مفاجأة علمية ستجعلك تواظب على استخدام خيط الأسنان يوميا.. ما علاقتها بصحة القلب؟
ارتباط وثيق
أظهرت نتائج دراسة علمية أجراها باحثون في جامعة قطر أن تدابير العناية اليومية بنظافة الفم قد تقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، والوفيات المرتبطة بها.
واعتمدت الدراسة على بيانات سجل الوفيات الأمريكي، المحدث حتى عام 2019 وذلك بتحليل بيانات لحوالي 18801 مشارك بالغ في مسوحات الفحص الوطني للصحة والتغذية بين العامين 2009-2016.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsبمشاركة 100 شركة عربية ودولية.. أحدث الابتكارات الطبية في معرض “ميديكير” قطر (فيديو)
أصيبت بغيبوبة.. عضة خفاش تودي بحياة معلمة في كاليفورنيا
مرض السكري.. الأعراض والأسباب والعلاج
ويهدف المسح إلى التعرف على العلاقة بين المواظبة على تنظيف الأسنان بالخيط والإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية بالإضافة إلى التعرف على أسباب الوفاة.
وفي الدراسة التي نشرها موقع ساينس دايركت العلمي (science direct) تم تقسيم المشاركين إلى 4 مجموعات وفقًا لتكرار استخدامهم لخيط تنظيف الأسنان:
- عدم استخدام خيط تنظيف الأسنان (0 يوم/أسبوع).
- استخدام خيط تنظيف الأسنان من حين لآخر (1-3 أيام/أسبوع).
- استخدام خيط تنظيف الأسنان بشكل متكرر (4-6 أيام/أسبوع).
- استخدام خيط تنظيف الأسنان يوميًا (7 أيام/أسبوع).
وخلصت النتائج الى ارتباط بين استخدام خيط تنظيف الأسنان يوميًا وبين انخفاض معدل الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
ووصلت نسبة الوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية بين المجموعة التي واظبت على استخدام خيط الأسنان لتنظيف الأسنان يوميًا إلى 95% مقارنة بالمجموعة التي لم تستخدم خيط تنظيف الأسنان.
كما أظهرت النتائج ارتباطًا وثيقًا بين استخدام خيط تنظيف الأسنان يوميًا مقارنة بعدم استخدامه بانخفاض خطر التعرض للوفاة بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية.
وكان لدى المشاركين في مجموعة عدم استخدام خيط تنظيف الأسنان مستويات مرتفعة بشكل ملحوظ من البروتين التفاعلي “سي”.
Dental floss. It’s a thread that cleans the spaces between your teeth without casing damage to your gums like toothpicks would. https://t.co/Uod0AVT9g5 pic.twitter.com/FrTOaTsSjH
— Tooth Boy (@IamEllershaw) November 10, 2024
علاقة أمراض اللثة بأمراض القلب
وفي تصريحات خاصة للجزيرة مباشر أكد الدكتور فالح التميمي أستاذُ طب الأسنان الترميمي في كلية طب الأسنان ورئيس لجنة الابتكار بالقطاع الصحي في جامعة قطر، وجود أدلة وصلة متسقة بين أمراض اللثة وأمراض القلب والأوعية الدموية.
وقال إن أمراض اللثة تبدأ عن طريق تراكم البكتيريا المسببة للأمراض بين الأسنان واللثة، مما يؤدي إلى استجابة التهابية في جسم الإنسان والتي قد تستمر وتؤدي تدريجيًا إلى إتلاف الهياكل الداعمة للأسنان.
ومع زيادة البكتيريا المسببة للأمراض في الأغشية الحيوية للثة، يحدث تنشيط للاستجابات الالتهابية التي قد تصبح مزمنة ولديها القدرة على التأثير على وظيفة بطانة الأوعية الدموية وتحفيز استجابة الجسم.
وأضاف “هناك أدلة قوية على أن الخلل الوظيفي في الخلايا البطانية والالتهاب المزمن يلعبان دورًا حاسمًا في التسبب في تصلب الشرايين، وهو مساهم رئيسي في الإصابة بمشاكل القلب الوعائية”.
وتعد أمراض القلب والأوعية الدموية، وخاصة أمراض القلب التاجية وأمراض الأوعية الدموية الدماغية وأمراض الأوعية الدموية الطرفية، هي المسؤولة عن ثلث الوفيات وتفرض عبئًا كبيرًا على أنظمة الرعاية الصحية العالمية.
وعلى الرغم من أن الأدلة محدودة نسبيًا بشأن الفوائد التي قد تقدمها تدابير العناية بالفم في خفض خطر الإصابة بالأمراض المرتبطة بأمراض القلب فإنه يجب الأخذ في الاعتبار إضافة عنصر الحفاظ على نظافة الفم إلى قائمة الوقاية من مشاكل القلب والأوعية الدموية وتحسين المؤشرات الحيوية.
فوائد كبيرة
ورجح القائمان على الدراسة الدكتور عبد الله الشيباني والدكتور عبد الرحمن المظفر على أهمية التوصيات المقدمة من قبل أطباء القلب إلى المرضى والتي تحث على تحسين ممارسات نظافة الفم الشخصية، جنبا إلى جنب مع النصائح الشائعة بشأن النظام الغذائي وممارسة التمارين الرياضية.
وفي سياق متصل وجدت دراسة فنلندية، أن تنظيف الأسنان بالفرشاة والخيط كان له فوائد كبيرة ضد الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية مقارنة بتنظيف الأسنان بالفرشاة وحدها.
وأشارت نتائج دراسة ألمانية، أيضًا إلى أن استخدام فرشاة الأسنان أو خيط تنظيف الأسنان كان مرتبطًا بإصابات أقل بأمراض القلب والأوعية الدموية بين مرضى مشاكل القلب التاجية.
ومؤخرًا، وجدت دراسة أمريكية أجريت عام 2024، أبلغ فيها الباحثون عن ارتفاع خطر التعرض للوفاة لأي سبب في الأشخاص الذين لديهم سلوك سيئ في تنظيف الأسنان.
وعلى الرغم من أن الارتباط الإحصائي المهم بين استخدام خيط تنظيف الأسنان وأمراض القلب والأوعية الدموية، إلا أنه ينبغي اعتبار نتائج دراستنا مولدة للفرضيات ومازال هناك حاجة إلى دراسة مستقبلية لتأكيد العلاقة السببية بين تدابير العناية بالفم وأمراض القلب والأوعية الدموية.