تحذيرات طبية.. أدوية علاج السمنة لها أضرار كبيرة على الجهاز الهضمي

دراسة علمية جديدة تحذر من أخطار بعض الأدوية المستخدمة في علاج السمنة (AFP)

حذر فريق من الخبراء الأمريكيين من التعامل مع الجيل الجديد من الأدوية المضادة للبدانة على أنها “أدوية سحرية”، قائلين إنه “يجب عدم تناولها بتاتًا لأسباب تجميلية”.

وضم هذا الفريق سفيتلانا مويسوف (الأستاذة المشاركة في جامعة روكفلر) وجويل هابنر (وهو اختصاصي في الغدد الصماء في مستشفى ماساتشوستس العام الأمريكي) ولوته بييري كنودسن (الخبيرة لدى مجموعة “نوفو نورديسك” الصيدلانية)، الذين حصلوا مؤخرًا على جائزة لاسكر المرموقة التي تُعتبر مؤشرًا محتملًا لنيل من يفوز بها جائزة نوبل.

وقد ساعد الباحثون الثلاثة على إحداث ثورة في علاج البدانة، وهو مرض مزمن وآفة حقيقية للصحة العامة، من خلال المساهمة في اكتشاف وتطوير أدوية تسمح بإنقاص الوزن بشكل كبير.

تحذير من هذه الأدوية

تقول مويسوف: “إن أدوية “أوزمبيك” و”ويغوفي” و”مونجارو” و”زيباوند” وأدوية كثيرة مخصصة لعلاج البدانة أو السكري من النوع الثاني (ارتفاع في معدلات السكر في الدم يرتبط في كثير من الأحيان بالوزن الزائد)، حققت شعبية، لكن هناك العديد من الآثار الجانبية لهذه الأدوية، خصوصًا على الجهاز الهضمي”.

أدوية التخسيس وهرمونات الأمعاء

يقول جويل هابنر (87 عامًا) “عندما تكون باحثًا، يكون التوصل إلى اكتشاف يساعد الناس حلمًا”، مشيرًا إلى أن التطورات العلمية تساهم في زيادة الإدراك بأن “البدانة مرض في الأيض، وليست مشكلة في قوة الإرادة”.

وأضاف “تعود فعالية الأدوية الجديدة إلى كونها تحاكي هرمونًا تُفرزه الأمعاء يسمى “جي إل بي -1” (GLP-1)”، وكان هابنر أول من اكتشف وجود هذه الهرمون، لدى الأسماك عام 1982.

وحددت مويسوف التسلسل النشط لـGLP-1، وأظهرت وجوده في الأمعاء وصنعت شكلًا نقيًّا منه، ثم أظهرت أن GLP-1 يُحفز إفراز الأنسولين من البنكرياس؛ مما يساعد على خفض مستويات الغلوكوز في الدم.

وقالت مويسوف إنها أيقنت “أنه سيكون علاجًا جيدًا لمرض السكري”، لكن في ذلك الوقت، لم يكن أحد قد شكّ بعد في فائدته ضد البدانة.

لم تكن أدوية لعلاج السمنة

يقول هابنر “لم نكن نأخذ فقدان الوزن في الاعتبار”، لأن البدانة لم تكن مشكلة كبيرة في ذلك الوقت، وإضافة إلى ذلك، ففي الثمانينيات “لم يكن هناك دليل علمي على أن الهرمونات تنظم الوزن”.

ومن باب المصادفة البحتة، أثناء إجراء تجارب سريرية كبيرة، أدرك العلماء أن المرضى الذين تناولوا العلاج كانوا يفقدون الوزن.

وتوصل الباحثون تدريجيا إلى اكتشاف حاسم أدركوا من خلاله أن GLP-1 يبطئ إفراغ المعدة، ولكنه يعمل أيضا في الدماغ؛ مما يُشعِر بالشبع.

هذه الأدوية ليست الحل النهائي

تقول الباحثة لوته بييري كنودسن، سارعت شركات الأدوية إلى الاستفادة من الاكتشاف، وتغلبت على تحد كبير تمثل في أن GLP-1 يختفي في غضون دقائق في الجسم.

وقد عملت على تطوير تقنيات لجعل هذه الهرمونات تعمّر لفترة أطول في الجسم، في البداية لمدة يوم، ثم لأسبوع.

وتمت الموافقة على أول دواء للمجموعة الدنماركية يحتوي على نظير GLP-1 لأول مرة عام 2010 في الولايات المتحدة ضد مرض السكري من النوع الثاني، ثم في عام 2014 ضد البدانة (تحت اسم ساكسيندا).

وتوالت المصادقات على هذه الأدوية التي كانت مصدرًا لإيرادات طائلة لشركات الأدوية.

وطوّر المختبر الأمريكي “إيلاي ليلي” جزيئا يجمع بين “GLP-1” وهرمون آخر في الجهاز الهضمي، ويمكن أن يقلل من الآثار الجانبية.

وهنا تقول مويسوف “قد نصل إلى جيل جديد” يجمع بين هرمونات مختلفة، وأضافت “أوزمبيك ليس بالضرورة الحل النهائي”، لكنه “مهّد الطريق”.

وخاصة أن هناك تأثيرات محتملة لاستخدام GLP-1 في مجموعة من الأمراض الأخرى، كعلاج لنوبات القلب والأوعية الدموية، وتوقف التنفس أثناء النوم، والإدمان، وأمراض الكلى والكبد أو حتى أمراض الأعصاب (مرض باركنسون، ومرض الزهايمر).

دواء واحد لعدة أمراض

يقول جويل هابنر عن تأثير استخدام GLP-1 في الدماغ “إنه أمر استثنائي”.

وتقول مويسوف “حتى الآن، كان يقال إن الدواء الواحد يعالج مرضًا واحدًا”، أما “اليوم فنرى أن GLP-1 لديه مجموعة واسعة من الفوائد الصحية”.

المصدر : الفرنسية

إعلان