غارة على طرابلس ومعارك بمصراتة

دوت في وقت مبكر من صباح اليوم الثلاثاء أصوات انفجارات في العاصمة الليبية طرابلس يعتقد أنها ناجمة عن هجوم لحلف الناتو على مجمع للعقيد معمر القذافي هو الثاني على المدينة خلال أسبوع.

وذكرت وكالة الصحافة الفرنسية أن أربعة انفجارات هزت العاصمة طرابلس في الساعة الثانية فجرا بالتوقيت المحلي تلاها انفجاران آخران وسط تصاعد لسحب الدخان من موقع قريب من التلفزيون الحكومي ووكالة الأنباء الليبية.

تأتي هذه الانفجارات بعد يوم من تصريح لأمين عام الناتو أندريس فوغ راسموسن قال فيه إن الوقت يمضى وإن على العقيد معمر القذافي أن يدرك عاجلا أم آجلا أنه لا مستقبل لنظامه.

وبينما تضاربت الأنباء بشأن ما إن كان الهجوم نجم عن غارة جوية أو قصف صاروخي؟ قالت السلطات الليبية إن الغارة دمرت بالكامل مبنى حكوميا يضم اللجنة العليا للأطفال وسط تأكيدات مسؤولين ليبيين أن ذات المبنى كان قد أصيب بأضرار خلال ضربات نفذها حلف ناتو في 30 أبريل/نيسان الماضي.

ونقلت وكالة رويترز عن مسؤولين ليبيين قولهم إن أربعة أطفال أصيبوا جراء الزجاج المتطاير وصفت إصابات اثنين منهم بالبالغة. وعرض المسؤولون على صحفيين أجانب أضرارا لحقت بزجاج أحد المستشفيات قائلين إن ذلك نجم عن الغارة الصاروخية للناتو.

وقال المسؤولون إن الغارة التي أطلق فيها صاروخ حصلت فجر الثلاثاء واستهدف فيها المبنى فيما شوهد برجا اتصالات على مقربة منه دون أن يصابا بأضرار.

في هذه الأثناء ظهر مؤشر على انتقال أنشطة الثوار إلى طرابلس حيث نقل مراسل الجزيرة عن مصادر في العاصمة الليبية أن الثوار تمكنوا من رفع علم الاستقلال على قاعدة معيتيقة الجوية في العاصمة.

وكانت وكالة رويترز للأنباء قد نقلت عن صحيفة ليبية معارضة وقوع مواجهات بين الثوار وكتائب القذافي في أحياء من العاصمة.

ونقلت صحيفة برنيق المعارضة عن شهود عيان قولهم إن معارضين ليبيين يقودون انتفاضة في ضواحي طرابلس، بعد أن زودهم ضباط من أجهزة الأمن انضموا إلى المعارضة بأسلحة خفيفة.

ولم يتسن التأكد من مصدر مستقل من التقرير الذي نقل عن شهود عيان قولهم إن انتفاضة واسعة النطاق مناهضة لحكم العقيد الليبي تجري في ضواحي طرابلس، وقالت إن المحتجين يستعدون للتوجه نحو وسط المدينة.

وعلى جبهة مصراتة قال متحدث باسم الثوار إن اشتباكات عنيفة تدور حاليا بين كتائب القذافي والثوار قرب مطار المدينة التي يسيطر عليها الثوار في غربي ليبيا، كما شن حلف شمال الأطلسي (ناتو) غارات شرقي المدينة.

وقال متحدث باسم الثوار يدعى أحمد حسن إنهم تمكنوا من “تحرير” مناطق جنوبي وشرقي مصراتة وقتلوا عددا من أفراد كتائب القذافي واستولوا على بعض الذخائ، مضيفا أن ثمانية ثوار ومدنيين أصيبوا بجروح.

وكانت كتائب القذافي واصلت قصفها العنيف لمصراتة. وتركز القصف -الذي استخدمت فيه الكتائب الدبابات وصواريخ غراد- على الأحياء السكنية بالمدينة كرد فعل على ما تكبدته من خسائر على أيدي الثوار في المعارك الأخيرة بين الطرفين.

من جهته ذكر التلفزيون الليبي أن سفنا حربية تابعة لقوات حلف الناتو قصفت أهدافا عسكرية ومدنية في مدينتي مصراتة وزليطن. وقال التلفزيون نقلا عن متحدث عسكري إن الهجمات أسفرت عن وقوع ضحايا وأضرار مادية.

وتشهد منطقة الجبل الغربي تصاعدا في حدة القتال بين الثوار وكتائب القذافي. كما تجددت الاشتباكات بين الكتائب والثوار في منطقة الأربعين، الواقعة بين أجدابيا والبريقة، بعد نحو عشرين يوما من الهدوء الذي شهدته المنطقة.

وذكر متحدث باسم الثوار أن مقاتليه قتلوا 57 من قوات القذافي ودمروا 17 عربة في معركة شرسة وقعت غربي مدينة أجدابيا.

وأشار مراسل الجزيرة صلاح حسن إلى أن الناتو طلب من الثوار التراجع عن الخطوط الأمامية بهدف استهداف قوات الكتائب.


إعلان