قطر.. باحثو وايل كورنيل للطب ينشئون خريطة جزيئية شاملة لجسم الإنسان
تمكن باحثون من جامعة وايل كورنيل للطب في قطر من إنشاء خريطة جزيئية شديدة التعقيد لجسم الإنسان استنادا إلى تحليل متعمّق لعيّنات من الدم والبول واللُّعاب أخذت من مئات الأفراد.
وجمعت الدراسة بيانات من سلسلة واسعة من المشاريع البحثية، التي أُجريت في وايل كورنيل للطب بقطر طوال الـ12 سنة الماضية، واستخدم فيها باحثو الكلية تكنولوجيات فائقة لتحليل السمات الجزيئية المترابطة التي تميّز كل إنسان على حدة.
ودمج باحثو وايل كورنيل البيانات الضخمة المأخوذة من كل الأفراد في نموذج متاح للاطلاع عليه عبر الإنترنت وأطلقوا عليه اسم “الإنسان الجزيئي”.
وقال الباحثون إن “النموذج يتيح أداة مرجعية بصرية تفاعلية يُعتدّ بها ويمكن الاستعانة بها من قبل المهتمين باستقصاء التركيبة الجزيئية البالغة التعقيد للإنسان واكتشاف السمات الكامنة المرتبطة بمختلف الأمراض المضنية والمنهكة للإنسان”.
وقاد المشروعَ كل من الدكتور كارستن زوري، أستاذ الفسيولوجيا والفيزياء الحيوية، والدكتورة آنا هالاما، الأستاذة المساعدة للبحوث في الفسيولوجيا والفيزياء الحيوية، ونُشرت ورقة بحثية بنتائجه في الدورية العلمية المتخصصة “ناتشر كوميونيكشنز” (Nature Communications).
علوم الأوميكس التعددية
ويُطلق على نهج الجمع بين البحوث الجينومية والترنسكربيتومية والأيضية والبروتينية وغيرها من العلوم ذات الصلة اسم علوم الأوميكس التعددية.
وفي هذا الصدد، قال الدكتور زوري: “تمثلت فكرتنا في جمع ودمج كل ما تعلمناه على مدار أكثر من 10 سنوات من بحوث علوم الأوميكس التعددية، وأن ننشئ نموذجًا جزيئيًّا شاملًا يجسّد جسم الإنسان وعملياته الشديدة التعقيد”.
وأضاف: “هذه الأداة المرجعية متاحة مجانًا للعلماء والباحثين والمهتمين الراغبين في استخدامها في إطار استقصاء كيفية عمل جسم الإنسان على المستوى الجزيئي وكذلك لتكوين فرضيات لاختبارها بالتجريب”.
وفي السياق نفسه، قالت الدكتورة هالاما: “يمكن للباحثين، على سبيل المثال، استخدام أداة “الإنسان الجزيئي” لتحديد مسار يُظهر علاقة ترابطية بين جينة معيّنة أو موقع ما ضمن جينة معيّنة مع أنواع فرعيّة محدّدة من داء السكري أو سمة أخرى، ومن ثم يمكنهم طرح فرضية مفادها أن الجينة والمرض مرتبطان، وعليه تُصمَّم تجربة لاختبار صحة تلك الفرضية”.