لماذا يدمن الأطفال الوجبات السريعة؟ وكيف تُغيّر عاداتهم الغذائية؟

أطفال يتناولون وجبة طعام سريع
أطفال يتناولون وجبة طعام سريعة (غيتي)

في ظل هيمنة رقائق البطاطس وأصابع الدجاج وحبوب الإفطار الملونة على موائد العديد من الأسر، يواجه كثير من الآباء تحديا في دفع أبنائهم إلى تناول طعام صحي ومتوازن. فالأغذية المصنعة غزت حياة الأطفال، وأصبحت الخيار الأسهل والأكثر جاذبية، بل ربما الخيار الوحيد لبعضهم، مما يثير قلق المختصين بشأن انعكاسات ذلك على صحة الجيل المقبل.

ما سر انجذاب الأطفال إلى الأغذية المصنعة؟

يشير المختصون إلى أن الأطعمة المصنعة، خاصة الفائقة التصنيع، تُعَد بطريقة تعزز نكهاتها وقوامها، وتزيد مدة صلاحيتها بإضافة السكريات والدهون والأملاح والمواد الحافظة والمنكهات الصناعية.

ويعلّق الدكتور نيك فولر، مدير التجارب السريرية بقسم الغدد الصماء بمستشفى RPA وجامعة سيدني “تستهدف هذه المنتجات بشكل مباشر مناطق المتعة في دماغ الطفل، فتنشط لديه هرمونات السعادة، وتجعل من الصعب مقاومة رغبته فيها”.

ويضيف فولر “يميل الأطفال بشكل فطري إلى الأطعمة الغنية بالسكريات والدهون بفعل تطور البشر عبر العصور، حيث أدت الحاجة للبقاء إلى تفضيلهم الأطعمة ذات الطاقة العالية”، وفقا لموقع “ذا كونفرزيشين“.

ويزداد هذا التعلق مع مرور الأطفال بمرحلة “الانتقائية الغذائية”، وهي ظاهرة طبيعية تظهر لدى نصف الأطفال تقريبا، حيث يتجنبون الأطعمة الجديدة أو ذات النكهات القوية، ويفضلون الخيارات المألوفة كالمنتجات المصنعة ذات اللون والطعوم المحايدة التي تشبه حليب الأم والأطعمة الأولى.

كيف تؤثر هذه العادات في صحة الأطفال؟

يؤكد خبراء التغذية أن الإفراط في تناول الأغذية المصنعة ينعكس سلبا على صحة الطفل، إذ تفتقر هذه المنتجات إلى الألياف والفيتامينات والمعادن الضرورية للنمو السليم.

كما أنها مرتبطة بزيادة معدلات السمنة لدى الأطفال وارتفاع أخطار الإصابة بأمراض مزمنة مثل السكري وأمراض القلب في مراحل لاحقة من العمر.

ويشير فولر إلى أن “التأثيرات السلبية لهذه الأطعمة قد تصبح دائمة إذا لم تتغير العادات الغذائية للأسرة في وقت مبكر”.

“البرجر” من أشهر الوجبات السريعة (غيتي)

نصائح عملية للانتقال إلى نظام غذائي أكثر صحة

تشير الدراسات إلى أن تغيير عادات الأكل ممكن في أي مرحلة عمرية، لكن النجاح يتطلب التدرج والصبر. ويقدّم فولر وفريقه مجموعة من النصائح العملية:

الاجتماع حول مائدة الطعام

اجعل وجبات الطعام فرصة تجمع فيها العائلة، وقدّموا جميعا الأطعمة نفسها بعيدا عن الأجهزة الإلكترونية، فالأطفال يتعلمون من خلال تقليد الكبار.

التعريف التدريجي بالأطعمة الجديدة

يحتاج الطفل غالبا إلى تكرار التعرض للطعام الجديد من 8 إلى 10 مرات قبل أن يقبله. لا تفرض عليه تذوقه، بل قدّمه باستمرار، وشجعه دون ضغوط.

إدخال التنوع في الأطباق المفضلة

يمكنك تعديل وصفات الأسرة بتغيير مكونات إلى أخرى صحية تدريجيا، كاستخدام العدس بدلا من اللحم أو إضافة خضروات مبشورة إلى الصلصات لجعل الطبق أكثر تنوعا دون تغيير شكله المعتاد.

جعل المائدة ممتعة وملوَّنة

يستجيب الأطفال جيدا للأطباق المتنوعة في الألوان والأشكال والقوام. كما يمكن تغيير أماكن تناول الطعام والقيام بنزهات عائلية لإضفاء جو من المرح.

إشراك الأطفال في إعداد الطعام

عندما يسهم الطفل في إعداد الطعام، يزيد احتمال تقبُّله لتناوله. دعه يختار وصفة بسيطة أو يساعد في غسل الخضروات أو تشكيل العجين.

شرح الفوائد بطريقة مبسطة

شارك الأطفال معلومات مشوقة عن الأغذية، كأن تقول “تناول السمك يمنح دماغك المزيد من الطاقة” أو “الجزر يساعدك على رؤية أفضل”.

المصدر: الجزيرة مباشر + مواقع أجنبية

إعلان