اختراق طبي.. دواءان شائعان قد يعكسان مرض الكبد الدهني ويمنحان الأمل للملايين

الجمع بين دواءين شائعين يمكنهما علاج أمراض الكبد (غيتي)

حقق باحثون إسبان تقدما علميا يعد الأول من نوعه في علاج مرض الكبد الدهني (MASLD)، أحد أكثر أمراض الكبد انتشارا في العالم، بعدما توصلوا إلى أن دمج دواءَيّ بيمافايبرات (Pemafibrate) وتيلميسارتان (Telmisartan)، الشائعين لعلاج الكوليسترول وارتفاع ضغط الدم، يمكن أن يساهم في تقليل وعكس تراكم الدهون في الكبد بشكل ملحوظ.

نتائج أولية مذهلة

وأظهرت الدراسة، المنشورة في مجلة “فارماكولوجيكال ريسيرش” (Pharmacological Research)، أن مزج الدواءين أدى إلى نتائج مذهلة عند تجربته على الفئران وأسماك الزرد.

اقرأ أيضا

list of 4 itemsend of list

فقد لوحظ أن تناول نصف الجرعة من كل دواء كان فعالاً في تقليص الدهون الكبدية بقدر الجرعة الكاملة لأي منهما على حدة، فضلاً عن تعزيز الصحة القلبية والوقاية من مضاعفات الضغط والكوليسترول معا.

وأوضحت الأستاذة المشاركة بالدراسة، مارتا اليغريت من جامعة برشلونة، أن أهمية العلاج المركب لا تتوقف فقط عند تحسين الكبد، بل تمتد لتقليل المخاطر القلبية التي تهدد مرضى الكبد الدهني، خاصة أن الوفاة الناجمة عن مشكلات القلب شائعة في هذه الفئة من المرضى.

وحذر الباحثون من أن هذه النتائج أولية، إذ أن الدراسة جرت على الحيوانات، ما يعني الحاجة إلى تجارب سريرية واسعة لدى البشر قبل اعتماد هذه الخطة العلاجية الجديدة رسميا.

أكثر الأمراض الصامتة شيوعا

ويُعد مرض (MASLD) من أكثر الأمراض الصامتة شيوعا على مستوى العالم، حيث تشير بيانات (British Liver Trust) إلى أن واحدا من كل خمسة بريطانيين يعاني من درجات منه، وترجح تقديرات أخرى أن المعدل يصل إلى 40%. كما تضاعفت الإصابات بين الأطفال خلال العقدين الماضيين.

ويكمن خطر المرض في تطوره إلى التهاب شديد (MASH) وصولا إلى تليف الكبد أو السرطان، وتشير الإحصاءات إلى أن نحو مليون شخص يفارقون الحياة سنويا بسبب أمراض الكبد المختلفة، بينما يعاني أكثر من ملياري شخص عالميا من مشكلات مرتبطة بالكبد.

ورغم أن المرض يرتبط غالبا بزيادة الوزن أو مشاكل السكر والضغط، إلا أن نحو 80% من المصابين لا يدركون إصابتهم به بسبب غياب الأعراض الواضحة أو تشابهها مع مشكلات خفيفة.

ويأمل العلماء أن يكون هذا العلاج المزدوج بداية لتغيير قواعد التعامل مع الكبد الدهني، خاصة أنه يعتمد على أدوية متوفرة بالفعل ورخيصة نسبيا، ما قد يفتح باب الأمل لملايين المرضى حول العالم في الحصول على شفاء آمن وفعال.

المصدر: ديلي ميل

إعلان