كيف تزيد الإصابة بالفصام من خطر الوفاة المبكرة؟

مخ بشري
يُعَد عدم الانتظام في المتابعة مع الطبيب النفسي من أبرز مشكلات مرضى الفصام، (غيتي)

كشفت دراسة حديثة أن الإصابة بمرض الفصام تزيد من خطر الوفاة بنحو 15 عاما لدى المرضى مقارنة بالأصحاء.

ووفقا لنتائج البحث المنشور في دورية (مولكيلار سايكتري)، ارتبطت الإصابة بمرض الفصام بزيادة خطر الوفاة المبكرة نتيجة الانتحار أو سوء الصحة الجسدية، الذي قد يكون ناجما عن إصابة الدماغ بشيخوخة متقدمة.

ما هو مرض الفصام؟

ومرض الفصام هو اضطراب نفسي مزمن يؤثر على طريقة تفكير الشخص وشعوره وسلوكه.

ويتميز هذا المرض بتشوش في الإدراك والتفكير، مما يؤدي إلى صعوبات في التمييز بين الواقع والخيال. ويصيب الفصام حوالي 1% من سكان العالم، وعادة ما تظهر أعراضه في مرحلة المراهقة المتأخرة أو بداية مرحلة البلوغ.

ورغم أن مرض الفصام يعتبر حالة مزمنة، إلا أنه يمكن إدارته بشكل فعال من خلال العلاج النفسي والأدوية المناسبة، مما يساعد المرضى على عيش حياة منتجة ومستقلة.

وأُجريت الدراسة على أكثر من 5 آلاف شخص، 2803 من مرضى الفصام و2598 من الأصحاء، وتتراوح أعمارهم من 18 إلى 73 عاما.

وأرجعت دراسات سابقة انتشار المرض بشكل كبير وحدوث تدهور معرفي طويل المدى وزيادة أعداد الوفيات لدى مرضى الفصام، إلى تجاوز العمر البيولوجي للدماغ عمره الزمني.

وكشفت الدراسات أن هذا التفاوت الذي يُطلَق عليه “فارق العمر المتوقع في الدماغ” أعلى لدى مرضى الفصام مقارنة بالأصحاء.

كما أظهرت الدراسات أن الفجوة بين العمر البيولوجي والعمر الزمني للدماغ تتسع بشكل رئيسي خلال السنوات الأولى بعد ظهور المرض.

ويرجع السبب في ذلك إلى إصابة مرضى الفصام بداء الشريان المحيطي، وتتماشى هذه النتائج مع الدراسات السابقة التي تُظهر زيادة في داء الشريان المحيطي بالدماغ في مرضى انفصام الشخصية ومرضى الذهان.

وخلصت الدراسة إلى أن التنبؤ بعمر الدماغ واعتلال الشرايين المحيطية يمكن أن يكون عاملا في استراتيجيات الوقاية والتدخل المبكر للمرض.

ويُعَد عدم الانتظام في المتابعة مع الطبيب النفسي من أبرز مشكلات مرضى الفصام، ويمكن أن تساعد المتابعة المستمرة والانتظام في العلاجات على الحد من هذه المخاطر.

ما هي أعراض الفصام؟

تتنوع أعراض الفصام وتختلف من شخص لآخر، لكنها عموماً تنقسم إلى ثلاث فئات رئيسية: الأعراض الإيجابية، والأعراض السلبية، والأعراض المعرفية.

وتشمل الأعراض الإيجابية الهلاوس (كسماع أصوات غير موجودة) والأوهام (كالاعتقاد بأفكار غير واقعية). أما الأعراض السلبية فتتضمن فقدان الدافع، والانسحاب الاجتماعي، وتسطح المشاعر.

الأعراض المعرفية تشمل صعوبات في التركيز، الذاكرة، واتخاذ القرارات. قد يعاني المريض أيضاً من اضطرابات في النوم، تغيرات في السلوك، وصعوبات في التعبير عن المشاعر. من المهم ملاحظة أن شدة وتواتر هذه الأعراض قد تختلف مع مرور الوقت وتستجيب للعلاج

متى يموت مريض الفصام؟

لا يوجد وقت محدد لوفاة مريض الفصام بسبب المرض نفسه، حيث أن الفصام ليس مرضاً مميتاً بطبيعته. ومع ذلك، تشير الدراسات الحديثة إلى أن متوسط العمر المتوقع لمرضى الفصام قد يقل بحوالي 15عاماً مقارنة بعامة السكان.

هذا الانخفاض في متوسط العمر المتوقع يرجع إلى عدة عوامل، منها زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، وارتفاع معدلات الانتحار، وسوء الرعاية الصحية العامة.

ومع ذلك، فإن التشخيص المبكر، والعلاج الفعال، واتباع نمط حياة صحي، والدعم الاجتماعي الجيد يمكن أن يساعد في تحسين جودة الحياة وزيادة متوسط العمر المتوقع لمرضى الفصام بشكل كبير

مدة علاج مرض الفصام

علاج مرض الفصام هو عملية مستمرة وطويلة الأمد، وليس له مدة محددة أو ثابتة. يحتاج معظم مرضى الفصام إلى العلاج مدى الحياة للسيطرة على الأعراض وتحسين جودة الحياة.

وتختلف خطة العلاج من شخص لآخر وقد تشمل مزيجاً من الأدوية المضادة للذهان، العلاج النفسي، والدعم الاجتماعي. قد تستغرق الاستجابة الأولية للعلاج عدة أسابيع إلى أشهر، لكن تحقيق الاستقرار الكامل قد يستغرق سنوات.

من المهم الالتزام بخطة العلاج حتى في فترات تحسن الأعراض لمنع الانتكاسات. يهدف العلاج المستمر إلى إدارة الأعراض، تحسين الأداء اليومي، ودعم الاندماج الاجتماعي والمهني للمريض.

أسئلة شائعة:

ماذا يتخيل مريض الفصام؟

مريض الفصام قد يتخيل أشياء غير حقيقية، مثل سماع أصوات غير موجودة أو الاعتقاد بأن لديه قدرات خاصة أو أن هناك مؤامرات تحاك ضده. هذه الهلاوس والأوهام تعتبر جزءاً من الأعراض الإيجابية للفصام.

ماذا يرى مريض الفصام؟

مريض الفصام قد يرى أشياء أو أشخاصاً غير موجودين في الواقع، أو قد يفسر المحيطين به والأحداث بطرق غير طبيعية بفعل الأوهام والهلاوس البصرية. هذه التجارب قد تكون مرعبة ومربكة، وتؤثر على قدرة المريض على التمييز بين الواقع والخيال.

هل مرض الفصام مجنون؟

مرض الفصام ليس جنوناً، بل هو اضطراب نفسي مزمن يمكن إدارته بالعلاج المناسب.

المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان