كتائب القذافي تقصف غرب مصراتة
قصفت كتائب القذافي منطقة الدافنية غرب مصراتة بالدبابات، في حين وصل الثوار القادمون من الدافنية إلى مشارف مدينة زليطن في زحفهم نحو العاصمة الليبية طرابلس.
وأفاد المتحدث باسم ائتلاف ثورة شباب 17 فبراير محمد حسن صوان -في حديث هاتفي للجزيرة من مصراتة- أن الاشتباكات ما زالت مستمرة على مداخل مصراتة، وخاصة في طورغاء (شرق المدينة بنحو 60 كلم) ودوفان (جنوبها بنحو 70 كلم)، وزليطن (غربها بنحو مائتي كلم)، مضيفا أن “الوضع الإنساني ما زال مأساويا في المدينة”.
وأشار إلى معاناة السكان جراء نقص إمدادات المياه والكهرباء نتيجة قصف الكتائب قبل اندحارها، للمدينة ونواحيها بصواريخ غراد، لافتا إلى معاناة من نوع آخر هي “الروائح الكريهة” نتيجة نفوق آلاف من الحيوانات بسبب القصف الذي تمارسه كتائب القذافي.
جاء ذلك في حين واصلت طائرات حلف شمال الأطلسي (الناتو) قصف مواقع هامة في منطقة باب العزيزية المقر الحصين للعقيد معمر القذافي. أما في شرق البلاد فقد جرت معارك عنيفة بين الثوار وكتائب القذافي عند منطقة الأربعين بين أجدابيا والبريقة.
كما قصفت قوات الناتو مخازن للذخيرة وصهاريج نفطية في منطقة بشر بأجدابيا, حيث تجددت المعارك بين الثوار وكتائب القذافي، بعد فترة من الهدوء النسبي.
من جهة ثانية, أعلنت بريطانيا أنها تستعد لاستخدام قنابل خارقة للتحصينات ضمن عملياتها في ليبيا, معتبرة أن تلك القنابل تمثل رسالة قوية للقذافي بأن
الوقت قد حان للرحيل.
وقد أوضحت وزارة الدفاع البريطانية أن هذه القنابل تزن الواحدة منها نحو طن وتستطيع اختراق الجدران الحصينة, مشيرة إلى أنها أصبحت موجودة بالفعل بقاعدة جوية إيطالية تستخدمها الطائرات البريطانية في قصف أهداف ليبية.
ونفى وزير الدفاع البريطاني ليام فوكس استهداف أفراد من المحيطين بالقذافي, قائلا إنه سيتم إرسال رسائل قوية بشكل متصاعد. وتوقع أن يكون المحيطون بالقذافي “أكثر حكمة لكي يسمعوا”, على حد تعبيره.
وفي وقت سابق, أعلنت بريطانيا أنها ستستخدم مروحيات هجومية لضرب أهداف أكثر دقة, رغم خطورة التعرض لنيرات المضادات الأرضية.
في هذه الأثناء, قام رولاند دوفي مبعوث الرئيس الفرنسي بعدة زيارات في مدينة مصراتة، وقد شملت الجولة المستشفى والأماكن المدمرة والتقى بعدة مسؤولين، كما قام كذلك بزيارة لجبهات القتال بين الثوار وكتائب القذافي. وقد دارت اشتباكات بين الثوار وكتائب القذافي منذ الساعة الخامسة صباحا عند المدخل الغربي.
وفي تطور آخر ذكر تقرير إخباري أن 30 عسكريا من عناصر كتيبة مسلحة موالية للقذافي وصلوا على متن زورق إلى منطقة “بن قردان” التونسية الحدودية مع ليبيا بعد انشقاقهم عن نظام القذافي.
وقالت إذاعة “موزاييك أف أم” المحلية الخاصة إن عناصر الكتيبة الذين كانوا متمركزين قرب العاصمة طرابلس قرروا الانشقاق واللجوء إلى تونس بعد “نفاد الذخيرة والمؤن وعدم اقتناعهم بمقاتلة أبناء بلدهم”.
وأضافت أن المنشقين الذين لم تحدد رتبهم العسكرية أبحروا من سواحل زوارة الليبية موضحة أنهم سلموا أنفسهم للسلطات التونسية فور وصولهم إلى بن قردان جنوب العاصمة تونس. وقالت الإذاعة إن هؤلاء ينتظرون “نتائج مفاوضات للالتحاق بالثوار الليبيين في إحدى جبهات القتال”.
وكان 22 عسكريا ليبيا بينهم ضباط كبار قد وصلوا يوم الجمعة الماضي على متن زورقين إلى بن قردان قادمين من مصراتة الليبية بعد انشقاقهم عن القذافي.
ولم ينقطع تدفق المنشقين عن كتائب القذافي إلى تونس منذ بداية “الثورة” الليبية في 17 فبراير/شباط الماضي.