من يحكم صحتك العضلات أم الدهون؟ دراسة كبرى ترسم خريطة نجاتك من آلام الظهر

أجرى باحثون بجامعة ميونيخ التقنية في ألمانيا دراسة على العلاقة بين حجم العضلات ونسبة الدهون من جانب وآلام الظهر المزمنة من جانب آخر، وذلك باستخدام تقنيات التصوير المغناطيسي وأدوات الذكاء الاصطناعي.
وقام الباحثون بتحليل نتائج التصوير المغناطيسي لنحو 30 ألف مريض ممن شاركوا في دراسة ألمانية شاملة، الأمر الذي أظهر أن وجود نسبة أعلى من الأنسجة الدهنية في الظهر، مع انخفاض الكتلة العضلية، كان مرتبطا بآلام الظهر المزمنة.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsحيلة بسيطة للاستمتاع بالمكرونة والأرز دون زيادة الوزن.. اكتشف أسرار “النشا المقاوم”
المشي السريع يقي من الإصابة بأحد أكثر أنواع السرطان شيوعا
لماذا تعاني المراهقات المصابات بآلام الدورة الشهرية من القلق والاكتئاب أكثر من غيرهن؟
وتوضح الدراسة أن المساعدة في تقييم حالة عضلات الظهر قد يساعد على تحديد أسباب آلام الظهر المزمنة، ومن ثَم علاجها.
وأشارت الدراسة التي نشرتها مجلة “الدراسات في ألمانيا” إلى أن نحو 80 مليون شخص في أوروبا يعانون آلام الظهر، وهي أحد أكثر أسباب الإعاقة عن العمل شيوعا.
دراسة واسعة النطاق
واعتمد فريق البحث على تحليل بيانات التصوير بالرنين المغناطيسي لكامل الجسم لنحو 27500 مشارك ضمن الدراسة الوطنية الألمانية، تراوحت أعمارهم بين 19 و74 عاما، حيث أبلغ 21.8% منهم عن معاناتهم آلاما مزمنة في الظهر.
كما استخدم الباحثون أدوات الذكاء الاصطناعي لتقسيم عضلات الظهر إلى مكونات دهنية وغير دهنية.
وأظهرت تحليلات الباحثين أن ارتفاع مستوى الأنسجة الدهنية بين العضلات يرتبط بزيادة احتمال الإصابة بآلام الظهر المزمنة، بينما ترتبط زيادة كتلة العضلات بانخفاض احتمال هذه الإصابة.

أهمية ممارسة الرياضة
ووفق الدراسات العلمية، إذا استمرت آلام الظهر أكثر من 3 أشهر فإنها تُعَد حالة مزمنة تؤثر في نوعية حياة الأفراد الذين يعانون هذه الآلام، إضافة إلى تكلفتها المالية الكبيرة بالنسبة لأنظمة الرعاية الصحية نظرا لسعة انتشارها واستمرارها لفترات طويلة.
وأكدت الدراسة أن ممارسة أنشطة رياضية، بما يتوافق مع ما حددته منظمة الصحة العالمية من الوقت اللازم لهذه الأنشطة أسبوعيا، يرتبط بأقل درجة من آلام الظهر، في حين يرتفع خطر الإصابة بهذه الآلام بين من يقومون بنشاط بدني ضعيف جدا أو من يفرطون في ممارسة الرياضة.
وتوصي منظمة الصحة العالمية بممارسة 150 دقيقة أسبوعيا على الاقل من التمارين الرياضية المتوسطة والقوية لضمان المحافظة على الصحة، بما في ذلك تخفيض أخطار آلام الظهر والإصابة بالأزمات القلبية وارتفاع الكوليسترول وضغط الدم.
وأكد الباحث المشارك في الدراسة الدكتور سيباستيان زيغلماير أن هناك حاجة إلى مزيد من البحوث لمعرفة العوامل المتعددة الأخرى التي تؤثر في آلام الظهر، وهو ما سوف يساعد على تقديم علاج أفضل لها.