فوائد الزنجبيل: استخداماته الصحية ومحاذيره التي لا يمكن تجاهلها

يُعد الزنجبيل من الأعشاب الطبية العريقة التي اكتسبت شهرة واسعة عبر التاريخ، إذ استخدم في الطب التقليدي منذ آلاف السنين لمعالجة العديد من الحالات الصحية.

هذه النبتة، التي يعود أصلها إلى جنوب شرق آسيا، تتميز بخصائص علاجية فريدة، من أبرزها مكافحة الالتهابات، تخفيف الغثيان، وتعزيز مناعة الجسم، ومع ذلك فإن استخدامها قد لا يكون مناسبًا للجميع، ما يستدعي توخي الحذر في بعض الحالات.

ما هو الزنجبيل؟

طبقًا لما ورد في موقع “Healthline“، ينتمي الزنجبيل إلى عائلة الزنجبيليات، ويشارك الكركم، الهيل، والخولنجان في الأصل النباتي. الجذمور، أو “جذر الزنجبيل”، هو الجزء الأساس المستخدم، سواء كان بصورته الطازجة أو مجففًا أو مسحوقًا، وهو معروف بنكهته الحارة التي تمنحه حضورًا مميزًا في الطهي والعلاج التقليدي.

أبرز الفوائد الصحية للزنجبيل

وفقًا لما أشارت إليه مصادر طبية موثوقة مثل “Healthline” و”WebMD“، يمكن تلخيص الفوائد الصحية للزنجبيل في النقاط التالية:

مكافحة الالتهابات

يتسم الزنجبيل باحتوائه على مادة “الجنجرول”، وهي مركب ذو تأثيرات مضادة للالتهابات والأكسدة. هذه المادة تجعل الزنجبيل فعّالًا في تخفيف أعراض التهاب المفاصل والروماتيزم، كما يساعد في تقليل التورم والألم الناتجين عن هذه الحالات المزمنة.

تخفيف الغثيان

أشارت الدراسات إلى فاعلية الزنجبيل في مواجهة الغثيان الناتج عن الحمل في مراحله الأولى، أو الغثيان المرتبط بالعلاج الكيميائي والعمليات الجراحية، ومع ذلك تنصح الأبحاث باستشارة مختص صحي قبل استخدام الزنجبيل أثناء الحمل، خاصة خلال الأشهر الأخيرة، حيث قد يؤدي إلى تقلصات مبكرة في الرحم.

المساعدة في فقدان الوزن

تشير الأبحاث إلى أن الزنجبيل يحفز عملية التمثيل الغذائي، ويحسن الهضم، ويساعد الجسم على مكافحة الالتهابات، ما يدعم فقدان الدهون ويساعد في تحقيق وزن صحي.

تحسين مستويات الكولسترول

أظهرت بعض الدراسات أن الزنجبيل يسهم في تقليل مستويات الكولسترول الضار “LDL”، وزيادة الكولسترول الجيد “HDL”، مما يقلل من احتمالية الإصابة بأمراض القلب والشرايين.

تنظيم سكر الدم

بحسب دراسات محددة، يمكن للزنجبيل تحسين حساسية الجسم تجاه الإنسولين، وخفض مستويات السكر في الدم الصيامي. هذا التأثير يجعله خيارًا واعدًا لمرضى السكري من النوع الثاني.

تسكين آلام الدورة الشهرية

هناك أدلة علمية تشير إلى أن تناول الزنجبيل خلال الأيام الأولى من الدورة الشهرية قد يخفف الآلام بفعالية بعض الأدوية التقليدية نفسها المستخدمة لهذا الغرض.

الزنجبيل ودوره في تعزيز المناعة

بحسب موقع “WebMD”، فإن الزنجبيل يحتوي على مركبات قادرة على محاربة البكتيريا مثل “E.coli” والشيغيلا، والفيروسات مثل “RSV”. إلى جانب ذلك، تبيّن أن الزنجبيل يعزز جهاز المناعة بفضل قدرة مركباته على دعم الدورة الدموية وتدفئة الجسم من الداخل، كما يُعرف بفاعليته في تخفيف نزلات البرد وطرد الإفرازات المخاطية.

الزنجبيل وأمراض المناعة الذاتية

أشارت دراسة أجرتها جامعة كولورادو، إلى دور الزنجبيل في تنظيم نشاط خلايا الدم البيض من نوع “العدلات”، التي يرتبط فرط نشاطها بتطور أمراض المناعة الذاتية. الدراسة أوضحت أن تناول مكملات الزنجبيل لمدة أسبوع بإمكانه تقليل هذا النشاط المفرط، ما يجعله عنصرًا مساعدًا في الحد من الالتهابات المرتبطة بهذه الأمراض.

هل يسهم الزنجبيل في الوقاية من السرطان؟

أظهرت الأبحاث الأولية أن الزنجبيل يحتوي على مركبات مضادة للأكسدة والالتهاب، التي قد تسهم في الوقاية من بعض أنواع السرطان، مثل سرطان القولون، المعدة، والكبد. وفي حين تبدو النتائج واعدة، فإن توثيق فاعلية هذه الفوائد على البشر يحتاج إلى المزيد من الدراسات.

المحاذير التي يجب أخذها بعين الاعتبار

رغم فوائده العديدة، إلا أن الزنجبيل قد يترتب عليه آثار جانبية في حالات محددة. تشمل هذه الحالات:

مرضى ضغط الدم المرتفع: يُعتقد أن الزنجبيل قد يسبب تفاعلات سلبية لدى من يعانون من ارتفاع ضغط الدم.

الأفراد الذين يتناولون مميعات الدم: الزنجبيل قد يزيد من خطر النزيف عند تناوله مع أدوية مميعات الدم.

النساء الحوامل: خصوصًا في الأشهر الأخيرة، حيث يمكن أن يحفّز تقلصات الرحم.

الأشخاص الذين يعانون من مشكلات في المعدة: مثل حساسية المعدة أو حصوات المرارة.

كيفية الاستفادة المثلى من الزنجبيل

يمكن استخدام الزنجبيل بأشكال متعددة، سواء عبر إضافته إلى الطعام، أو تناوله كشاي الزنجبيل الطازج، الذي يسهم في تحسين عملية الهضم وتخفيف آلام العضلات، كما يمكن استخدام المكملات الغذائية المحتوية على مركبات الزنجبيل بتركيزات محددة، وذلك تحت إشراف مختص صحي.