لماذا تفقد البيوت بهجتها؟ وكيف نعيد الألوان إلى منازلنا؟

SYDNEY, AUSTRALIA - MAY 10: Jamil Kaydee, Niina Kaydee and children Amelia and Daniel break fast for the day at their home on May 10, 2020 in Sydney, Australia. Niina Kaydee believes this Ramadan to be the most peaceful and calm one that she's ever experienced in her life. "Isolation has really simplified things, I do miss the nightly gatherings with our immediate families, other than that I’ve been happy with how things are going. It’s made me concentrate on worshipping and teaching the kids, because we’re praying more and longer it’s been great to see them learn. It’s made us feel closer together as a family and I feel closer to God. I’m excited to hopefully spend some time with my mother for Eid, we have Zoom and FacetTime where we can stay connected to other friends but for me it’s about seeing the older members of our family this year. Visiting the mosque is the biggest part of starting Eid so not having that open for everyone to gather will be a very hard thing." Muslims in Australia are observing Ramadan at home this year due to restrictions on movement and gatherings in response to the COVID-19 pandemic. This is usually an incredibly social time, spent with friends and family along with attending prayer at the local mosque. Ramadan is observed by Muslims worldwide, a month of fasting, prayer and reflection that commemorates Muhammad's first revelation. The annual observance of Ramadan is regarded as one of the 'Five Pillars of Islam' and will end in Australia on the evening of 23 May 2020. (Photo by Lisa Maree Williams/Getty Images)
أسرة أثناء إفطار رمضان في أستراليا (غيتي - أرشيفية)

قد تبدو عبارة “البيت الملون” وكأنها دعوة إلى اختيار طلاء جديد للجدران، أو إضافة لمسة فنية إلى الأثاث، لكن الحقيقة أن ألوان البيوت لا تُقاس بالديكور، بل بما يدور بين الجدران من دفء وودّ وتفاعل.

وتنقسم البيوت إلى نوعين:

بيوت نابضة بالحياة، فيها ضحك ومصالحة، نقاش وجدال، لعب وأحاديث عائلية، أي بكل بساطة: فيها “ناس عايشين”.

وبيوت أخرى، رغم فخامتها وربما وفرة التكنولوجيا فيها، باهتة، ساكنة، تخلو من الروح. أفرادها كالأثاث، موجودون في المكان لكن دون تفاعل.. يُسمّيها علماء النفس “بيوت الوجود السلبي”.

المثير أن الأطفال هم أصدق من يشعر بألوان البيت. هل يحب طفلك العودة إلى المنزل أم يفضل بيوت الأقارب والجيران؟ إذا كان يتهرب من البيت، فربما لا يكون السبب قلة الألعاب، بل قلة البهجة.

لماذا تفقد البيوت ألوانها؟

الإنترنت: حين يتحول كل فرد إلى “جزيرة معزولة” خلف شاشة هاتفه، تتبخر ألوان البيت في عالم افتراضي ساحر.

العمل المفرط: حين يتحول الأب إلى ماكينة نقود، والأم إلى “محاسبة منزلية”، تختفي اللمسة الإنسانية من البيت، ويشعر الأبناء كأنهم “أيتام بموافقة الأبوين”.

سوء فهم الحياة الزوجية: الاعتقاد أن “الحياة الزوجية” مجرد زواج وسقف وأثاث، دون إدراك أنها “كائن حي” يحتاج إلى العناية، يُسهم ذلك في بهتان الأجواء.

الاضطرابات النفسية غير المعالجة: حين يسود القلق أو الغضب أو النرجسية، يهرب أفراد الأسرة إلى “الصمت”، وتغيب حرارة اللقاء.

كيف نعيد الألوان إلى بيوتنا؟

الهوايات المنزلية: من رعاية النباتات، إلى الرسم والموسيقى والطبخ.. الهوايات تبعث الحياة وتوجِد اهتمامات مشتركة.

الصيانة العاطفية للحياة الزوجية: عبر خرجات عائلية، وجلسات ضحك، وتبادل كلمات الحب، وحتى مشاركة مسلسل كوميدي معًا.

القيم والروح الدينية: مثل أجواء رمضان، أو الصلاة المشتركة، أو أجواء الأعياد، تصنع دفئًا لا يُشترى بالمال، وتُعزز الأمان النفسي.

ليست كل البيوت “ملوّنة” من الداخل.. فبعضها مكتظ بالناس لكنه فارغ من الحياة، وبعضها بسيط في الماديات لكنه غني بالمحبة والدفء.

فاسأل نفسك بهدوء: هل بيتك يبهج القلوب؟ أم يفتح الأبواب فقط؟

المصدر: الجزيرة مباشر

إعلان