باحثون يعثرون على المنطقة المسؤولة عن مرض التوحد داخل الدماغ

تتزايد أعداد الأطفال المصابين بمرض التوحد (شترستوك)

توصل فريق بحثي من كوريا الجنوبية إلى تحديد الشبكة الجزيئية الخاصة بالخلية لاضطراب طيف التوحد، وفقًا للبحث المنشور في مجلة Molecular Psychiatry.

وقد أجرى البحث فريق من الباحثين بقيادة البروفيسور كيم مين سيك أستاذ البيولوجيا الجديدة بمعهد دايجو جيونجبوك للعلوم والتكنولوجيا.

وأثناء التجربة استخدم الفريق البحثي نموذج فأر لاستخراج أنسجة قشرة الفص الجبهي وإجراء تحليل كمي متكامل يعتمد على قياس الطيف الكمي للبروتينات والأيض.

مرض التوحد ما هو ؟

ومن خلال تحليل هذا النموذج ومقارنته مع بيانات مرضى اضطراب طيف التوحد، أكد الفريق أن المشكلات تحدث في شبكات الجهاز العصبي البشري -وهي عبارة عن سلسلة من العقد التي تتصل ببعضها عن طريق روابط- وتحديدًا في الشبكات المسؤولة عن التمثيل الغذائي وشبكات الخلايا العصبية القابلة للاستثارة.

ويُعَد اضطراب طيف التوحد اضطرابًا تنمويًّا عصبيًّا يسبب إعاقة في النمو منذ الطفولة المبكرة، ويتميز بضعف مستمر في التواصل الاجتماعي والسلوكيات المرتبطة بالتفاعل، مما يؤدي إلى أنماط محدودة من الاهتمامات والأنشطة السلوكية، فضلًا عن السلوكيات المتكررة.

أعراض مرض التوحد

ويعاني معظم مرضى اضطراب طيف التوحد من اضطرابات سلوكية، مصحوبة أحيانًا بإعاقات نمو أخرى، ونظرًا لعدم وجود علاج نهائي لمرض التوحد، فضلًا عن عدم وجود طريقة تشخيص دقيقة حاليًا، يتم إجراء التشخيص المبكر لاضطراب طيف التوحد في فترة متأخرة نسبيًّا.

أسباب مرض التوحد

وعلى الرغم من وجود بعض التطور في تحسين الأعراض من خلال العلاج السلوكي، فإن هناك نقصًا في العلاجات الفعالة على المستوى الدوائي نظرًا لعدم تحديد المسبب الرئيسي لمرض التوحد.

من جانبه، أشار البروفيسور كيم مين سيك القائم على الورقة البحثية إلى أن هذا الاختراق الطبي المعتمد على تقنية التحليل المتكامل المتعدد النطاقات التي تم تطويرها من خلال هذه الدراسة قد طورت فهم اضطراب طيف التوحد، وجعلت من الممكن اكتشاف شبكة متكاملة من تمايز الخلايا على المستوى الجزيئي الناجم عن جين معين للتوحد.

وأضاف أن الفريق يعمل الآن على إيجاد الشبكة الأساسية لاضطراب طيف التوحد، وتحديد مسببات المرض، والعمل على تخليق علاج نهائي يحد من معاناة مرضى التوحد على مستوى العالم من خلال إجراء تحليل متكامل لنماذج مختلفة.

 

هل يوجد علاج نهائي للتوحد؟

حتى الآن، لا يوجد علاج نهائي لاضطراب طيف التوحد (ASD)، حيث يعتبر التوحد حالة نمائية عصبية تستمر مدى الحياة. ومع ذلك، هناك علاجات وبرامج تدخل مبكر تساعد في تحسين الأعراض وتعزيز المهارات الاجتماعية والسلوكية والتواصلية لدى المصابين.

تشمل العلاجات الفعالة العلاج السلوكي المعرفي (ABA)، والعلاج بالتحليل السلوكي التطبيقي، والعلاج الوظيفي، وعلاج النطق والتواصل، إلى جانب الدعم التعليمي والعلاجات الدوائية التي تُستخدم في بعض الحالات للتحكم في الأعراض المصاحبة مثل القلق أو فرط النشاط. وكلما بدأ التدخل العلاجي في سن مبكرة، زادت فرص تحسين قدرات الطفل على التواصل والتفاعل مع محيطه.

ما هي تصرفات مريض التوحد؟

يتميز الأشخاص المصابون باضطراب طيف التوحد بسلوكيات وتفاعلات اجتماعية مختلفة عن المعتاد، حيث يواجهون صعوبات في التواصل والتفاعل مع الآخرين. وقد يظهر ذلك من خلال تجنبهم للتواصل البصري، وتأخرهم في اكتساب اللغة، أو عدم استجابتهم عند مناداة أسمائهم.

كما يميلون إلى العزلة وتفضيل اللعب الفردي، مع صعوبة في فهم المشاعر والتعبير عنها بطريقة طبيعية. ويعاني بعضهم من التعلق بروتين صارم ورفض أي تغييرات مفاجئة، مما قد يؤدي إلى نوبات غضب أو انهيار عند حدوث تغيير غير متوقع.

هل التوحد مرض عقلي أم نفسي؟

اضطراب طيف التوحد (ASD) هو اضطراب نمائي عصبي يؤثر على تطور التواصل الاجتماعي والسلوكيات، ويظهر منذ الطفولة المبكرة. ولا يُعتبر التوحد مرضًا عقليًا مثل الفصام أو الاضطرابات الذهانية، كما لا يعتبر اضطرابا نفسيا ناتجا عن عوامل نفسية مثل الاكتئاب أو القلق، لكنه يرتبط ببعض الاضطرابات النفسية المصاحبة مثل القلق أو اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة (ADHD).

المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان