تضارب الدراسات.. هل تصيب اللحوم الحمراء بسرطان القولون؟

قالت الدكتورة أمل ناصر استشارية الطب الباطني والأورام في مركز (دوك) الطبي بقطر الحاصلة على زمالة الجمعية الأمريكية للأورام وعضو الجمعية الأوربية للأورام، إن سرطان القولون هو ثالث أكثر أنواع السرطان انتشارًا، وإنه يعد من أكثرها تسبّبًا في الوفاة.
وعن تضارب الدراسات حول علاقة اللحوم الحمراء بسرطان القولون، قالت ضيفة برنامج (مع الحكيم) على الجزيرة مباشر إنه يجب فهم طريقة عمل الخلية السرطانية أولا.
وأفادت بأن السرطان بشكل عام هو تلف في الحمض النووي المحتوي على الخريطة الجينية البشرية؛ ففي الخلية العادية يتم الانقسام الطبيعي ثم تموت هذه الخلايا تلقائيًّا، أما في حالة الخلايا السرطانية فيتوقف هذا الانقسام الخلوي في مراحله الأولية وتنخفض خاصية الموت التلقائي، وبالتالي تتكاثر الخلايا دون أن تجد ما يوقفها وهو ما يعرف بالسرطان.
علاقة قوية
وأظهرت دراسة حديثة لباحثين من جامعة أكسفورد البريطانية، أن تناول كميات أقل من اللحوم يقلل من خطر إصابة الشخص بالسرطان حتى أكثر أنواع السرطان شيوعا بما فيها سرطان القولون والمستقيم.
وقالت خبيرة الأورام إن للحوم الحمراء علاقة وثيقة وقوية بسرطان القولون خاصة المعلبة والمصنعة، التي تعد من أهم عوامل الإصابة بسرطان القولون والمستقيم.
واستندت الدكتورة إلى الأبحاث والدراسات التي أجراها الباحثون والتي شملت تحليلا واسع النطاق للنظام الغذائي ومخاطر الإصابة بالسرطان للمشاركين.

وأشارت الدراسة إلى أن فحص المشاركين بين عامي 2006 و2010، وإكمال استبيانات حول نظامهم الغذائي، بما في ذلك عدد المرات التي تناولوا فيها أطعمة مثل اللحوم والأسماك، وتتبع سجلاتهم الطبية لمدة 11 عاما، أظهر أن الأشخاص الذين يتناولون اللحوم بشكل منخفض لديهم احتمال أقل بنسبة 9% بالإصابة بسرطان القولون والمستقيم مقارنة بمن يتناولون اللحوم بانتظام.
وأظهرت الأبحاث السابقة أيضا أن تناول كميات أكبر من اللحوم المصنعة على وجه الخصوص يرتبط بارتفاع مخاطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم.
3 مرات أسبوعيا
واستدركت الطبيبة قائلة إن هذا لا يعني الامتناع عن تناول اللحوم الحمراء، فهي مفيدة جدًّا للجسم، ولكن “الإفراط في تناول اللحوم هو ما يدفع الجسم للاستعداد للإصابة بسرطان القولون، والإفراط هنا بمعنى تناول اللحوم الحمراء أكثر من 3 مرات أسبوعيا”.
وتذهب دراسات وأبحاث أخرى إلى أن اللحوم الطبيعية الحمراء أو اللحوم المصنعة لا علاقة لها بسرطان القولون ولا بأي نوع من السرطان.
وأجرت آخر هذه الدراسات جامعة كاليفورنيا، وتفيد بأن استهلاك اللحوم الحمراء أو المصنعة وغير المصنعة لم يؤثر في خطر تكرار الإصابة بسرطان القولون أو الوفاة به.
وأجريت الدراسة على أكثر من ألف شخص، متوسط أعمارهم حوالي 60 عاما مصابين بسرطان القولون من المرحلة الثالثة.
ولاحظ الباحثون عدم وجود ارتباط بين تناول اللحوم الحمراء المصنعة أو غير المصنعة بخطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم.

الحذر من الدراسات المدفوعة
ونفت ضيفة الحلقة صحة بعض هذه الدراسات، وأكدت على أن العامل الوراثي هو السبب الأساسي في الإصابة بسرطان القولون، لكن العوامل المحفزة كالإفراط في تناول اللحوم الحمراء والتدخين وعدم ممارسة الرياضة إضافة إلى الاستعداد الجيني قد ترفع خطر الإصابة بجميع أنواع السرطانات.
والعكس صحيح أيضا، فقد تتوفر جميع المحفزات الخارجية في شخص ما ولكن لا يحمل هذا الشخص الطفرة الجينية التي تساعد على الإصابة بسرطان القولون.
وأضافت أن هناك بعض الدراسات المدفوعة، وهذا شيء لا يمكن إنكاره، ويجب تثقيف العامة بأن هناك بعض الشركات والمؤسسات التي قد تدفع مبالغ مالية مقابل إجراء دراسات وأبحاث علمية متحيّزة تفيد بصحة منتجاتها. ويصادف شهر مارس/ آذار شهر التوعية بسرطان القولون وطرق الفحص.