خلافات بشأن المبادرة الخليجية لليمن

نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصادر بالسلطة والمعارضة في اليمن إن الجانبين سيوقعان الاثنين القادم في الرياض على المبادرة الخليجية لحل الأزمة في اليمن، في حين تحفظت قوى داخل المعارضة على المبادرة نافية قبول اللقاء المشترك لها، وجدد شباب الثورة رفضهم لها معتبرين أنها لا تلبي الحد الأدنى من مطالب الشعب اليمني.
وقال سلطان البركاني نائب الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي الحاكم إنهم تلقوا دعوة من المملكة العربية السعودية للتوقيع في الرياض على المبادرة.
كما نقلت الوكالة عن قيادي باللقاء المشترك أن وفدا منه سيتوجه إلى الرياض للتوقيع على الاتفاق.
من جهته قال الناطق الرسمي باسم اللقاء محمد قحطان إنه تم إبلاغ الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي بالموافقة النهائية بعد تلقي ضمانات من دول المجلس وأميركا وأوروبا بشأن الاعتراضات التي أوردها على عدد من نقاط المبادرة.
كما نقلت صحيفة أخبار اليوم المقربة من اللواء المنشق عن النظام علي محسن الأحمر عن مصادر لم تسمها في ائتلاف اللقاء المشترك المعارض تلقيه ضمانات إقليمية ودولية لتنفيذ بنود المبادرة.
في المقابل أكدت أوساط في المعارضة أن إعلان القبول لم تصدره المعارضة وإنما نقل عن مصادر خليجية.
وقال القيادي باللقاء المشترك محمد عبد الملك المتوكل إن رفض المبادرة جاء من الساحات لأن المحتجين لم يروا شيئا ملموسا بشأن مطالبهم بالتنحي الفوري للرئيس علي عبد الله صالح.
وفي هذا السياق قال عضو لجنة الحوار الوطني المعارضة صالح سميع إن القيادات السياسية والعسكرية وأحزاب المعارضة ستكون في مقدمة الزاحفين نحو قصر صالح إذا لم يتنح فورا عن الحكم، مشيرا إلى أن المبادرة الخليجية لإيجاد تسوية سياسية لا تعنيهم من قريب أو بعيد.
وقال سميع إن المبادرة الخليجية كانت واضحة بصيغتها الأولى المتمثلة بتنحي الرئيس، لكن نسختها النهائية التي سلمها الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني عدلت.
وعول المعارض اليمني على مواقف الدول الخليجية والدولية بأن تكون داعمة للثورة والثوار إذا ما استمر الرئيس صالح في تعنته.
جاء ذلك بعد أن أُعلن عن قبول اللقاء المشترك وشركائه نهائيا للمبادرة الخليجية.
وتنص المبادرة على تعيين الرئيس صالح رئيسا للوزراء تختاره المعارضة لتشكيل حكومة وحدة تضم جميع الأطياف، ثم يقدم صالح استقالته لمجلس النواب خلال ثلاثين يوما ويسلم السلطة لنائب رئيس من الحزب الحاكم.
وبدوره قال بيان صادر من شباب الثورة في اليمن إنهم يرفضون المبادرة الخليجية لحل الأزمة في البلاد, معتبرين أنها لا تلبي الحد الأدنى من مطالب الشعب اليمني.
وقال البيان إن شباب الثورة مستمرون في إجراءاتهم التصعيدية حتى تتحقق مطالبهم.
وأكد أحد شباب الثورة اليمنية هو عبد القوي هائل للجزيرة أن موافقة أحزاب اللقاء المشترك لا تعني شباب الثورة، ودعا اللقاء إلى سحب موافقته على المبادرة التي تستفز الشباب اليمني شكلا ومضمونا، وإلى عدم الإذعان للضغوط الخارجية.
وأكد هائل أن الثوار يريدون تغييرا جذريا لا انتقالا للسلطة، وهدد بأن المعارضة ستلقى المصير نفسه الذي يسير إليه النظام بعدما قررت أن تكون جزءا من المشكلة لا من الحل الذي ينشده الثوار.
وتساءل عما ستقوله أحزاب اللقاء للشباب بعد أكثر من شهرين ونصف، من الاعتصامات المطالبة برحيل صالح، ولفت إلى أن هذه الأحزاب التحقت بالثوار وبالثورة وهي الآن تذهب للتفاوض دون استشارتهم وتقدم التنازلات وتوافق على تشكيل حكومة مؤقتة يشارك فيها الحزب الحاكم.