الناتو يقر بقتل مدنيين ومعارك بمصراتة

أقر حلف شمال الأطلسي (الناتو) بتنفيذ غارة جوية قتل فيها مدنيون في طرابلس الأحد، قائلا إن السبب قد يكون خللا في نظم الأسلحة لديه، في حين تصاعدت حدة المعارك في مدينة مصراتة بغرب ليبيا، وتعرضت مناطق قريبة من ميناء المدينة لقصف بالصواريخ من كتائب العقيد معمر القذافي.

وقال قائد عمليات الناتو في ليبيا الفريق تشارلز بوتشارد في بيان “رغم أننا لا نزال نعمل على تحديد ملابسات ودقائق الحادث، فإن المؤشرات تعكس أن خللا في نظام الأسلحة ربما يكون قد تسبب في هذا الحادث”.

وأشار إلى أن الغارة الجوية كانت تستهدف “موقعا للصواريخ تابعا للجيش الليبي”. وأضاف أن “الناتو يأسف على الخسائر في أرواح المدنيين الأبرياء، ويتوخى الحذر الشديد أثناء شنه هجمات ضد نظام يصر على استخدام العنف  ضد مدنييه”.

ونفذ حلف الأطلسي أكثر من 11500 طلعة جوية، بينها 4400 مهمة لضرب أهداف، منذ توليه قيادة العملية العسكرية في ليبيا نهاية مارس/آذار الماضي بموجب تفويض من مجلس الأمن الدولي، لمنع نظام الزعيم الليبي معمر القذافي من شن هجمات ضد المدنيين.

وكانت الخارجية الليبية قد أدانت في بيان لها الأحد قصف طائرات الناتو لحي عرادة السكني في سوق الجمعة بطرابلس فجر الأحد، واصفة إياه بأنه “خرق لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1973 لسنة 2011 الذي اعتمده المجلس بحجة حماية المدنيين”.

وقالت إن القصف أسفر عن مقتل تسعة مدنيين، منهم ثلاثة من أسرة واحدة  بينهم رضيعان، وجرح أكثر من 20 مدنيا، وتم تدمير وإلحاق أضرار بعشرات المنازل.

ودعا رئيس الوزراء الليبي البغدادي المحمودي المنظمات والهيئات الدولية وبرلمانات العالم إلى التدخل الفوري لإيقاف “انتهاكات” حلف الأطلسي في ليبيا. ومن جهته أكد الناطق الرسمي باسم رئاسة الوزراء الليبية موسى إبراهيم أن هذه “الجريمة” هي مثال آخر على “همجية الناتو”.

وفي هذه الأثناء، أفاد مراسل الجزيرة بمنطقة الجبل الغربي أن الثوار يسعون حاليا للوصول إلى بلدة تكوت ثم قرية اغْـزايه ومعسكر تيجي، حيث تتحصّن الكتائب وتتخذها منطلقا لقصف وازن ونالوت.

وقد تجدد القصف على نالوت بالعشرات من صواريخ غراد. وشهدت جبهة تكلا معارك ضارية. كما يستعد الثوار للتقدم نحو بلدة غريان.

وقد أصبحت مدينة كيكلة في الجبل الغربي خط المواجهة الرئيسي بين الثوار وكتائب القذافي، بعد أن دحر الثوارُ الكتائب أخيرا عن معظم مدن الجبل الغربي.

وتشهد المدينة نزوحا للمدنيين الفارين من القتال الضاري الذي يدور بين الطرفين من أجل السيطرة على المنطقة.

ومن جهة ثانية، ذكرت وكالة أسوشيتد برس أن كتائب القذافي قصفت بصواريخ غراد والهاونات موقع الثوار في منطقة الدافنية التي تبعد نحو 25 كلم غرب مصراتة.

ونقلت الوكالة عن مصدر طبي في المدينة قوله إن أربعة أشخاص قتلوا وجرح 16 آخرون في هذا القصف. كما تحدث مصدر طبي آخر عن سقوط عشرة قتلى و54 جريحا في المعارك التي دارت بين الثوار وكتائب القذافي في الدافنية الأحد.

وقبل ذلك أفاد مراسل الجزيرة في مدينة مصراتة بأن خمسة ثوار قتلوا صباح الأحد وجرح نحو 20 آخرين في معارك مع كتائب القذافي بمنطقة نعيمة غرب المدينة.

وقال أحد الثوار إن الكتائب التي كانت مختبئة في أحد الخنادق هاجمت دورية للثوار فقتلت وجرحت عددا منهم.

ومن جهته، ذكر مراسل لرويترز في مصراتة أن ثلاثة صواريخ ضربت منطقة سكنية قرب ميناء المدينة الأحد، وتصاعدت سحب من الدخان والأتربة.

وقال المراسل إنه رأى ثلاثة صواريخ تسقط في حي سكني قرب مصفاة النفط والميناء، وأسفرت الصواريخ عن وقوع إصابات.

ومن جهة ثانية -ومع مواصلة الكتائب قصفها لمدينة نالوت شمال غرب ليبيا- فإن ثوار المدينة واجهوا تلك الكتائب في معارك عنيفة أسفرت عن سقوط ثمانية قتلى من الثوار, طبقا لما قالته مصادر للجزيرة.

ومن ناحية أخرى, ذكرت مصادر من طرابلس للجزيرة أن الثوار تمكنوا من تفجير سيارتين تابعتين لأمن نظام القذافي في منطقة بن غشير.

وقال بعض سكان المدينة إن كتائب القذافي قصفت منازل بضاحية سوق الجمعة شرقي طرابلس، وادعت بعد ذلك أن المنازل دمرت بقصف الناتو.


إعلان