قد يحتاج تدخلًا جراحيًا.. متى تقلق من شخير طفلك؟

عندما يشخر الأطفال، وخاصة الصغار والرضع، بانتظام وبكثافة ويقترن ذلك بأعراض أخرى يجب استشارة طبيب (unsplash)

لا يسبب الشخير العرضي عند الأطفال الصغار قلقًا، إنما قد يكون التنفّس الثقيل أو المتعثّر بشكل منتظم علامة على حدوث شيء آخر، مثل انقطاع النفس الانسدادي النومي لدى الأطفال.

وتقول راشيل ميتشل، المديرة التنفيذية لشركة استشارية للأمومة والنوم “يمكن أن يكون الشخير الخفيف أمرًا طبيعيًا، وليس دائمًا مدعاة للقلق”.

وأوضحت لموقع (فيري ويل فاميلي) المتخصص في التربية، أنه عندما يشخر الأطفال، وخاصة الصغار والرضّع، بانتظام وبكثافة ويقترن ذلك بأعراض، مثل النوم بفم مفتوح وعدم الراحة بعد النوم طوال الليل، يجب استشارة طبيب للتأكد من أنه ليس انقطاع النفس أثناء النوم.

وأضافت ميتشل أنه إذا كان الطفل يلهث، ويصدر أصواتًا وكأنه يقاوم من أجل التنفّس، فقد يكون الأمر هذا مدعاة للقلق.

السبب الأول الذي قد يشتبه فيه هو توقف التنفس أثناء النوم (pixabay)

توقف التنفّس

ويشير الأخصائيون إلى أن الشخير العرضي الذي لا يحدث طوال الليل كل ليلة، يمكن أن يكون نتيجة شيء يسير مثل الزكام أو الحساسية، لكنه عندما يكون متكررًا ومنتظمًا ويصير مثل شخير الكبار، قد يحتاج طبيب الأطفال.

السبب الأول الذي قد يشتبه فيه هو توقف التنفّس أثناء النوم عند الأطفال (OSA)، وأكثر أعراض انقطاع النفس الانسدادي النومي شيوعًا عند الأطفال هو الشخير المعتاد، كما تقول ميشيل كارابالو، طبيبة أمراض الرئة للأطفال.

وتشرح قائلة “هؤلاء عادة ما يكونون أطفالًا يشخرون بشكل منتظم، وليس فقط عندما يكونون مرضى أو محتقنين أو عندما تشتعل الحساسية”.

وتشمل الأعراض الأخرى التي قد تلاحظها أثناء نوم طفلك، التنفّس من الفم أو توقّف التنفّس مؤقتًا أو صعوبة التنفّس أو اللهاث بحثًا عن الهواء أو الاستيقاظ الليلي المتكرر، وتظهر التأثيرات عندما يكون الطفل مستيقظًا أيضًا.

وتابعت الطبيبة “قد تشمل المظاهر النهارية للنوم المتقطّع عند الأطفال مشاكل سلوكية أو قلة الانتباه أو فرط النشاط أو صعوبات التعلم أو النعاس أثناء النهار”.

هناك أطفال يعانون من انقطاع النفس الانسدادي النومي مع صغر اللوزتين واللحمية (pixabay)

أسبابه

وفي معظم الحالات، يحدث انقطاع النفس الانسدادي النومي عند الأطفال بسبب تضخّم اللوزتين واللحمية، وهي بقع من الأنسجة الليمفاوية الرخوة التي تقع في الحلق خلف الأنف وقد تسد مجرى الهواء العلوي.

وقالت الأخصائية إن هناك أطفالًا يعانون من انقطاع النفس الانسدادي النومي، مع صغر اللوزتين واللحمية، فيما هناك عدد قليل من عوامل الخطر التي يمكن أن تزيد من احتمالية حدوث انقطاع النفس الانسدادي النومي.

وتشمل العوامل السمنة، وتضخّم اللمفاوية (عندما يكون هناك خلايا أكثر من الطبيعي في العقد الليمفاوية)، والتشوهات القحفية الوجهية (عيوب خلقية في الوجه والرأس)، والخلل العصبي العضلي.

كيف يتم تشخيصه؟

تُستخدم دراسة النوم لتشخيص انقطاع النفس الانسدادي النومي عند الأطفال، وتوضّح كارابالو أنه اختبار ليلة واحدة يتم إجراؤه في مختبر للنوم، حيث تجري مراقبة العديد من العوامل مثل مستويات الأكسجين ومستويات ثاني أكسيد الكربون وتدفّق الهواء عبر الأنف ومعدل ضربات القلب وموجات الدماغ وحركات الجسم.

ويعد المؤشر الأكثر أهمية هو مؤشر انقطاع النفس أو ضعف التنفس (AHI)، وهو مقياس لمتوسّط ​​عدد المرات التي يتوقّف فيها طفلك عن التنفّس (انقطاع النفس) أو يتنفّس بشكل سطحي (ضيق التنفّس) في الساعة.

ويعد أي حدث يزيد عن ساعة واحدة غير طبيعي عند الأطفال حتى سن 13 عامًا، وسيؤدي إلى تشخيص انقطاع النفس الانسدادي النومي.

العلاج الموصى به هو ضغط مجرى الهواء الإيجابي المستمر (unsplash)

العلاج

وقالت الطبيبة للموقع الأمريكي، إنه نظرًا لأن تضخم اللوزتين واللحمية هما السبب الأكثر شيوعًا لانقطاع النفس الانسدادي النومي عند الأطفال، فإن العلاج الموصى به هو الاستئصال الجراحي للوزتين واللحمية، وفي حالة الأطفال الأصحاء الذين لا يعانون من السمنة المفرطة، تعالج هذه الجراحة انقطاع النفس أثناء النوم معظم الوقت.

أما الأطفال الذين لديهم عوامل أخرى تسهم في انقطاع النفس الانسدادي النومي، أو تستمر الأعراض بعد الجراحة، فإن العلاج التالي الموصى به هو ضغط مجرى الهواء الإيجابي المستمر (CPAP).

يرتدي الطفل قناعًا ناعمًا على أنفه وفمه للنوم، وهو متصل بصندوق عبر أنبوب، تشرح الطبيبة أن الصندوق يوفّر هواءً مركزًا بمعدل تدفّق أعلى لتدعيم مجرى الهواء بشكل أساس أينما حدث الانسداد.

بينما يعد ضغط المجرى الهوائي الإيجابي المستمر خيارًا جذّابًا لبعض العائلات نظرًا لأنه ليس دواءً ولا جراحة، إلا أنه يمثّل بعض التحديات عند الأطفال، إذ كلما كانوا أصغر سنًا صعب العثور على قناع يناسب بشكل جيد.

المصدر : الجزيرة مباشر + مواقع أجنبية

إعلان