لماذا نفشل في خسارة الوزن؟ حوار مع الذكاء الاصطناعي يكشف الأسباب (فيديو)

الحياة السريعة والوجبات الجاهزة وقلة النشاط البدني من أسباب انتشار السمنة
الحياة السريعة والوجبات الجاهزة وقلة النشاط البدني من أسباب انتشار السمنة (غيتي)

في إحدى حلقات برنامج “مع الحكيم” على شاشة الجزيرة مباشر، طُرح سؤال: لماذا نفشل دائمًا في الحمية؟ هل السمنة أزمة شخصية؟ أم أنها مرض مجتمعي يتسلل بصمت إلى حياتنا ويستنزف طاقتنا النفسية والجسدية؟

في حوار تفاعلي مع الذكاء الاصطناعي، حاولنا أن نغوص في أعماق الظاهرة، من خلال سرد قصصي وتحليل علمي يكشف الأسباب التي تجعل هذه المعركة مع الوزن من أصعب المعارك التي يخوضها الإنسان الحديث.

“نصف المراهقين في خطر”

بدأت الفقرة بنتائج صادمة من بحث جديد أجرته جامعة بريستول البريطانية، تحذر فيه من أن نصف المراهقين اليوم يعانون من زيادة الوزن، ما يعرضهم لأمراض صحية مزمنة واضطرابات نفسية واجتماعية.

هذا الرقم وحده يكفي لقرع أجراس الخطر. ومن هنا، بدأ الحوار مع الذكاء الاصطناعي حول: هل السمنة ظاهرة حديثة؟ أم أنها مشكلة ضاربة في جذور التاريخ؟

السمنة.. من مرض الملوك إلى مرض الشعوب

ردّ الذكاء الاصطناعي بقصة رمزية عن ملك بدين عجز الأطباء عن علاجه، إلى أن جاءه حكيم وقال له: “ستموت بعد شهر”. من هول الصدمة، فقد الملك شهيته، وتحرّك بدافع الخوف، فخسر وزنه، قبل أن يعترف له الحكيم أنه لم يكن منجمًا، بل أراد دفعه لتغيير نمط حياته.

القصة تلخص واقعًا نعيشه جميعًا اليوم: السمنة ليست في الطعام فقط، بل في نمط الحياة الذي يغذيها.

قديما، كانت السمنة مرادفًا للغنى والترف. أما اليوم، فهي أكثر شيوعًا بين الطبقات المتوسطة والفقيرة، بفعل الحياة السريعة، والوجبات الجاهزة، وقلة النشاط البدني، وحتى الغلاء. وجبة صحية لشخص واحد قد تكلف أكثر من 4 سندويتشات شاورما تكفي عائلة بأكملها.

إبر التنحيف من حلول مواجهة السمنة
إبر التنحيف من حلول مواجهة السمنة (غيتي)

الإبر والجراحات وحدها لا تكفي

وناقش البرنامج الحلول المتاحة أمام من يريد خسارة الوزن: من إبر التنحيف مثل “مونجارو” و”أوزمبك”، إلى جراحات التكميم، مرورًا باشتراكات الوجبات الصحية.

لكن الذكاء الاصطناعي نبّه إلى أن 80% ممن يفقدون الوزن يعودون لاكتسابه خلال عام واحد، ما يعني أن التحدي الحقيقي هو الاستمرارية وليس البداية.

كما أن معظم هذه الحلول ليست متاحة للجميع، بسبب تكلفتها المرتفعة، مما يجعل الفقراء أكثر عُرضة للبقاء في دائرة الوزن الزائد بلا مخرج.

السمنة ليست كسلًا

في نهاية الفقرة، انتقل النقاش إلى الجانب النفسي. كثيرون يظنون أن من يعاني السمنة هو شخص كسول، ضعيف الإرادة، أو لا يملك الانضباط.

لكن الحقيقة أن السمنة مرض مزمن معقّد، إذ يعاني منه أكثر من مليار إنسان حول العالم، وفق تعريف منظمة الصحة العالمية.

وما هو أخطر من المرض الجسدي، هو التنمّر اليومي الذي يتعرض له المصابون بالسمنة، خاصة الأطفال والمراهقين، بكلمات جارحة. وهو تنمّر قد يترك جروحًا نفسية عميقة، وفي بعض الحالات يؤدي إلى الانتحار، كما حدث مع فتاة مصرية من كرداسة (21 سنة)، وأخرى في عمر الثالثة عشرة.

بدانة سمنة مفرطة
80% ممن يفقدون الوزن يعودون لاكتسابه خلال عام واحد (غيتي)

خلاصة التجربة

الحل ليس في الإبرة فقط، بل في تغيير المفاهيم. لم تعد السمنة قضية طبية فقط، بل اجتماعية ونفسية واقتصادية.

ويمكن أن نستخلص من هذا الحوار مع الذكاء الاصطناعي، أن الحل يبدأ من وعينا، لا من حقنة باهظة الثمن. تغيير العادات، فهم الذات، والرحمة مع الآخرين، هي مفاتيح المواجهة الحقيقية.

فهل نمتلك الشجاعة لنبدأ من الداخل؟ هل يمكن أن تكون الحمية أسلوب حياة، لا مرحلة مؤقتة؟ وهل يمكن أن نمنح أنفسنا الفرصة لنخسر الوزن دون أن نخسر احترامنا لذواتنا؟

المصدر: الجزيرة مباشر

إعلان