جرثومة المعدة.. الأعراض والتشخيص وطرق العلاج الفعالة

عدو خفي يهدد صحة جهازك الهضمي

رسم توضيحي لقرحة المعدة التي تسببها جرثومة المعدة "بكتيريا هيليكوباكتر بيلوري" (غيتي)

هل تعاني آلاما متكررة في المعدة دون سبب واضح؟ قد يكون سبب ذلك هو جرثومة المعدة، تلك البكتيريا الحلزونية التي تتسلل إلى جهازك الهضمي.

جرثومة المعدة، المعروفة علميًّا باسم (Helicobacter Pylori) أو (H. pylori)، هي نوع من البكتيريا التي تعيش في الجهاز الهضمي وتهاجم بطانة المعدة. تُعَد من أكثر أنواع العدوى البكتيرية انتشارًا في العالم.

تقدّر منظمة الصحة العالمية أن نحو ثلثي سكان العالم مصابون بهذه البكتيريا، مع تفاوت نسب الإصابة بين الدول المتقدمة والنامية.

ما هي جرثومة المعدة؟

جرثومة المعدة هي بكتيريا حلزونية الشكل، تستوطن في الطبقة المخاطية التي تغطي بطانة المعدة، وتتميز بقدرتها على تحييد الحموضة في محيطها المباشر داخل المعدة، مما يساعدها على البقاء والتكاثر.

تقوم هذه البكتيريا بحفر نفسها في الطبقة المخاطية، وتلتصق بالخلايا المبطنة للمعدة، مما يساعدها على تجنب الجهاز المناعي وإحداث التهاب مزمن في بطانة المعدة.

رسم توضيحي يُظهر البكتيريا التي تسبب التهابات الجهاز التنفسي والجهاز الهضمي، المتفطرة السلية (أعلى اليسار)، والملوية البوابية (أعلى اليمين)، والإشريكية القولونية (أسفل اليسار)، والشيجيلا (أسفل اليمين) (غيتي)

 أعراض جرثومة المعدة

معظم الأشخاص المصابين بجرثومة المعدة لا يعانون أي أعراض. ومع ذلك، قد تظهر الأعراض التالية عند بعض المصابين:

  • ألم أو حرقة في المعدة (خاصة بعد الأكل بساعات أو في الليل).
  • الانتفاخ.
  • الغثيان والقيء.
  • فقدان الشهية.
  • فقدان الوزن غير المبرر.
  • التجشؤ المتكرر.
  • الشعور بالامتلاء بسرعة بعد تناول الطعام.

في الحالات الشديدة، قد يؤدي وجود الجرثومة إلى قرحة المعدة أو الاثني عشر، مما قد يسبب أعراضًا إضافية مثل القيء الدموي أو البراز الأسود.

 كيف تنتقل جرثومة المعدة؟

تنتقل جرثومة المعدة بطرق عدة:

  • من الفم إلى الفم: مثل التقبيل أو مشاركة أدوات الطعام.
  • من البراز إلى الفم: عن طريق تلوث الطعام أو الماء بالبراز المصاب.
  • تناول الطعام أو الماء الملوث بالبكتيريا.
  • الاتصال المباشر مع شخص مصاب، خاصة في ظروف النظافة السيئة.

تزداد فرص الإصابة في المناطق ذات الظروف المعيشية المزدحمة والصرف الصحي غير الكافي.

امرأة مريضة مع حقنة وريدية في رقبتها لإعطائها الأدوية (غيتي)

كيفية تشخيص جرثومة المعدة

تُشخّص الإصابة بجرثومة المعدة باختبارات عدة:

  • اختبار التنفس باليوريا: يقيس مستويات ثاني أكسيد الكربون في الزفير بعد تناول محلول خاص.
  • تحليل البراز: للكشف عن وجود مستضدات البكتيريا.
  • فحص الدم: للبحث عن الأجسام المضادة للبكتيريا.
  • التنظير الداخلي للمعدة: لأخذ عينة من أنسجة المعدة وفحصها.

يُعَد اختبار التنفس باليوريا وتحليل البراز من أكثر الطرق دقة وفعالية في التشخيص.

علاج جرثومة المعدة

يعتمد علاج جرثومة المعدة على مزيج من الأدوية يسمى “العلاج الثلاثي”، ويشمل:

  • مثبطات مضخة البروتون (PPI): لتقليل إنتاج الحمض في المعدة.
  • المضادات الحيوية: عادة ما تُستخدم اثنتان من المضادات الحيوية مثل الأموكسيسيلين والكلاريثروميسين.
  • البيزموث (في بعض الحالات): لحماية بطانة المعدة.

تستمر مدة العلاج عادة من 10 أيام إلى 14 يومًا. من المهم إكمال الدورة العلاجية كاملة حتى لو تحسنت الأعراض قبل ذلك.

في حال فشل العلاج الأولي، قد يلجأ الطبيب إلى استخدام مضادات حيوية مختلفة أو إضافة البيزموث إلى النظام العلاجي.

هل يمكن الوقاية من جرثومة المعدة؟

يمكن تقليل خطر الإصابة بجرثومة المعدة من خلال:

  • غسل اليدين بانتظام، خاصة قبل تناول الطعام وبعد استخدام الحمام.
  • تناول الطعام المطهو جيدًا وشرب الماء النظيف.
  • تجنب مشاركة أدوات الطعام أو الشرب مع الآخرين.
  • الحفاظ على نظافة المطبخ وأدوات الطهي.
امرأة تستخدم جل الكحول أو الصابون المضاد للبكتيريا للتنظيف (غيتي)

مضاعفات جرثومة المعدة

إذا تُركت جرثومة المعدة دون علاج فقد تؤدي إلى مضاعفات خطرة، مثل:

  • التهاب المعدة المزمن.
  • قرحة المعدة أو الاثني عشر.
  • سرطان المعدة (في حالات نادرة).
  • فقر الدم بسبب نقص الحديد.
  • نقص فيتامين B12. 8.

التطورات الحديثة في مكافحة جرثومة المعدة

في السنوات الأخيرة، شهد مجال مكافحة جرثومة المعدة تطورات مهمة:

  • اللقاح الوقائي: أظهرت تجربة سريرية من المرحلة الثالثة في الصين فعالية وسلامة لقاح فموي ضد جرثومة المعدة. هذا اللقاح قد يكون خيارًا مستقبليًّا للحد من انتشار العدوى، خاصة في البلدان النامية.
  • العلاجات المخصَّصة: مع تزايد مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية، أصبح هناك توجه نحو تخصيص العلاج بناءً على فحص حساسية البكتيريا للمضادات الحيوية. هذا النهج يزيد من فعالية العلاج، ويقلل من فرص فشله.
  • استخدام البروبيوتيك: بعض الدراسات تشير إلى أن استخدام البروبيوتيك جنبًا إلى جنب مع العلاج التقليدي قد يساعد في تحسين معدلات القضاء على البكتيريا وتقليل الآثار الجانبية للعلاج.
  • تقنيات التشخيص المتقدمة: تم تطوير اختبارات جديدة أكثر دقة وسرعة في الكشف عن جرثومة المعدة، مما يسهّل عملية التشخيص ومتابعة العلاج.
  • دراسات الميكروبيوم: الأبحاث الحديثة تدرس العلاقة بين جرثومة المعدة والميكروبيوم المعوي الكلي، مما قد يفتح آفاقًا جديدة لفهم الإصابة وعلاجها.

أسئلة شائعة عن جرثومة المعدة

هل جرثومة المعدة معدية؟

نعم، يمكن أن تنتقل من شخص إلى آخر، خاصة في ظروف النظافة السيئة.

هل يمكن الشفاء من جرثومة المعدة نهائيًّا؟

نعم، مع الالتزام بالعلاج الموصوف، يمكن القضاء على البكتيريا نهائيًّا في معظم الحالات.

كم تستمر مدة علاج جرثومة المعدة؟

تتراوح مدة العلاج عادة من 10 أيام إلى 14 يومًا.

المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان