احذر.. هذا ما يحدث عند مضغ علكة واحدة مدة 8 دقائق فقط
تطلق جزيئات بلاستيكية إلى الفم مباشرة

تطلق العلكة المئات من جزيئات البلاستيك الدقيقة مباشرة في الفم، وفق ما أظهرت دراسة قدمها، اليوم الثلاثاء، باحثون حذّروا من التأثير المحتمل لذلك على صحة المستهلكين.
وسبق أن رُصد وجود جزيئات بلاستيكية دقيقة (أقل من 5 ملليمترات) في الهواء والماء والأغذية والتغليف والمنسوجات الصناعية والإطارات ومستحضرات التجميل. وفي كل يوم، يبتلع البشر هذه الجزيئات أو يستنشقونها أو يحتكون بها من خلال الجلد.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsبرنامج الأغذية العالمي: نفاد مخزوناتنا في غزة تماما مع استمرار إغلاق المعابر
فوائد الزنجبيل: استخداماته الصحية ومحاذيره التي لا يمكن تجاهلها
دراسة: الإكثار من هذه البروتينات يطيل العمر
من الرئتين إلى الكلى مرورًا بالدم والدماغ، تم العثور على جزيئات بلاستيكية دقيقة في كل جزء من جسم الإنسان تقريبًا. ومع أن العلماء ليسوا متأكدين من تأثير هذه المواد في الصحة، فقد بدأ كثير منهم في دق ناقوس الخطر.
سانجاي موهانتي، المعدّ الرئيسي للدراسة التي عُرضت في اجتماع الجمعية الكيميائية الأمريكية وقُدمت للنشر في مجلة تخضع لمراجعة من علماء آخرين ولم تُنشر بعد، قال لوكالة الصحافة الفرنسية “لا أريد أن أخيف الناس”.
وأوضح الباحث في جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس (UCLA) أنه لا دليل على وجود صلة مباشرة بين المواد البلاستيكية الدقيقة والتغيرات في صحة الإنسان.
هذا ما يحدث عن مضغ علكة واحدة
وبدلًا من ذلك، أراد الباحثون من خلال هذه الدراسة تسليط الضوء على مسار غير مكتشف بشكل كافٍ، من خلاله تدخل جزيئات بلاستيكية صغيرة وغير مرئية في كثير من الأحيان إلى أجسامنا وهو “العلكة”.
قامت ليزا لوي، وهي طالبة دكتوراه في جامعة كاليفورنيا بلوس أنجلوس، بمضغ 7 قطع من عشرة ماركات مختلفة من العلكة، ثم أجرى الباحثون تحليلًا كيميائيًّا للعابها.
وخلص الباحثون إلى أن غرامًا واحدًا من العلكة يطلق في المتوسط 100 قطعة بلاستيكية دقيقة، ولكن بعض هذه العلكة يطلق أكثر من 600 قطعة. ويبلغ متوسط وزن قطعة العلكة حوالي 1.5 غرام.

ما المكونات؟
وبحسب هؤلاء العلماء، فإن الأشخاص الذين يمضغون حوالي 180 قطعة من العلكة سنويًّا قد يبتلعون نحو 30 ألف قطعة من البلاستيك الدقيق. ومع ذلك، فإن هذه الكمية صغيرة مقارنة بمواد أو منتجات أخرى يؤدي تناولها إلى ابتلاع كميات من البلاستيك الدقيق، وفق موهانتي.
على سبيل المثال، قدّر باحثون آخرون العام الماضي أن لترًا واحدًا من الماء في قارورة بلاستيكية يحتوي على ما معدله 240 ألف قطعة بلاستيكية دقيقة.
وقال الباحثون إن النوع الأكثر شيوعًا من العلكة المباعة في البقالات، الذي يسمى العلكة الاصطناعية، يحتوي على بوليمرات تعتمد على البترول لإعطائها قوامها المطاط. ومع ذلك، فإن الملصقات الموضوعة عليها لا تذكر وجود أي بلاستيك، وتكتفي بالإشارة إلى أن المنتج مصنوع “على أساس الصمغ”.
وقال موهانتي “لن يكشف لكم أحد عن طبيعة المكونات” في العلكة.
وأجرى الباحثون اختبارات على خمس علامات تجارية من العلكة الصناعية وخمس علامات تجارية من العلكة الطبيعية، التي تستخدم البوليمرات النباتية مثل نسغ الأشجار. وقالت لوي للوكالة الفرنسية “فوجئنا عندما وجدنا أن الجسيمات البلاستيكية الدقيقة كانت وفيرة في كلتا الحالتين”.
خلال 8 دقائق فقط
وأشارت إلى أن العلكة تطلق كل البلاستيك الدقيق تقريبًا خلال الدقائق الثماني الأولى من المضغ.
وقال الباحث في جامعة بورتسموث بالمملكة المتحدة ديفيد جونز الذي لم يشارك في الدراسة، إنه ينبغي إلزام الشركات المصنّعة بتفصيل المكونات بشكل أكثر دقة بدلًا من مجرد ذكر “مكونات تعتمد على الصمغ”.
وقال إنه فوجئ بأن الباحثين وجدوا بعض المواد البلاستيكية غير المعروفة في العلكة، مما يشير إلى أنها ربما جاءت من مصدر آخر، مثل الماء الذي شربته طالبة الدكتوراه. ولكنه وصف النتائج الإجمالية بأنها “ليست مفاجئة على الإطلاق”.
وأشار جونز أيضًا إلى أن الناس يميلون إلى “الذعر قليلًا” عندما يُقال لهم إن المكونات الموجودة في العلكة تشبه تلك الموجودة “في إطارات السيارات والحقائب والزجاجات البلاستيكية”.
ولفتت لوي إلى أن مضغ العلكة يعد أيضًا مصدرًا للتلوث البلاستيكي، خصوصًا عندما “يبصقها الناس على الرصيف”.
ولم تستجب “ريغلي”، وهي أكبر شركة لصناعة العلكة في العالم، لمحاولات الوكالة الفرنسية للحصول على تعليق منها.