الجيش يسيطر على جسر الشغور

ذكر التلفزيون السوري الرسمي مساء الأحد أن الجيش السوري سيطر سيطرة تامة على مدينة جسر الشغور بمحافظة إدلب شمال غرب البلاد، وأكد اكتشاف مقبرة جماعية قال إن العناصر المسلحة ارتكبتها بحق عناصر من المركز الأمني، في وقت يتواصل فيه تدفق اللاجئين إلى تركيا.

وأضاف التلفزيون أن فرقا من الجيش تطارد من أسماهم العناصر المسلحة في الجبال المجاورة لبلدة جسر الشغور.

وكان التلفزيون الرسمي ذكر في وقت سابق أن الجيش دخل الأحد جسر الشغور لكي “يطرد منها المجموعات المسلحة”، مضيفا أن صدامات عنيفة وقعت بين قوات الجيش وعناصر من المجموعات المسلحة المتحصنين في محيط المدينة وداخلها.

وقال إن مواجهات ضارية جرت بين وحدات الجيش وأفراد تنظيمات مسلحة متمركزين في محيط جسر الشغور وبداخلها، وطهرت المستشفى الوطني من العناصر المسلحة.

وأضاف أن وحدات الجيش “أبطلت مفعول قنابل وعبوات ناسفة زرعها مسلحون على الجسور وطرق البلدة”، وتابع أن اثنين من أفراد التنظيمات المسلحة قتلا وألقي القبض على عدد كبير منهم، و”كانت بحوزتهم أسلحة فتاكة”، فضلا عن مقتل جندي وإصابة أربعة آخرين.

وبعد السيطرة على المدينة، قال التلفزيون إن العسكريين عثروا على “مقبرة جماعية” تحوي جثث عناصر قتلوا أثناء الهجوم على مقر الأمن العسكري في السادس من يونيو/حزيران الحالي.

وأكد أنه تم الكشف عن مقبرة جماعية ارتكبتها التنظيمات المسلحة بحق عناصر المركز الأمني في جسر الشغور، وعن “فظائع ارتكبتها التنظيمات المسلحة بالجثث التي تم إخراجها من المقبرة”.

ولم يشر التلفزيون إلى أعداد الجثث التي انتشلت من المقبرة. وبحسب السلطات السورية فإن 120 شرطيا قتلوا في ذلك اليوم بأيدي “مجموعات مسلحة”، منهم 28 في مقر الأمن.

لكن معارضين وشهودا نفوا الرواية الرسمية، وأكدوا أن جنودا متمردين قتلوا رميا بالرصاص لرفضهم إطلاق النار على المدنيين.

وقالت لاجئة رفضت نشر اسمها لمحطة “أن تي في” الإخبارية التركية إنه “عندما حدثت المجزرة في جسر الشغور انقسم الجيش على نفسه أو بدأ جنوده يقاتلون بعضهم البعض وأنحوا باللائمة في ذلك علينا”.

وسئل أحد عمال البناء يدعى مصطفى (39 عاما) فر الأحد إلى تركيا، هل وقعت أي اشتباكات في البلدة؟، فقال لرويترز “أي اشتباكات؟، الجيش يقصف البلدة بالدبابات والجميع يفرون، وحتى لو كانت معنا بنادق فماذا ستفعل أمام المدافع”.

وأضاف أن “النظام يقول إن جسر الشغور مسلحة عن آخرها. هم يكذبون هم يعاقبوننا لأننا نريد الحرية”.

وقال دبلوماسي غربي كبير في دمشق لرويترز إن “الرواية الرسمية غير محتملة، فمعظم الناس غادروا جسر الشغور بعدما رأوا سياسة الأرض المحروقة التي ينفذها النظام والقصف والاستخدام المكثف للمدرعات في الوادي”.

وأضاف “أن توافد اللاجئين على تركيا يتواصل والأعداد أعلى من التي تحصى رسميا حتى الآن”.

وعبر أكثر من خمسة آلاف لاجئ سوري الحدود، وقال متحدث باسم المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة إن الهلال الأحمر يتخذ الإجراءات اللازمة لإقامة مخيم رابع يسع نحو 2500 شخص آخر إضافة إلى مستشفيات ميدانية لإسعاف المصابين.

وقال سكان في وقت سابق إن معظم سكان البلدة البالغ عددهم 50 ألف شخص
فروا باتجاه الحدود التركية التي تبعد نحو 20 كيلومترا وإن نحو عشرة آلاف يقيمون في خيام قرب الحدود.

ومن جهة أخرى، قالت لجان التنسيق المحلية -وهي جماعة النشطاء السورية الرئيسية التي تنظم الاحتجاجات- أمس الأحد إن القمع العنيف للاحتجاجات أسفر عن مقتل 1300 مدني.

وفي بيان يحدد الخطوط العامة لرؤيتها لحل سياسي، قالت اللجان إن الشعب السوري أظهر “شجاعة استثنائية وكافح من أجل حريته، مقدما أكثر من 1300 من أبنائه شهداء وفوق عشرة آلاف من المعتقلين”.

وسقط القتلى منذ مارس/آذار في حملة دموية على المتظاهرين المطالبين بتنحي الرئيس السوري يشار الأسد، وبمزيد من الحريات السياسية، وبإنهاء الفساد والفقر.


إعلان