دراسة تكشف علاقة أدوية ضغط الدم بانخفاض خطر استبدال الركبة

خطوة لدراسة تطوير خطوط علاجية مستقبلية

قياس الضغط
تأثير لأدوية ضغط الدم في انخفاض مخاطر استبدال الركبة (الأناضول)

كشفت دراسة أن المرضى الذين يتناولون فئة مستخدمة على نطاق واسع من الأدوية الخافضة لضغط الدم تسمى “حاصرات بيتا”، ويعانون آلامًا في الرُّكَب، يقلّ لديهم خطر تقويم أو استبدال المفاصل الركبية كلها في حالات علاج هشاشة العظام المتقدمة.

وتشير الدراسة التي نشرتها مجلة جراحة العظام والمفاصل، وأجراها الدكتور فالح التميمي، العميد المساعد للشؤون الأكاديمية بكلية طب الأسنان في جامعة قطر، وعدد من الأطباء والباحثين أن “حاصرات بيتا” قد تبطئ تطور “الفصال العظمي” وهو النوع الأكثر شيوعًا من التهاب المفاصل الناتج عن اهتراء الغضاريف، وذلك عن طريق تقليل الوسائط الالتهابية المشاركة في تنكس الغضاريف؛ مما قد يوفر أدلة لتطوير علاج جديد.

وباستخدام قاعدة بيانات المستشفيات الإسبانية، حدد الباحثون 300 مريض تم تقييم إصابتهم بألم في الركبة بين عامي 2010 و2019 وخضعوا لعمليات جراحية لتقويم أو استبدال المفاصل الركبية بين عامي 2018 و2019. وتمت مطابقة هؤلاء المرضى من حيث العمر والجنس والسنة التقويمية ودرجة التهاب المفاصل مع 300 مجموعة تحكم يعانون ألمًا في الركب ولكنهم لم يخضعوا لتقويم أو استبدال مفاصل الركبة.

وقيم الباحثون علاج “حاصرات بيتا” بحثًا عن التأثيرات المحتملة في خطر الخضوع لتقويم أو استبدال مفاصل الركبة، وشمل التحليل مدة العلاج بحاصرات بيتا، والنسبة المئوية للأيام التي تم فيها صرف الوصفة الطبية كمقياس للالتزام بالعلاج.

وفي التحليل المعدل، كان المرضى الذين يستخدمون حاصرات بيتا أقل تعرضًا للخضوع لعمليات استبدال مفاصل الركبة بمقدار النصف تقريبًا. وكان الارتباط خاصًّا بحاصرات بيتا غير الانتقائية، التي تستهدف مستقبلات الأدرينالية بيتا 1 وبيتا 2.

وقد تشير النتائج إلى علاجات جديدة لتأخير تطور هشاشة العظام، حيث كان التأثير الوقائي أقوى مع الاستخدام المطول لحاصرات بيتا، فالمرضى الذين تناولوا حاصرات بيتا مدة خمس سنوات أو أكثر انخفض لديهم خطر الإصابة بنسبة 64%، وكان الارتباط أقوى أيضًا لدى المرضى الذين لديهم التزام أكبر، مع وصفة طبية كاملة في 75% على الأقل من الأيام.

وكتب الباحثون: “وهكذا، فإن تقليل تنظيم الإشارة الأدرينالية يمكن أن يقلل من تدهور الغضاريف ويؤخر تطور هشاشة العظام”. وذكر الباحثون أن الدراسة لا يمكنها استخلاص أي استنتاجات بشأن “العلاقة السببية الحقيقية” بين علاج حاصرات بيتا وخطر الخضوع لتقويم أو استبدال مفاصل الركبة.

وقال معدو الدراسة: “نعتقد أن دور حاصرات بيتا في حالات الفصال العظمي يمكن أن يتجاوز العلاج المسكن، وأن هذه الأدوية من المحتمل أن تتداخل مع العمليات التنكسية في الغضروف”.

وبحسب مجلة جراحة العظام والمفاصل لا تزال هناك حاجة إلى مزيد من البحث، في ظل الفرضية التي وفرتها الدراسة حول “تطوير خطوط علاجية مستقبلية تستهدف الجهاز الأدرينالي في علاج هشاشة المفاصل”.

المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان