مع الحكيم.. دراسة تكشف حقائق جديدة عن الاستعداد الوراثي للسرطان في دول الشرق الأوسط (فيديو)

كشفت دراسة قطرية جديدة -أجراها باحثون من برنامج (قطر جينوم) عضو مؤسسة قطر بالتعاون مع باحثين من جامعة وايل كورنيل- أول مشهد لتباين السلالة الجرثومية السرطانية المعروف باسم السرطان الموروث في الشرق الأوسط.
الدراسة نشرتها مجلة لانسيت البريطانية بعنوان (الاستعداد الوراثي للسرطان لدى أفراد من أصول مختلفة في قطر) وهي دراسة جماعية قائمة على السكان، وتقدم فحصًا متعمقًا للعلامات الوراثية للسرطان الشائعة منها والنادرة لدى القطريين.
واستضاف برنامج (مع الحكيم) على شاشة الجزيرة مباشر الدكتور سعيد إسماعيل مدير (قطر جينوم) أخصائي الوراثة الجزيئية والحاصل على شهادة الدكتوراه في علم الجينات من جامعة أكسفورد.
وقال ضيف الحلقة إن دول الشرق الأوسط بما فيها دولة قطر تشهد زيادة مقلقة في عدد مرضى السرطان، لذا تشكل نتائج هذه الدراسة مصدرًا قيّمًا لالتقاط العلامات الوراثية للسرطان في مختلف أصول السكان العرب وتحديد التوقعات الكمية والنوعية لنتائج تسلسل الجينوم الشخصي.
وأوضح إسماعيل أن السرطان الموروث في الشرق الأوسط هو جزء صغير من حالات السرطان التي نجدها في أي مجتمع، ويتمثل في نوع معين من أنواع السرطانات في الحالات العشوائية التي قد تحدث في أي شخص بسبب تراكم طفرات وعوامل وراثية.
وتتيح التكنولوجيا الجديدة اكتشاف الأشخاص المعرّضين للسرطان في وقت مبكر، وبالتالي يمكن الوقاية منه بشكل كبير.
وأضاف إسماعيل أن “الفحص والوقاية والكشف المبكر في صدارة جدول أعمال مكافحة السرطان في قطر”.
وأوضح أنه “من المهم الاستفادة من تسلسل الجينوم السكاني من خلال بدء برامج وطنية لاختبار السكان لتحديد حاملات الطفرات الجينية السرطانية ذات الكثافة العالية مثل الأفراد المعرّضين لخطر متزايد للإصابة بسرطان الثدي أو المبيض الوراثي لدى النساء وسرطان القولون لدى الرجال”.
وتتوارث بعض العائلات هذه الطفرات التي تجعلها معرّضة لخطر أكبر للإصابة بهذه الأنواع من السرطانات.
واستطرد إسماعيل قائلًا “دراستنا تمهد الطريق لتقديم برنامج دقيق للوقاية من السرطان في قطر حيث يتوفر لدينا الآن نحو 28 ألف تسلسل جيني من متبرعين من أصول قطرية ومن مختلف البلدان العربية، مما يمكننا من التوصل إلى الخطر قبل حدوث المرض بسنوات عن طريق توفير قاعدة بيانات جينية كبيرة في جميع المؤسسات الصحية، ونطمح إلى نقل هذه التجربة لجميع الدول الشقيقة”.
وقال الدكتور سعيد إسماعيل للجزيرة مباشر “نحن في (قطر جينوم) ماضون في قيادة عملية لترجمة الأبحاث إلى نتائج طبية ملموسة بالتعاون مع شركائنا، وهذه المجموعة هي نقطة الانطلاق لتوفير فحص شخصي للصحة والأمراض في قطر والمنطقة”.
وقال الدكتور مايكل بيليني الرئيس التنفيذي السابق لشركة مؤسسة الطب وهي شركة رائدة في مجال الأورام الدقيقة والشريك المسؤول لشركة (سيكشن 32) الرائدة في استثمارات تكامل التكنولوجيا والرعاية الصحية “توفر هذه الدراسة رؤى كبيرة حول تطوير فحوص السرطان في المستقبل، فنحن إذا ما تمكنا من فهم المخاطر التي تشكلها بعض جينات الأفراد أو حتى مجموعات السكان سنتمكن من تكييف بروتوكولات الفحوص بدلًا من معاملة الجميع بنفس الطريقة، الأمر الذي يرشّد الموارد والنفقات ويؤدي إلى رعاية أفضل بكثير وأكثر تخصيصًا”.
وقال الدكتور حمدي مبارك مدير الشراكات البحثية في قطر جينوم “الدراسة جزء من تجمّع بحوث قطر جينوم ومن بين العديد من المشاريع الجارية الأخرى التي تركز على أمراض ذات أولوية وطنية”، موضحًا أنها “تهدف إلى سد الفجوة في دراسات الجينوم للأصول العربية الممثلة تمثيلًا ناقصًا في أبحاث الجينوم، والمساهمة في زيادة التنوع والإنصاف وهو مفتاح للنهوض بالعلوم على مستوى العالم”.