تبصقه أم تبلعه.. ما الطريقة الأفضل للتعامل مع البلغم؟

كثير من الناس يجد نفسه في موقف محرج أو متردد عندما يشعر بتراكم البلغم في الحلق أو أثناء السعال، ويتساءل: هل عليّ أن أبصق البلغم أم أبتلعه؟ خاصة عند تكرار نوبات السعال أو عند الإصابة بمرض في الجهاز التنفسي، فما هو التصرف الأفضل؟ وهل هناك ضرر من ابتلاع البلغم؟
ما هو البلغم؟ ولماذا يصنعه الجسم؟
البلغم، أو ما يسمى بالمخاط السميك، هو مادة ينتجها جسمنا بشكل طبيعي في الرئتين والمجاري التنفسية. يتمثل دوره الأساس في حماية الجهاز التنفسي من الفيروسات والجراثيم والمواد الغريبة، حيث يعمل مثل شبكة لاصقة تلتقط هذه الشوائب وتمنعها من الوصول إلى الرئتين. يتكون البلغم من بروتينات خاصة قادرة على اصطياد الميكروبات، وتنبيه جهاز المناعة للعمل والدفاع عن الجسم.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsجلدك يتكلم وشعرك يشكو.. كيف تكشف الأعضاء عن أسرارك النفسية؟
صحة غزة تطلق نداء استغاثة ومناشدة عاجلة
احذر غفوة النهار.. تعرَّف على أخطارها
ولا يقتصر وجود البلغم على حالات المرض فقط، بل ينتجه الجسم باستمرار، حتى عند الأصحاء، للحفاظ على رطوبة المجاري التنفسية وطهارتها، لكن في بعض الأمراض، مثل نزلات البرد أو الحساسية أو التهابات القصبات، تزداد كميته ويصبح أكثر وضوحا وأحيانا مزعجا.
كيف يتخلص الجسم من البلغم؟
عندما تزداد كمية البلغم، تبدأ شعيرات صغيرة تُسمى “الأهداب” بداخل القصبات الهوائية بدفعه ببطء نحو الحلق، وعند وصول البلغم إلى الحلق، يصبح أمام الإنسان خياران طبيعيان: إما أن يقوم بسعله وإخراجه خارج الجسم، أو يبتلعه بشكل تلقائي دون أن ينتبه غالبا.
عملية السعال تساعد أحيانا في طرد البلغم السميك للخارج، بينما البلغم الأخف غالبا يُبتلع دون أن يشعر الشخص بذلك.
متى يكون البصق الخيار الأفضل؟
هناك من يشعر براحة أكبر بعد بصق البلغم، خاصة عندما يكون لزجا أو يسبب انزعاجا في الحلق. بصق البلغم يمكن أن يساعدك على مراقبة صحته، فلو لاحظت وجود دم أو تغيرا غير طبيعي في لونه، من المهم مراجعة الطبيب فورا لأن هذه إشارات قد تدل على مشاكل صحية أكبر.
لكن عند اختيار البصق، يجب مراعاة قواعد النظافة الجيدة: استخدم منديلا ورقيا وتخلص منه فورا في سلة المهملات، واغسل يديك لتجنب نقل العدوى للآخرين عن طريق الرذاذ أو لمس الأسطح الملوثة.
هل ابتلاع البلغم مضر؟
كثيرون يظنون أن ابتلاع البلغم قد يسبب أذى أو يعود بالعدوى للجسم، لكن الأطباء يؤكدون أن ابتلاعه أمر طبيعي ولا ضرر منه. في الواقع، أغلب الناس يبتلعون البلغم يوميا دون أن يلاحظوا.
وينتج الجسم حوالي 50 مليمترا من البلغم في اليوم بشكل طبيعي، ومعظمه يُبتلع ويمر إلى المعدة، حيث يتم تحليله بوساطة العصارات الهضمية والإنزيمات، ويتم التخلص من أي ميكروبات يحملها دون أي ضرر.
يشار إلى أن بلع البلغم لا يؤدي إلى إعادة نقل العدوى داخل الجسم، بل على العكس، في بعض الحالات يساعد ذلك الجسم على تطوير المناعة والتعرف إلى الفيروسات أو البكتيريا المسببة للمرض ليواجهها بكفاءة إذا عادت لاحقا.
الأطفال بشكل عام يبتلعون البلغم تلقائيا لأنهم لا يستطيعون التحكم في طريقة البصق، وهذا طبيعي ولا يدعو للقلق، بحسب موقع “ذا كونفرزيشن“.
ما الذي ينصح به الأطباء؟
في حالات السعال أو زيادة البلغم، لا يوجد ضرر في الاختيار بين البصق أو البلع. كلا الخيارين آمن، ويمكن لأي شخص اختيار الطريقة التي يشعر معها بالراحة. المهم فقط هو مراعاة النظافة الشخصية، خاصة إذا اخترت البصق لكي لا تعرض من حولك للعدوى.
من المهم فقط الانتباه لبعض العلامات غير المألوفة، مثل وجود دم في البلغم أو تغير لونه إلى لون داكن جدا أو أخضر بشكل غير طبيعي، فهذه إشارات تستدعي زيارة الطبيب للاطمئنان، فهي قد تدل أحيانا على أمراض خطرة أو التهابات تحتاج علاجا خاصا.