نموذج علاجي بضغة زر.. كيف أحدثت الطباعة ثلاثية الأبعاد ثورة في طب الأسنان؟ (فيديو)

كشفت دراسة حديثة أجرتها الجمعية الأمريكية لطب الأسنان أن 17% فقط من أطباء الأسنان يستخدمون الطباعة ثلاثية الأبعاد التي تعمل على تحسين كفاءة الخدمات المقدمة للمريض خاصة في عمليات الترميم إضافة إلى خفض الوقت والتكاليف، لكن الأمر آخذ في التوسع والانتشار.

وحول الثورة التي أحدثتها الطباعة الثلاثية الأبعاد في طب الأسنان وكيفية مساعدتها للمريض، يقول الدكتور زاهر الجندي أخصائي التقويم وخبير تجميل الأسنان إن المجال الطبي بحاجة لهذا التطور، وإن عالم طب الأسنان بعد هذه الثورة ليس كما كان قبله.

وأوضح، في لقاء مع برنامج (مع الحكيم) على الجزيرة مباشر، أن هذا التطور ساهم في تصنيع أجهزة واستعاضات صناعية توضع في فم المريض جاءت تتويجًا لما سبقها من التصوير ثلاثي الأبعاد الشعاعي وآخر للفم غير شعاعي، وربط هذه التكنولوجيات بالخدمات حتى وصلنا إلى نماذج لم نصل إليها مسبقًا.

وبشأن تحسين تجربة المريض، قال الجندي إن هذه التقنية تساعد المريض على الصعيد النفسي أولًا، إذ تبني ثقة بينه وبين الطبيب حين يجيبه عن علامات استفهام كثيرة تجول في خاطره.

فعند استنساخ الفم أو الفك أو الأسنان موضع المشكلة عبر الطباعة ثلاثية الأبعاد، يسهل على الطبيب شرح تفاصيل العلاج عبر النموذج المطبوع، وهذا يريح المريض نفسيًا إلى حد كبير ويعزز ثقته في العلاج ويجعله أكثر تعاونًا وبالتالي الوصول إلى نتائج أسرع.

وأشار ضيف (مع الحكيم) إلى أن سرعة العلاجات تزايدت باستخدام الطباعة ثلاثية الأبعاد حيث يمكن تصنيع أجهزة طب الأسنان وإنتاج النماذج المطلوبة بضغطة زر، بينما كانت مختبرات الأسنان تستغرق ساعات طويلة لتصنيعها وهنا يستفيد المريض من سرعة تجهيز نماذج العلاجات الخاصة به.

وعن آلية عمل الطباعة ثلاثية الأبعاد، يقول “أوقات نضطر إلى تعديل بعض العلاجات والأجهزة الخاصة بالمريض، وحين يكون لدينا نموذج على الكمبيوتر لفم المريض فإننا نستطيع تجربة العلاجات عليه افتراضيًا وطبع أكثر من نسخة لتحسين العلاجات حتى الوصول إلى النموذج الأمثل دون الحاجة إلى وجود المريض في كل مرة”.

وتابع “أول مجال استعملت فيه هذه التقنية في مجال تقويم الأسنان منذ 20 سنة هو التقويم وهو تخصص يعنى بحركة الأسنان، واستطاعت شركة أمريكية أن تحرك أسنان مريض بطريقة افتراضية على وضعية أسنان جديدة يمكن طباعتها في شكل تقويم شفاف ينقل أسنان المريض من وضعيتها الحالية الحقيقية إلى نموذج الأسنان الافتراضي، وبذلك نكون حرّكنا أسنانه بطريقة الطباعة ثلاثية الأبعاد”.

وأكد الجندي أن دور الطبيب يبقى في النهاية هو اللاعب الأساسي في العملية برمتها لأننا بشر ولسنا آلات، وكل هذه الأجهزة ما هي إلا عوامل مساعدة للوصول إلى أفضل النتائج في أقل وقت ممكن، لكن الطبيب هو من يتفهم حالة المريض ويأخذ بعين الاعتبار اهتماماته وإنزعاجاته “الوجهيّة والفمّية والفكّية” حتى ينجح في الوصول إلى العلاج المناسب ويكون مسؤولًا عن نتيجة هذه العلاجات.

وتستخدم الطباعة ثلاثية الأبعاد النموذج الرقمي لبناء غرض أو شيء ما أيًا كان حجمه أو شكله وذلك من خلال إضافة طبقات متتابعة من المادة خلال دورة تشغيل واحدة متواصلة. وتسمح هذه القدرة على إضافة الطبقات بتصنيع أشكالاً مركّبة مثل بناء عظمي معقد أو قنوات الأوعية الدموية والتي يستحيل إنتاجها بأية أساليب أخرى.

وبفضل التطورات في بناء تطبيقات الحاسب والقدرة على تحويل مُختلف أنواع التصوير الطبي (الأشعة) -مثل الأشعة السينية أو الأشعة المقطعية أو الرنين المغناطيسي أو الموجات فوق الصوتية- إلى نماذج رقمية يمكن قراءتها بواسطة الطابعات ثلاثية الأبعاد، اتسعت تطبيقات هذه التقنية في مجال الرعاية الصحية وقد تخفّض هذه التكنولوجيا التكاليف مستقبلًا.

وتفتح الطباعة ثلاثية الأبعاد أفقًا واسعًا أمام العديد من الاحتمالات المذهلة مثل الطباعة الحيوية للأنسجة الحية بمساعدة الحبر البيولوجي. في الوقت الراهن، تُستخدم الطباعة ثلاثية الأبعاد على نطاق واسع في تصنيع أدوات المساعدة السمعية وفي مجال طب الأسنان.

المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان