عادة صباحية واحدة تحسن مزاجك طوال اليوم.. العلم يكشف السر

عادة بسيطة لكنها فعّالة لتحسين المزاج وزيادة اليقظة خلال اليوم (فريبك)

في عالم تتسارع فيه وتيرة الحياة، يبحث كثيرون عن طرق بسيطة وفعّالة لتحسين أمزجتهم وزيادة إنتاجيتهم، فهل يمكن لعادة بسيطة أن تغيّر طريقة شعورك طوال اليوم؟

الإجابة: نعم، وبحسب العلماء، فإن التعرّض للضوء الطبيعي قبل الاستيقاظ أو بعده مباشرة قد يكون مفتاحك الصغير لبداية يوم أكثر نشاطًا وصفاءً.

ضوء الصباح.. مزاج أفضل

في دراسة حديثة أجراها باحثون من جامعة “أوساكا متروبوليتان” في اليابان، تبيّن أن فتح الستائر قبل الاستيقاظ بـ20 دقيقة والسماح بدخول الضوء الطبيعي لغرف النوم تدريجيا، ساهم بشكل ملحوظ في تقليل الشعور بالنعاس وزيادة مستويات اليقظة والانتباه مقارنةً بالاستيقاظ في الظلام أو باستخدام منبهات ضوئية صناعية.

ويعمل الضوء الطبيعي كـ”زيْتجيبر” (Zeitgeber)، وهو مصطلح يشير إلى العوامل البيئية التي تنظم الساعة البيولوجية للإنسان، مما يساعد في ضبط إيقاع النوم والاستيقاظ وتحسين المزاج.

وأشار الباحثون إلى أن الضوء الطبيعي يُعد منبّها بيولوجيا طبيعيا يُخبر الجسم أن وقت الاستيقاظ قد حان، مما يحفّز الساعة البيولوجية وينظّم إفراز هرموني الميلاتونين (المسؤول عن النوم) والسيروتونين (هرمون السعادة).

وأكد فريق الدراسة أن تأثير الضوء الطبيعي لا يتوقف عند حد تنشيط الجسم، بل يمتد ليشمل تحسين المزاج وزيادة التركيز واليقظة على مدار اليوم.

بداية اليوم لا تحتاج إلى تغييرات جذرية، بل إلى عادات بسيطة بوعي كبير (فريبك)

فوائد إضافية للتعرّض للضوء الطبيعي في الصباح

  • تحسين الحالة المزاجية: التعرّض للضوء الطبيعي يعزز من إنتاج السيروتونين، وهو ناقل عصبي مرتبط بالشعور بالسعادة والرضا.
  • تنظيم النوم: يساعد الضوء الطبيعي في تنظيم إنتاج الميلاتونين، مما يؤدي إلى نوم أفضل ليلًا واستيقاظ أكثر نشاطًا.
  • زيادة التركيز والإنتاجية: أشارت أبحاث إلى أن التعرّض للضوء الطبيعي في الصباح يمكن أن يحسن من التركيز والأداء العقلي خلال اليوم.

نصائح لتطبيق هذه العادة

  • افتح الستائر تدريجيا: إذا كانت غرفتك تحتوي على نوافذ تواجه الشرق، قم بفتح الستائر قبل 20 دقيقة من وقت الاستيقاظ للسماح بدخول الضوء الطبيعي تدريجيا.
  • استخدم منبهات ضوئية: في حال عدم توفر نوافذ مناسبة، يمكن استخدام منبهات ضوئية تحاكي شروق الشمس لتوفير تأثير مشابه، أو بدء يومك بالخروج بضع دقائق إلى الشرفة أو النافذة.
  • تجنب الضوء الصناعي ليلا: الحد من التعرّض للضوء الصناعي في الليل يساعد على تعزيز فعالية التعرّض للضوء الطبيعي في الصباح.

التعرّض للضوء الطبيعي قبل الاستيقاظ هو عادة بسيطة لكنها فعّالة لتحسين المزاج وزيادة اليقظة خلال اليوم. بتطبيق هذه العادة، يمكنك بدء يومك بنشاط وحيوية، مما ينعكس إيجابيا على صحتك النفسية والجسدية.

والخبر السار هو أن بداية اليوم لا تحتاج إلى تغييرات جذرية، بل إلى عادات بسيطة بوعي كبير. كما أن التعرض المبكر للضوء الطبيعي لا يُعد رفاهية، بل وسيلة فعّالة ومدعومة علميا لتحسين المزاج، وزيادة الحيوية، وتعزيز الصحة النفسية.

عادات صباحية أخرى تعزز من صحتك النفسية والجسدية

ولتعزيز تأثير ضوء الصباح، جرّب أيضا:

1. دقيقتان من التنفس الواعي أو التأمل

التأمل أو التنفس الواعي مدة دقيقتين فقط يقلل من مستويات الكورتيزول (هرمون التوتر)، ويزيد من التركيز والهدوء، بحسب دراسة نشرتها (Frontiers in Psychology).

التأمل أو التنفس الواعي مدة دقيقتين فقط يقلل من مستويات الكورتيزول (فريبك)

2. المشي السريع أو التمدد الخفيف

تحريك الجسم صباحا ينشّط الدورة الدموية ويحفز إنتاج الإندورفين (هرمونات السعادة) ويحسّن الحالة المزاجية، وفق مؤسسة “Harvard Health”.

3.  شرب كوب من الماء فور الاستيقاظ

الجسم يفقد الماء أثناء النوم، وشرب كوب ماء عند الاستيقاظ يساعد على تنشيط الأعضاء والهضم والدماغ، بحسب دراسة يابانية نشرتها “Journal of Clinical Endocrinology and Metabolism” تؤكد أن الماء يرفع معدل الأيض بنسبة 30%.

4. كتابة 3 أشياء تشعر بالامتنان لها

الامتنان الصباحي يعيد توجيه العقل نحو الإيجابية، مما يرفع من معنوياتك طوال اليوم، وفق دراسة من “UC Berkeley” أظهرت أن الامتنان المنتظم يحسّن الصحة النفسية ويقلل من الاكتئاب.

5. الاستماع إلى موسيقى مفضّلة

الموسيقى المبهجة تحفز إفراز الدوبامين (هرمون المكافأة) وتزيد من الطاقة، بحسب دراسة منشورة في “نيتشر” أثبتت أن الموسيقى تفعّل مراكز المكافأة في الدماغ.

في النهاية، إذا كنت تبحث عن عادات صباحية تُحدث فرقا حقيقيا، فجرب واحدة أو أكثر مما سبق، فهذه العادات البسيطة، حين تصبح روتينا، لا تغيّر يومك فقط، بل تغيّرك أنت.

المصادر:

المصدر: الجزيرة مباشر + مواقع إلكترونية

إعلان