي هو نوع من العلاج التكميلي واليدوي الذي يعتمد على تقنيات معينة لتحسين وظائف الجسم وتعزيز قدرة الجهاز العضلي الهيكلي على الشفاء الذاتي. يستند هذا العلاج على فلسفة أن صحة الجسم تعتمد على توازن جميع أجزائه، ويشمل العلاج تقنيات مثل التدليك، والتمطيط، والتلاعب بلطف بالعظام والعضلات والمفاصل لتحسين الدورة الدموية وتقليل الألم.
حالات يمكن علاجها بالاستيوباثي
يمكن أن يكون العلاج الاستيوباثي مفيداً في علاج مجموعة واسعة من الحالات، بما في ذلك:
- آلام الظهر والرقبة.
- مشاكل المفاصل مثل التهاب المفاصل.
- إصابات الرياضة.
- آلام الرأس والشقيقة.
- مشاكل الهضم.
- اضطرابات النوم.
- إجهاد العضلات والتوتر.
ما هي جلسات الاستيوباثي؟
جلسات الاستيوباثي عادة ما تبدأ بمراجعة تاريخ المريض الصحي وفحص بدني شامل لتحديد المناطق التي تحتاج إلى العلاج. ثم يقوم الأستيوباث باستخدام تقنيات يدوية تشمل التدليك، والشد، والضغط الخفيف على العضلات والمفاصل لتحسين الدورة الدموية وتخفيف التوتر. تستغرق الجلسة عادة حوالي 30 إلى 60 دقيقة، ويعتمد عدد الجلسات المطلوبة على الحالة الصحية للمريض واستجابته للعلاج.
ما هي أبرز فوائد العلاج الاستيوباثي؟
العلاج الاستيوباثي له فوائد عديدة تشمل:
- تخفيف الألم وتحسين الحركة في المناطق المصابة.
- تحسين الدورة الدموية ووظائف الجهاز العضلي الهيكلي.
- تعزيز الاسترخاء وتقليل التوتر النفسي.
- دعم الجهاز المناعي والمساعدة في الوقاية من الأمراض.
- تحسين جودة النوم والطاقة العامة للجسم.
- مساعدة الجسم على الشفاء الذاتي بفعالية أكبر.
العلاج الاستيوباثي للكتف
العلاج الاستيوباثي يمكن أن يكون فعالاً جداً في علاج آلام الكتف ومشاكله المختلفة، مثل التهاب الأوتار، تجمد الكتف، والإصابات الرياضية. يعتمد العلاج على تقنيات يدوية لتحسين مرونة المفصل، تقليل الالتهاب، وزيادة تدفق الدم إلى المنطقة المصابة. جلسات الاستيوباثي يمكن أن تساعد في تخفيف الألم واستعادة حركة الكتف بشكل طبيعي، مما يسمح للمريض بالعودة إلى نشاطاته اليومية دون قيود.