السكري من “النوع الخامس”.. الطب يعيد تعريف المرض الصامت

إفسيتورا قد يكون الافضل لعلاج السكري من النوع الثاني
يبرز السكري من النوع الخامس في المناطق التي تعاني من فقر غذائي مزمن (الأوروبية)

في تطور علمي لافت أعلن الاتحاد الدولي للسكري (IDF) أن مرض السكري لم يعد محصورًا بين أنواعه المعروفة، كاشفا عن اعتماد تصنيف جديد يعرف باسم “النوع الخامس من السكري”، وهو نوع يرتبط مباشرةً بسوء التغذية المزمن، ويختلف في أسبابه وآلياته عن الأنواع الأخرى المعروفة.

ما هو النوع الخامس من السكري؟

النوع الخامس، أو ما يعرف طبيًا بـ”البول السكري المرتبط بسوء التغذية  (malnutrition-related diabetes mellitus) يبرز في المناطق التي تعاني من فقر غذائي مزمن، ويُرصد عادةً لدى أشخاص عانوا من نقصٍ مزمن في العناصر الغذائية في مراحل النمو المبكرة من حياتهم.

ومن المعروف وجود 4 أنواع من السكري، وهما السكري من النوع الأول والثاني المشهورين، وسكري الحمل، الذي يصيب بعض النساء أثناء الحمل، وسكري 3C، الذي يحدث بسبب أمراض في البنكرياس.

أما النوع الخامس الذي أعلن عنه الاتحاد الدولي للسكري فيحدث بسبب ضعف في تكوين أو وظيفة البنكرياس نتيجة نقص التغذية طويل الأمد.

ويشير الأطباء إلى أن هذا الخلل البنيوي يجعل الجسم غير قادر على إنتاج كميات كافية من الإنسولين، رغم أن الجهاز المناعي سليم، وهو ما يفسر سبب عدم استجابة المرضى للعلاجات التقليدية بسهولة.

ويقدر الاتحاد الدولي للسكري أن هذا النوع من المرض يصيب ما يتراوح بين 20 مليونا و25 مليون شخص حول العالم، وخصوصا في آسيا وإفريقيا، حيث تنتشر الأمراض الناتجة عن سوء التغذية.

يحدث هذا النوع من السكري بسبب ضعف في تكوين أو وظيفة البنكرياس نتيجة نقص التغذية طويل الأمد

تشخيص صعب وسوء تقدير طويل

ووفقًا للاتحاد الدولي للسكري فإن كثيرًا من المصابين بهذا النوع من المرض كانوا يُشخَّصون خطأً على مدى عقود ضمن فئتي السكري من النوع الأول أو الثاني، ما أدى إلى علاجات غير فعالة.

ويقول خبراء من جامعة إكستر البريطانية إنّ فهم هذا النوع بدقة يمثل “كشفا طبيًا وإنسانيًا”، لما يحمله من أثر مباشر على تحسين التشخيص والعلاج في الدول الفقيرة التي تنتشر فيها حالات سوء التغذية.

وغالبًا ما يُلاحظ على المصابين بالنوع الخامس من السكري نحافة شديدة، بمؤشر كتلة جسم يقلّ عن 19، ترافقها أعراض مشابهة للسكري الكلاسيكي كالعطش الشديد، والتعب وفقدان الوزن، لكن الفحوص السريرية تُظهر أنّ الاستجابة للعلاجات التقليدية، بما فيها الإنسولين بجرعاته المعتادة، تبقى محدودة ولا تحقق السيطرة المثلى على سكر الدم.

نحو علاج مختلف

توضح الأبحاث الحديثة أن علاج هذا النوع من السكري يتطلّب مقاربة مزدوجة تجمع بين ضبط مستويات السكر في الدم ومعالجة الأسباب الجذرية المرتبطة بسوء التغذية. ويشمل ذلك دعمًا غذائيًا متخصصًا يزوّد الجسم بالبروتينات والعناصر المفقودة، إضافةً إلى أدوية خفيفة أو جرعات منخفضة من الإنسولين عند الحاجة.

ويؤكد الأطباء أن أي خطة علاج لا تراعي الجانب الغذائي تبقى ناقصة لأن أصل المشكلة ليس فقط في السكر، بل في تراجع البنية الحيوية للبنكرياس نفسه.

بعد صحي وإنساني

ترى المنظمات الصحية أن إدراج هذا النوع رسميًا يسلط الضوء على العلاقة الوثيقة بين الفقر والصحة. ففي وقت تركّز فيه السياسات الصحية على أنماط الحياة الحديثة، يذكّر “النوع الخامس” العالم بأن سوء التغذية لا يزال سببًا قاتلًا للمصابين بالأمراض المزمنة في مناطق واسعة من آسيا وإفريقيا.

ودعا الاتحاد الدولي للسكري إلى وضع برامج قومية للكشف المبكر وتحسين التغذية العامة، مؤكدًا أن الوقاية تبدأ من المائدة قبل المستشفى.

المصدر: الجزيرة مباشر

إعلان