الإنترنت والألعاب والطعام المليء بالسكر.. ما معنى “ديتوكس الدوبامين” وهل تحتاج إليه؟

تناول الطعام المليء بالسكريات يرفع الدوبامين (غيتي)

تمتلئ حياتنا اليوم بالكثير من المحفزات طوال الوقت، سواء كنا نتصفح مواقع التواصل الاجتماعي، نلعب ألعاب الفيديو، نتابع الرسائل أو نتناول الحلوى. هذه الأشياء كلها تجعل هرمون الدوبامين، المسؤول عن شعورنا بالمكافأة والتحفيز، يعمل باستمرار في أجسامنا.

ومع الوقت، يجعلنا هذا التحفيز المستمر أقل حساسية، فنبحث عن مزيد من الإثارة فقط لنشعر “بالتوازن”، ويصبح اليوم العادي باهتا مقارنة بذلك.

اقرأ أيضا

list of 4 itemsend of list

لذلك، ليس غريبا أن يحاول البعض إعادة ضبط الدوبامين وتغيير سلوكهم، لكن هل فعلا تنجح هذه الطرق؟

هل يمكن “التخلص من الدوبامين”؟

لا، لا يمكن أبدا التخلص تماما من هرمون الدوبامين في الجسم، ففكرة “التخلص” تعني إزالة مادة كيميائية من الجسم، كما يحدث عند التوقف عن الدخان وترك الجسم يُخرج السموم المرتبطة به.

أما بالنسبة للدوبامين، فهذا غير ممكن، لأنه مادة طبيعية ينتجها الجسم باستمرار، وله دور أساسي في الكثير من وظائفنا الحيوية، فهو مرتبط بمراكز المتعة والمكافأة في الدماغ، ويسهم أيضا في التحفيز والحركة والانتباه والنوم، وفقا لموقع “ذا كونفرزيشن“.

“صيام الدوبامين” عادة يعني الامتناع عن الأنشطة أو المواد التي تثير ارتفاع الدوبامين السريع، مثل الألعاب الإلكترونية ووسائل التواصل والأطعمة السكرية والتسوق الإلكتروني، ويحدث غالبا لمدة قصيرة مثل 24 ساعة.

خلال هذا الصيام، يشعر الأشخاص برغبات قوية وإحساس بعدم الراحة والتوتر، وأحيانا التعب أو القلق، ويظنون أن هذا “يعيد ضبط الدماغ”.

لكن الأدلة العلمية تشير إلى أن الامتناع القصير لا يُحدث تغييرا دائما أو جوهريا في توازن الدوبامين، إذ يرتبط التنظيم الداخلي للدوبامين بعوامل متعددة، ولا يتغير فجأة في يوم واحد.

غالبا، تعود العادات القديمة بعد فترة الامتناع، إلا إذا بدأ الشخص فعلا في بناء روتين جديد واستراتيجيات صحية للتحفيز.

(غيتي)

ما البديل؟

من يريد فعلا تعديل علاقته مع التصرفات أو المواد المحفزة للدوبامين يحتاج إلى وقت أطول وجهد مستمر.

تغيير المكافآت السريعة إلى أنشطة تتطلب صبرا أكثر، مثل المشروعات الإبداعية أو الرياضة أو تعلُّم أمر جديد، يمكن أن يعيد حساسية الدماغ تدريجيا، ويساعد على استعادة الإحساس بالمتعة.

ويشمل ذلك أيضا متعا أخرى، مثل التواصل المباشر مع الناس أو الاستماع لموسيقى مفضلة، فهذه الأنشطة تحفز الدوبامين أيضا، بالإضافة إلى هرمونات السعادة الأخرى مثل الأوكسيتوسين والسيروتونين، مما يعزز الشعور الإيجابي.

عادات وأنشطة ممتعة وصحية ترفع مستويات الدوبامين والسيروتونين وتساعدك على التركيز والنشاط بشكل طبيعي (غيتي)

انتشار فكرة صيام الدوبامين يرتبط برغبة الناس في الشعور بتحسن واستعادة الدافعية والمتعة في عالم مليء بالمحفزات.

لا يوجد زر لإعادة ضبط الدوبامين في الدماغ، لكن بإمكاننا التحول إلى مكافآت صحية تدوم أكثر، مثل الحركة والموسيقى والتواصل والتحدي الذاتي.

المصدر: الجزيرة مباشر + مواقع أجنبية

إعلان