دراسة: هذا النوع من المكسرات يحميك من ضعف البصر مع تقدُّم العمر

تناولها مباشرة من القشرة

مكسرات (فريبك)

أظهرت أبحاث جديدة، أُجريت بجامعة تافتس في ماساتشوستس الأمريكية، أن الفستق قد يحمي العين والدماغ من التدهور مع تقدُّم العمر.

وقالت الدكتورة تامي سكوت، المؤلفة الرئيسية للدراسة من كلية الطب بجامعة تافتس، لمجلة (نيوزويك) إن “الفستق وجبة خفيفة غنية بالعناصر الغذائية، وتوفر الفيتامينات والمعادن ومضادات الأكسدة الأساسية”.

وأضافت “ما يثير الاهتمام بشكل خاص هو محتواه الفريد من اللوتين، وهو صبغة نباتية تؤدي دورًا حيويًّا في صحة العين، إذ يساعد اللوتين في حمايتها من الأضرار الناتجة عن الضوء الأزرق والإجهاد التأكسدي”.

وأوضحت أن “هذا يجعل الفستق ليس مجرد وجبة خفيفة لذيذة، بل هو غذاء وظيفي يقدّم فوائد صحية متعددة”.

مؤشر مهم لصحة العين

وقام علماء جامعة تافتس بدراسة اللوتين ونظيره الزياكسانثين، وهما من مضادات الأكسدة الموجودة بشكل شائع في الخضروات الورقية الداكنة مثل السبانخ، وكذلك في صفار البيض والفستق.

ووجدوا أن تناول أوقيتين من الفستق يوميًّا، كان مرتبطًا بزيادة ملحوظة في كثافة الصبغة البقعية البصرية (MPOD)، وهي مؤشر مهم لصحة العين.

وتحمي هذه الصبغة شبكية العين، وترتبط بانخفاض خطر الإصابة بالتنكس البقعي المرتبط بتقدُّم العمر (AMD)، وهو السبب الرئيسي لفقدان البصر لدى كبار السن.

اثنان من كبار السن
اثنان من كبار السن (غيتي)

تصفية الضوء الضار للعينين

وقالت سكوت “اخترنا دراسة الفستق لأنه النوع الوحيد من المكسرات الذي يحتوي على كميات كبيرة من اللوتين، وهو كاروتينويد المعروف بدوره الوقائي للعينين”.

وأوضحت أن اللوتين والزياكسانثين يتراكمان في الجزء المركزي من شبكية العين، حيث يعملان على تصفية الضوء الأزرق الضار وتقليل التأثيرات السلبية.

ولاختبار هذه الفرضية، أجرى العلماء تجربة عشوائية محكمة شملت 36 شخصًا تتراوح أعمارهم بين 40 و70 عامًا، كانوا يتمتعون بصحة جيدة باستثناء تناولهم المنخفض للوتين.

فوائد الاستهلاك المنتظم للفستق

وتم تقسيم المشاركين عشوائيًّا إلى مجموعتين، إحداهما استمرت في اتباع نظامها الغذائي المعتاد، والأخرى أضافت أوقيتين من الفستق يوميًّا، ما يعادل نحو قبضتَي يد من الفستق، ويضاعف تقريبًا كمية اللوتين التي يتناولونها.

ثم قام العلماء بقياس مستويات كثافة الصبغة البقعية البصرية (MPOD) لدى المشاركين قبل بدء الدراسة، وفي منتصفها (بعد ستة أسابيع)، وفي نهايتها (بعد 12 أسبوعًا).

وأوضحت سكوت أن “النتائج كانت واضحة، إذ أظهر الأشخاص الذين تناولوا الفستق زيادة كبيرة في (MPOD) خلال ستة أسابيع فقط، مما يشير إلى أن الاستهلاك المنتظم للفستق قد يساعد في الحفاظ على صحة العين عن طريق زيادة مستويات اللوتين في الشبكية”.

فستق (فريبك)

يقي من الخرف

وأضافت أن اللوتين قد يعزز أيضًا صحة الدماغ، إذ ينتقل من الدم إلى الدماغ، ويعمل مضادًّا للأكسدة، ويخفف من الالتهابات التي تُعَد عاملًا رئيسيًّا في أمراض مثل الخرف.

وقد أظهرت دراسات سابقة أن تناول كميات أكبر من اللوتين يرتبط بأداء معرفي أفضل في مرحلة الشيخوخة، بما في ذلك تحسين الذاكرة وسرعة المعالجة.

وقالت سكوت “نأمل أن يبدأ الناس في النظر إلى الفستق بوصفه أكثر من مجرد وجبة خفيفة صحية، إذ تشير نتائجنا إلى أن الفستق يمكن أن يكون وسيلة بسيطة وطبيعية لدعم صحة العينين على المدى الطويل”.

وأضافت أن هذه النتائج ذات أهمية خاصة مع تقدُّم العمر وزيادة خطر مشكلات الرؤية.

مباشرة من القشرة

وذكرت سكوت لمجلة نيوزويك “أنا شخصيًّا أحب تناول الفستق مباشرة من القشرة!”، وأشارت أيضًا إلى أنها تستمتع به في السَّلَطات، ومع الزبادي والغرانولا المصنوعة في المنزل، وفي المخبوزات مثل المافن.

يُذكر أن هذه الدراسة حظيت بدعم جزئي من جمعية “مزارعي الفستق الأمريكيين” والمعاهد الوطنية للصحة.

وتُعَد جمعية “مزارعي الفستق الأمريكيين” منظمة غير ربحية، تمثل مزارعي الفستق ومعالجيه وشركاء الصناعة في ولايات أريزونا وكاليفورنيا ونيو مكسيكو وتكساس.

المصدر : نيوزويك

إعلان