“ثورة” في الطب الرقمي.. كاميرا ذكية تشخّص ضغط الدم والسكري دون إبر أو عينات

كشف باحثون يابانيون عن تقنية جديدة تعتمد على كاميرا فيديو عالية السرعة تعمل بالذكاء الاصطناعي قادرة على إجراء فحوص سريعة للكشف عن ارتفاع ضغط الدم والسكري من النوعين الأول والثاني، دون الحاجة إلى عينات دم أو أجهزة قياس تقليدية لضغط الدم.

وتعتمد التقنية على خوارزميات ذكاء اصطناعي تم تطويرها لرصد التغيرات الدقيقة التي يحدثها ارتفاع ضغط الدم والسكري في تدفق الدم، وهي تغييرات يصعب رصدها بالعين المجردة أو بالطرق التقليدية.

وتقوم الكاميرا بتسجيل سمات تدفق الدم في جلد الوجه وباطن اليد عبر لقطات فيديو تلتقط بمعدل 150 صورة في الثانية، ثم تحلل الخوارزميات هذه اللقطات للكشف عن المؤشرات الصحية المرتبطة بارتفاع ضغط الدم والسكري.

نتائج الدراسة

وشملت الدراسة الأولية 215 متطوعًا، من بينهم 62 شخصًا مصابًا بارتفاع ضغط الدم و44 مصابًا بالسكري. وأظهرت النتائج دقة مذهلة بلغت 94% في اكتشاف بدايات ارتفاع ضغط الدم عند مستوى 130/80 أو أعلى.

وبالنسبة لتشخيص مرضى السكري، أظهرت التقنية دقة بنسبة 75% مقارنة باختبار “هيموغلوبين إيه1سي” التقليدي، الذي يقيس متوسط مستويات السكر في الدم على مدى عدة أشهر.

وقال ريوكو أوشيدا، الباحث الرئيسي من جامعة طوكيو، إن التقنية الجديدة قد تفتح الباب أمام تشخيص مبكر وسريع للأمراض المرتبطة بارتفاع ضغط الدم والسكري.

وأضاف أوشيدا أن “من أبرز مضاعفات السكري اعتلال الأعصاب الطرفية -وهو ضعف أو خدر يصيب اليدين والقدمين- وأمراضا أخرى ناتجة عن تلف الأوعية الدموية. لذا من المنطقي أن تكون التغيرات في تدفق الدم مؤشرًا مميزًا لهذا المرض”.

خطوات مستقبلية

وأشار الباحثون إلى أنهم بحاجة إلى مزيد من العمل لتطوير خوارزميات قادرة على رصد عدم انتظام ضربات القلب، إضافة إلى اختبار التقنية على مجموعات سكانية أكبر وأكثر تنوعًا، لضمان دقة النتائج وقابليتها للتطبيق على نطاق واسع.

وسيتم تقديم نتائج الدراسة في الاجتماع العلمي المقبل لجمعية القلب الأمريكية، ويتوقع أن تحظى باهتمام كبير باعتبارها أداة مبتكرة في مجال الطب الرقمي.