سرطان الجلد: كل ما تحتاج إلى معرفته عن الأسباب، الأعراض، وطرق الوقاية والعلاج

يفضل إجراء فحص دوري لسرطان الجلد مرة كل عام بدءا من عمر 35 سنة (الألمانية)

يعد سرطان الجلد من أكثر أنواع السرطان شيوعًا في العالم، إذ يظهر نتيجة نمو غير طبيعي في خلايا الجلد، ويمكن أن يصيب أي شخص بغض النظر عن نوع بشرته أو عمره.

ومع ذلك، يُلاحظ ارتفاع معدل الإصابة به لدى الأشخاص ذوي البشرة الفاتحة والأفراد الذين يتعرضون بشكل مفرط لأشعة الشمس دون حماية.

يهدف هذا المقال إلى توضيح الأسباب والأعراض وسبل الوقاية، مع شرح لأساليب الكشف والعلاج المتاحة لسرطان الجلد.

ما هي أنواع سرطان الجلد؟

تنقسم أنواع سرطان الجلد إلى ثلاث فئات رئيسية، تختلف في شدتها وأعراضها، وهي:

– سرطان الخلايا القاعدية (BCC): يُعتبر هذا النوع الأكثر شيوعًا بين أنواع سرطان الجلد، حيث يمثل ما يقرب من 80% من حالات الإصابة. يتسم بالنمو البطيء، ويكون غالبًا محدودًا في المنطقة التي ظهر فيها دون أن ينتشر إلى الأنسجة المجاورة.

– سرطان الخلايا الحرشفية (SCC): هو ثاني أنواع سرطان الجلد انتشارًا، ويُعد أكثر عدوانية من الخلايا القاعدية؛ حيث يتميز بقدرته على الانتشار إلى الأنسجة المحيطة وحتى العقد الليمفاوية والأعضاء الداخلية إذا لم يُعالج مبكرًا.

– الميلانوما: يعد الميلانوما أخطر أنواع سرطان الجلد وأشدها قدرة على الانتشار إلى مناطق بعيدة في الجسم. ورغم أنه الأقل شيوعًا، فإن معدلات الوفيات الناتجة عنه مرتفعة، خصوصًا في الحالات المتقدمة.

سرطان الخلايا الصبغية (الميلانوما) يمثل نحو 1% فقط من أنواع سرطان الجلد لكنه يسبب معظم الوفيات (الألمانية)

ما هي أسباب سرطان الجلد؟

يعود سرطان الجلد إلى عوامل متعددة، أهمها التعرض لأشعة الشمس والأشعة فوق البنفسجية:

1. التعرض لأشعة الشمس فوق البنفسجية (UV): تُعد الأشعة فوق البنفسجية السبب الأول للإصابة بسرطان الجلد؛ حيث تتسبب هذه الأشعة في إتلاف خلايا الجلد وتغيرات جينية تزيد من خطر الإصابة.

2. التسمير الصناعي: أجهزة التسمير الصناعية تصدر نفس الأشعة الضارة؛ مما يجعل مستخدميها عرضة للإصابة بالسرطان.

3. العامل الوراثي: تؤدي العوامل الوراثية دورًا هامًّا، إذ إن الأفراد الذين لديهم تاريخ عائلي مع المرض يكونون عرضة للإصابة أكثر من غيرهم.

4. وجود شامات غير عادية: الشامات الكبيرة أو غير المتناسقة يمكن أن تتحول إلى خلايا سرطانية.

5. التعرض لمواد كيميائية ضارة: التعرض الدائم لبعض المواد الكيميائية مثل الزرنيخ يرفع من خطر الإصابة بسرطان الجلد، خاصة بين العمال الذين يعملون في بيئات تتضمن مواد ضارة.

ما هي أعراض سرطان الجلد؟

يمكن أن تظهر أعراض سرطان الجلد بعدة أشكال، وقد تتفاوت حسب نوع السرطان:
– تغيرات في الشامات أو النتوءات الجلدية: من أهم علامات سرطان الجلد هي الشامات غير المتناسقة أو المتغيرة.
– ظهور نمو جديد على الجلد: قد يكون السرطان على شكل قرحة صغيرة لا تلتئم.
– قرح لا تلتئم وتستمر لأسابيع: إذا لاحظ الشخص أن هناك جرحًا أو قرحة لا تلتئم، يجب التوجه إلى طبيب مختص.
– بقع متغيرة في اللون أو الحجم: مثل البقع البنية أو الحمراء التي تستمر في النمو أو تتقشر.

الأطباء ينصحون بعدم التعرض لأشعة الشمس بشكل مباشر خلال فترة الذروة (غيتي – أرشيفية)

كيفية الكشف المبكر عن سرطان الجلد

الكشف المبكر عن سرطان الجلد يعد من العوامل الهامة لنجاح العلاج؛ إذ إن اكتشاف السرطان في مراحله الأولى يزيد من فرص الشفاء. للقيام بذلك، يمكن اتباع الخطوات التالية:

– إجراء فحص ذاتي للجلد شهريًّا: يساعد الفحص الذاتي في اكتشاف أي تغيرات جديدة أو غير عادية في الجلد.
– زيارة طبيب الجلد مرة سنويًّا: لضمان تشخيص أيّ علامات مبكرة للسرطان.
– استخدام قاعدة “ABCDE” للتعرف على الشامات المشبوهة:
– A (Asymmetry): الشامة غير المتماثلة.
– B (Border): وجود حواف غير منتظمة أو غير واضحة.
– C (Color): تعدد الألوان أو اختلاف لون الشامة.
– D (Diameter): قطر الشامة الأكبر من 6 مم قد يشير إلى احتمال التحول السرطاني.
– E (Evolving): الشامة التي تتغير مع الوقت تستدعي المتابعة الطبية.

ما هي طرق الوقاية من سرطان الجلد؟

الوقاية من سرطان الجلد يمكن تحقيقها بتجنب التعرض المباشر للأشعة الضارة والحفاظ على روتين صحي للجلد، ومن بين النصائح الوقائية:

1. استخدام واقي الشمس بعامل حماية 30+: ينصح بوضعه على الجلد المكشوف قبل الخروج بـ15 دقيقة، وتجديده كل ساعتين.

2. ارتداء الملابس الواقية والنظارات الشمسية: توفر الملابس ذات الألوان الداكنة والنظارات ذات الحماية من الأشعة فوق البنفسجية وقاية إضافية.

3. تجنب أجهزة التسمير الصناعية: لكونها تعرّض البشرة لأشعة ضارة تزيد من خطر الإصابة.

4. الاهتمام بتناول أطعمة غنية بمضادات الأكسدة: تساعد مضادات الأكسدة على تعزيز صحة الجلد وتقليل الأضرار التي تتسبب فيها الشمس.

5. الإقلاع عن التدخين: لأن التدخين يقلل من قدرة الجلد على الشفاء ويزيد من خطر تطور السرطانات.

كيفية تشخيص سرطان الجلد

تشخيص سرطان الجلد يعتمد على مزيج من الفحص الطبي والفحوص المتقدمة:

– الفحص البصري من قبل الطبيب: يبدأ التشخيص عادة بفحص المنطقة المتأثرة.
– أخذ خزعة: يتم أخذ عينة صغيرة من الجلد وتحليلها تحت المجهر لتأكيد التشخيص.
– التصوير بالأشعة: قد يكون ضروريًّا في بعض الحالات للتأكد من عدم انتشار السرطان إلى أعضاء أخرى.

امرأة تضع واقي الشمس على وجهها (الأوروبية)

ما هي خيارات علاج سرطان الجلد؟

يعتمد علاج سرطان الجلد على نوعه ومرحلته، وتتوفر عدة خيارات منه:
1. الجراحة: وهي الطريقة الأكثر شيوعًا لإزالة الورم كله، خاصة إذا كان محدودًا.
2. العلاج الإشعاعي: يُستخدم لقتل الخلايا السرطانية خاصة في المناطق التي تصعب الجراحة فيها.
3. العلاج المناعي: الذي يُحفز جهاز المناعة لمحاربة الخلايا السرطانية، ويستخدم عادةً في حالات الميلانوما.
4. العلاج الكيميائي: يتم استخدامه في الحالات التي يكون فيها السرطان قد انتشر إلى مناطق أخرى من الجسم.
5. العلاج الضوئي الديناميكي: يعتمد على استخدام الضوء والأدوية الحساسة للضوء لتدمير الخلايا السرطانية.

ما تأثير سرطان الجلد في الأطفال والنساء؟

رغم أن سرطان الجلد أقل شيوعًا بين الأطفال، فإن حماية بشرتهم من أشعة الشمس منذ الصغر أمر أساسي.

أما بالنسبة للنساء، فهنّ عرضة أكثر للإصابة بسرطان الميلانوما، خاصة في مناطق الجسم المكشوفة كالساقين. يجب على الأمهات توعية الأطفال بأهمية الوقاية والاعتناء بالبشرة منذ الصغر.

نسبة الشفاء من سرطان الجلد

تختلف نسبة الشفاء حسب نوع السرطان ومرحلة التشخيص. في حالات سرطان الخلايا القاعدية والحرشفية، تصل نسبة الشفاء إلى 90% أو أكثر إذا تم اكتشافها مبكرًا. أما في حالات الميلانوما المتقدمة، فإن نسبة الشفاء تتراوح بين 15 و65%؛ مما يجعل الكشف المبكر أمرًا حاسمًا.

أهمية الفحص الدوري لسرطان الجلد

الفحص الدوري للجلد يساعد على الكشف المبكر عن السرطان؛ مما يزيد من فرص نجاح العلاج.

توصي المؤسسات الطبية بفحص ذاتي شهري وزيارة الطبيب سنويًّا للحصول على التشخيص المناسب، خاصةً للأشخاص المعرضين لعوامل الخطر مثل التعرض الطويل للشمس أو التاريخ العائلي مع السرطان.

في الختام، سرطان الجلد من الأمراض التي تمكن الوقاية منها باتباع عادات صحية وحماية البشرة من أشعة الشمس الضارة. كما أن الكشف المبكر والإجراءات الوقائية هما المفتاح للوقاية من الإصابة. إذا لاحظت أي تغيرات غير عادية في بشرتك، فيُنصح بالتوجه إلى طبيب مختص للحصول على التقييم الطبي الضروري.

المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان