“لم أتخيل أن أراها في حياتي”.. طبيب أمريكي يكشف عن مشاهد مؤلمة في غزة (فيديو)
قال طبيب الأطفال الأمريكي أحمد يوسف، إن المشاهد التي رآها أثناء تطوعه بالعمل في مستشفى الأقصى بـقطاع غزة، لا تفارق ذاكرته، مشيرا إلى أنه شاهد مصابين بإصابات لم يكن يتخيل أن يشاهدها في حياته.
وأضاف يوسف، في حواره مع الجزيرة مباشر: “في ذاكرتي أيضًا صور الضحايا الذين قُتلوا من المدنيين العزل من النساء والأطفال نتيجة القنابل والقصف، وكان صعبا عليّ كمواطن أمريكي أن أستوعب أن تزود بلادي إسرائيل بهذه الأسلحة”.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsشاهد: لحظة قصف الاحتلال لمدرسة “غازي الشوا” شمالي غزة
من الدنمارك.. شهادات لطلبة بجامعة كوبنهاغن اعتقلتهم الشرطة بعد احتجاجهم ضد حرب غزة (فيديو)
قيادي في فتح يرد على ناشط فلسطيني اتهم أجهزة الأمن بتهديده بالاعتداء الجنسي (فيديو)
الوضع كارثي
أشار يوسف إلى أن البنى التحتية الصحية في غزة، كارثية ومدمَّرة وتُقصف بشكل مستمر، موضحًا أنه رغم التدريبات التي حصل عليها سابقًا، فإنه لم يستطع هو وزملاؤه في الوفد الطبي تقديم الرعاية الطبية التي يستحقها الغزيون، وذلك نتيجة عدم توفر المستلزمات الطبية والأدوية والمضادات الحيوية.
وأردف الطبيب الأمريكي: “كنا نعمل على تشخيص الحالات لكن لم نكن قادرين على علاجهم، لأن كل يوم كانت أعداد الجرحى تفوق القدرات الطبية وكل يوم يأتي مصابون والوضع كان كارثيا”.
هذا المشهد لا أنساه أبدًا
وعن أصعب المواقف التي تعرض لها في غزة، قال يوسف: “كانت هناك الكثير من الحالات التي لا أنساها أبدا لأنها نقشت في ذهني، خصوصا فتاة كانت تدعى مريم، وعمرها 13 عاما، وكانت مصابة إصابة شديدة في ساقها، وتحولت قدمها لأشلاء”.
وتابع: “كان الحل الوحيد لنجاتها عبر بتر ساقها، ما أثر على نفسية أسرتها الذين كانوا يمرون بأوقات عصيبة، لأن أي شخص على وجه الكرة الأرضية يتمنى أن تكون ابنته بصحة جيدة وسعيدة، ولكن بدلا من ذلك كانت الفتاة مريم المسكينة خائفة وتتألم ألما شديدا. هذا المشهد لا أنساه أبدا”.
احتراق الجلد بالكامل
وأكد يوسف أنه كان هناك مفاضلة بين المرضى والمصابين الذين يتوافدون بشكل دوري على المستشفى بسبب القصف الإسرائيلي المستمر “كل ساعة نأخذ مثل هذه القرارات؛ من أولى أن يحصل على جهاز التنفس الصناعي ومن يحصل على نقل الدم، ومن يحصل على السرير في ظل وجود المرضى على الأرض”.
واستكمل: “الكثير من الأيام كنا نسمع أصوات الانفجارات، وكان يأتي المصابون بعظام مكسورة وأطراف مبتورة، بالإضافة إلى أطفال وعائلات محروقين بالكامل. كانت هناك عائلة قتل أغلب أفرادها، وتسعة منهم يعانون من مستويات مختلفة من الحروق التي يصعب علاجها في غزة بسبب عدم توفر الأدوية والمستلزمات، وحتى لو كان يوجد كل مستويات العلاج مثل أمريكا لا يمكن علاج هذه الحالات بسبب احتراق الجلد بالكامل الذي يفضي للموت”.
ولفت إلى الآثار النفسية التي يعاني منها أطفال غزة بسبب رؤيتهم لأقاربهم يقتلون ويتألمون وأشلاء بعضهم ملقاة على الأرض بجانبهم، متمنيا أن يتعافى هؤلاء الأطفال من هذه الصدمات ولا تمتد آثارها معهم في مقتبل العمر.
وفي رده على كيفية تعامل الطواقم الطبية في غزة مع هذه الحالات، أوضح يوسف، أن المنظومة الصحية في غزة منهارة بالكامل، لكن الطواقم الطبية هناك تحاول أن تفعل ما بوسعها من أجل مساعدة الجرحى، في ظل نقص المستلزمات الطبية.
إدارة بايدن متواطئة
وانتقد الطبيب الأمريكي، موقف بلاده الداعم لإسرائيل في حربها ضد شعب غزة، مضيفا “الحقيقة هي أن المنظومة السياسية الأمريكية لطالما كان موقفها غير مقبول تجاه القضية الفلسطينية، وأن طرفي الديمقراطية الأمريكية لطالما وقفا بجانب إسرائيل مهما كان الثمن”.
وأضاف أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن متواطئة ضد شعب غزة “لا يكمن تجنب هذه الحقيقة والقنابل التي تلقيها إسرائيل على غزة، لم تكن تلقى بدون ضوء أخضر من أمريكا”.
قوة الإيمان
اختتم يوسف حديثه قائلا: “عندما تعاملت مع الناس في غزة شعرت بقوة إيمانهم وتعلمت منهم الإنسانية في ظل غض طرف العالم عما يحدث لهم، وكانوا يظهرون لي كرمهم وبسالتهم وشجاعتهم وكانوا يمسحون لي دموعي عندما أبكي من أجلهم، وتعاملي مع كل الوجوه والأسماء هناك هو أمر خاص ومميز بالنسبة لي، لأن الله اختار هؤلاء الناس”.