هل يعاني ابنك من التوحد وتشعر بالضغوط؟ إليك ما تحتاج إلى معرفته

يشعر كثير من الآباء ممن لديهم أطفال مصابون بالتوحد، أن حياتهم مليئة بالتحديات والضغوط، فهم يعيشون كل يوم مع مسؤوليات كبيرة، سواء كانت عاطفية أو جسدية أو حتى تنظيمية، ولا يحصلون غالبا على الدعم الكافي. كل ذلك يتركهم منهكين ومتسائلين: “هل سيتحسن الحال يومًا ما؟”.
الإجابة ليست واحدة ولا سهلة، فكل طفل يختلف عن الآخر، وبعض الأيام تمر بسلاسة، بينما تحمل أيام أخرى مواقف صعبة أو حتى إحباطا وبكاء. أحيانا يعتقد الأهل أنهم وجدوا طريقة مناسبة للحياة، ولكن يتغير كل شيء فجأة من دون توقع.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsأب يدهس زوجته وابنته بسبب النزاع على الحضانة (فيديو)
ناد يعاقب أطفالا في التاسعة بسبب صورة مع لاعب في الفريق المنافس
العيد في غزة.. عندما يصبح الخبز حلما
يقول أطباء وخبراء نفسيون إن آباء الأطفال المصابين بالتوحد يعانون من ضغوط أكثر من أولئك الذين لديهم أطفال يعانون من إعاقات أخرى.
ما هو التوحد؟
التوحد، أو اضطراب طيف التوحد، هو حالة تؤثر في طريقة تواصل الطفل مع الآخرين ورؤيته للعالم من حوله. بعض الأطفال المصابين بالتوحد يجدون صعوبة في فهم تعبيرات الوجه أو لغة الجسد، وبعضهم يكرر تصرفات معينة أو يفضل روتينًا محددًا.
عادة يُشخص التوحد في سن مبكرة، وقد يؤثر في حياة الطفل اليومية وطريقة تعامله مع التعلم والمحيطين به. هذه التحديات لا تؤثر في الطفل وحده، بل يشعر بها جميع أفراد الأسرة.
مصادر التوتر وأسبابه
الأمر لا يقتصر فقط على مواجهة نوبات الغضب أو محاولة الحصول على علاج. الضغوط تشمل أيضا البحث عن تشخيص دقيق، ودفع تكاليف العلاج الباهظة، وتكرار الاتصالات ومحاولات الحصول على دعم من الجهات المختصة.
يقول أحد الآباء لموقع “ذا كونفرزيشن”: “في كثير من الأحيان لا يكون التوحد نفسه هو المشكلة الأساسية، بل الصعوبات المحيطة به في الحصول على المساعدة والرعاية”.
ويعد ترتيب المواعيد الطبية، ومتابعة المدرسة، والدفاع عن حقوق الطفل، أمور تستهلك وقت الأهل وجهدهم، خصوصا إذا كانوا يشعرون بالعزلة ولا يجدون وقتا للعناية بأنفسهم.
هذه الضغوط المستمرة يمكن أن تؤدي إلى الإرهاق الشديد أو حتى الاحتراق النفسي.
كيف يمكن للأهل أن يساعدوا أنفسهم؟
هناك بعض الخطوات التي تساعد على تخفيف العبء:
- حاول أن تكون لطيفا مع نفسك في الأيام الصعبة وخذ استراحة قصيرة ولو دقائق قليلة، فهذا قد يساعدك على تهدئة أعصابك.
- لا تتردد في طلب المساعدة من طبيب العائلة، أو الأخصائي، أو حتى من الأصدقاء أو مجموعات الدعم على الإنترنت.
- الحديث مع آباء يمرون بنفس الظروف قد يكون مريحا جدا.
- الاشتراك في برامج توعية وإرشاد للأهل أثبت أنه يخفف القلق ويزيد الثقة في التعامل مع الطفل، كما يعزز العلاقة بين الأهل والطفل.
دور العائلة والأصدقاء والمدرسة في الدعم
غالبا ما يتحمل الوالدان أعباء إضافية لضمان دعم طفلهم في المدرسة أو الحضانة. إذ إنهم هم الذين يدافعون عن الطفل، ويتأكدون من أن الجميع يُعامله باحترام ويحتويه.
من المهم أن يفهم الأقارب والعاملون في المدرسة حجم الضغوط التي يعانيها الأهل. الأمر ليس عنادا أو مبالغة، بل محاولة لإعطاء الطفل أفضل فرصة ممكنة.
أبسط مظاهر الدعم، مثل الاستماع إلى الوالدين، أو تقديم وجبة جاهزة، أو المساعدة في توصيل الطفل، أو إرسال رسالة إيجابية، يمكن أن تحدث فرقا كبيرا وتخفف بعض العبء عن الأهل.
في النهاية، من لديه طفل مصاب بالتوحد يحتاج إلى التفهم والدعم أكثر من النصائح، فالكلمة الطيبة والمساندة البسيطة قد تكون بداية لتخفيف الكثير من الضغوط اليومية.