ارتفاع صادم لمعدلات السمنة عالميا.. هؤلاء هم أبرز المتضررين ودعوات إلى إجراءات عاجلة
لمواجهة تفشي البدانة

أظهرت دراسة جديدة أن معدلات السمنة وزيادة الوزن تتزايد بسبب “فشل اجتماعي مهول” في معالجة المشكلة التي من المتوقع أن يعاني منها أكثر من نصف البالغين ونحو ثلث الأطفال واليافعين بحلول عام 2050.
وتوصّلت الدراسة إلى أن تفشيا عالميا غير مسبوق لزيادة الوزن والبدانة سيطال 6 من كل عشرة بالغين وطفلا أو مراهقا واحدًا من كل 3 بحلول 2050، في حال لم تتخذ الحكومات إجراءات مهمة وفورية.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsما العلاقة بين قوة الذاكرة ودهون البطن؟ دراسة حديثة تكشف رابطا مهما
فوائد الصيام.. كيف يعزز صحتك الجسدية والنفسية؟
كيف تحافظ على طاقتك وصحتك طوال شهر رمضان؟ نصائح عملية لوجبتَي السحور والإفطار
وأشار البحث الذي نشر أمس الثلاثاء في مجلة (لانسيت) إلى أن هذه النسب تعني أكثر من 3.8 مليارات بالغ و746 مليونا من الأطفال واليافعين.
وتتضمّن الدراسة بيانات من 204 دول ومناطق في العالم، وتستند إلى أرقام من “غلوبال بوردن أوف ديسيس”، وهو برنامج كبير تموّله مؤسسة “بيل وميليندا غيتس”، يهدف إلى تجميع البيانات الصحية من معظم البلدان.
“فشل اجتماعي مهول”
وقالت إيمانويلا جاكيدو، وهي أستاذة في معهد القياسات الصحية والتقييم بجامعة واشنطن في الولايات المتحدة ورئيسة الفريق الذي أجرى الدراسة “الوباء العالمي غير المسبوق المتمثل في زيادة الوزن والسمنة هو مأساة متجذرة وفشل اجتماعي مهول”.
وقالوا إن معدلات الوزن الزائد والسمنة زادت بالفعل إلى أكثر من المثلين على مدى العقود الثلاثة الماضية، حيث أصيب بها أكثر من 2.1 مليار بالغ و493 مليونا تتراوح أعمارهم بين الخامسة و24 عاما حتى عام 2021.

وتضيف الدراسة “من دون إصلاح عاجل للسياسات وإجراءات ملموسة، من المتوقع أن يعاني 60% من البالغين أو 3.8 مليارات شخص، ونحو ثلث (31%) الأطفال والمراهقين أو 746 مليونًا، من زيادة في الوزن أو بدانة بحلول عام 2050”.
وتوضح “في عام 2050، سيكون شخص من الفئات العمرية الصغيرة من كل ثلاثة يعانون من البدانة أو 130 مليونا، يعيشون في منطقتين: شمال أفريقيا والشرق الأوسط، تليهما أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي، مع عواقب صحية واقتصادية واجتماعية خطرة”.
أول المتضررين
ومن المتوقع أن تزيد البدانة لدى الشباب بنسبة 121% على مستوى العالم، مع ما مجموعه 360 مليون طفل ومراهق يعانون من البدانة المفرطة بحلول عام 2050.
وأول المتضررين، مع زيادة حادة متوقعة من 2022 إلى 2030 على مستوى العالم، هم الصبيان الذين تتراوح أعمارهم بين 5 إلى 14 سنة، ففي عام 2030، يُتوقَّع أن يكون عدد الأشخاص الذين يعانون من البدانة المفرطة في هذه الفئة (16.5%) أكبر من معدل صغار السن الذين يعانون وزنًا زائدًا (12.9%).
وسيؤدي تفشّي البدانة إلى زيادة الضغط على النظم الصحية التي تواجه صعوبات أصلًا، وتحديدًا في البلدان المنخفضة الموارد، إذ يُفترض في العام 2050 أن يصبح عمر نحو ربع البالغين الذين يعانون من البدانة المفرطة في مختلف أنحاء العالم 65 عامًا أو أكثر.
وأشار الباحثون إلى أنه على الرغم من أن أسباب السمنة معقدة، ينبغي على الحكومات أن تستخدم التقديرات للتركيز على كيفية مساعدة السكان الأكثر عرضة للخطر، خاصة فيما يتعلق بتحسين فرص الحصول على أنظمة غذائية صحية.
وظهرت في الدراسة، بعض أوجه القصور مثل فجوات في البيانات واستخدام مؤشر كتلة الجسم كمقياس.
وترتبط السمنة بارتفاع احتمالات الإصابة بمشكلات صحية خطيرة مثل داء السكري وبعض أنواع السرطان وأمراض القلب.
ويعيش أكثر من نصف البالغين الذين يعانون من زيادة في الوزن أو البدانة في الوقت الراهن في 8 دول فقط: الصين (402 مليونا)، والهند (180 مليونا)، والولايات المتحدة (172 مليونا)، والبرازيل (88 مليونا)، وروسيا (71 مليونا)، والمكسيك (58 مليونا)، وإندونيسيا (52 مليونا)، ومصر (41 مليونا)، وفق بيانات عام 2021.