صاحب ابتكار أسرع مجهر إلكتروني.. العالم المصري محمد ثروت حسن يكشف للجزيرة مباشر أهمية اختراعه (فيديو)
كشف العالم المصري محمد ثروت حسن أستاذ الفيزياء والعلوم البصرية في جامعة أريزونا الأمريكية تفاصيل المشروع الذي أشرف عليه لابتكار أسرع مجهر إلكتروني في العالم، الذي أصبح محل نقاش في الأوساط العلمية خلال الفترة الأخيرة.
وفي حواره مع الجزيرة مباشر، قال حسن إن الأساس في تصوير حركة أي جسم لا بد أن تكون “سرعة الكاميرا مساوية لسرعة هذا الجسم أو أسرع منه، وبدون ذلك سوف تصبح الصورة مشوشة ولا يمكن رؤية تفاصيلها”.
اقرأ أيضا
list of 1 itemوأضاف “كان الحلم هو اختراع ميكروسكوب تكون سرعته مساوية أو أسرع من حركة الإلكترون حول النواة والجزيئات والذرة، لأنه يتحرك في زمن الأتوثانية وكان هدفنا أن نزيد من سرعة المجهر، وخلال البحث استطعنا أن نتحكم في سرعة الإلكترونات داخل الميكروسكوب واستطعنا نحوله لكاميرا سريعة جدًا لرصد حركة الإلكترونات”.
الفرق بين مجهر زويل والمجهر الجديد
وبشأن الفرق بين هذا المجهر الجديد وبين المجهر الذي اكتشفه العالم المصري الراحل الدكتور أحمد زويل، قال حسن إن “دراسة الدكتور زويل كانت تعتمد على محاولة رؤية تحرك الذرات في الجزيئات، لكن المجهر الجديد نستطيع من خلاله الاقتراب أكثر (زووم) لنرى حركة الإلكترونات داخل الذرة والتي هي أسرع ألف مرة من حركة الجزيئات، وبالتالي حركة الجزيئات تتم في فيمتو ثانية لكن حركة الذرات تتم في الأتوثانية”.
وأوضح أن المجهر الجديد لديه القدرة من خلال “كاميرا” أدق لرصد حركات الإلكترونات وتفاصيلها بشكل أسرع، وبالتالي يتيح فهم أكبر عن الفيزياء وتكوين الإلكترون.
التطبيقات العملية
وعن فوائد هذا المجهر، أشار العالم المصري إلى أنه عندما يتم رصد حركة الإلكترونات داخل المواد الحية داخل جسم الإنسان، ومعرفة حركة الحمض النووي والتحكم في شكله، متابعًا “والحديث الآن في الطب العالمي هو التشخيص الطبي الشخصي الذي يختلف من شخص لآخر، والميكروسكوب هنا يقدر يحدد أي دواء مناسب للمريض”.
وأردف “تصوير حركة الإلكترونات سيؤدي لرؤية حركة التفاعل الكيميائي وبالتالي نستطيع اكتشاف أدوية جديدة لأي مرض عن طريق فهم التركيب الجيني والأحماض النووية داخل الجسم”.
وتابع حسن “النقطة الثانية تتمثل في قدرتنا على مشاهدة الإلكترونات داخل المواد مما يساعد على اختراع أجهزة إلكترونية تعمل بسرعة الضوء والليزر، وتجعل سرعة نقل المعلومات أسرع، وذلك سينعكس على التقدم البشري والتكنولوجي بصفة عامة، على سبيل المثال البسيط تحميل أي فيديو سيصل إلى فيمتو ثانية”.
عدم توفر بيئة لنجاح العلماء العرب في بلادهم
وكشف حسن خلال حديثه أن الفريق البحثي الذي كان تحت قيادته، كان يضم 4 باحثين من جنسيات عربية مثل مصر والكويت، بالإضافة إلى الجنسيات الأخرى.
وفي رده على تساؤل لماذا لا ينجح العلماء العرب في بلادهم بينما يتفوقون في الخارج؟ قال حسن، “إنه يوجد علماء كثر متميزين في الوطن العربي ولهم أبحاث علمية مهمة جدًا”.
وأضاف “بيئة البحث العلمي مهمة جدًا لكي تستطيع عمل اختراقات متميزة في العلم، والبيئة تشمل امتلاك أدوات ودعم مادي، وفي الوطن العربي لا توجد مؤسسات أهلية تدعم البحث العلمي مثل الخارج، وبالتالي عندما تتوفر ثقافة الدعم العلمي والمناخ العلمي سيبدع العلماء”.
دور الذكاء الاصطناعي
ولفت الدكتور حسن إلى أنه لم يستعن بالذكاء الاصطناعي في مشروع ابتكار المجهر، مشيرًا إلى أن هناك أبحاثًا لم تدخل حيز التنفيذ بعد تساعد على تطوير نقاء الصورة التي تخرج من “الميكروسكوب” باستخدام الذكاء الاصطناعي.
وأشار إلى أن خطورة الذكاء الاصطناعي، تكمن في الاعتماد البشري عليه في الإبداع والأفكار، مما يقلل المهارات التفكيرية لدى الإنسان.
وتابع “ليس الخوف من أن يصبح الذكاء الاصطناعي أذكى من الإنسان، لكن الخوف أن يعتمد الإنسان عليه فتقل قدراته ومع مرور الزمن يصبح لدينا أجيال ليست لديها القدرة على الإبداع.. لأن الإبداع البشري ليس له حدود، لذلك أُفضل عدم استخدام الذكاء الاصطناعي بشكل كبير بديلًا عن العقل البشري”.