قتلى في البوكمال ودهم بريف دمشق

أفاد ناشطون حقوقيون أن قوات الأمن السورية قتلت أمس السبت تسعة متظاهرين في أنحاء مختلفة من سوريا, منهم أربعة أشخاص في مدينة  البوكمال على الحدود العراقية السورية, وذلك في وقت أطلقت فيه السلطات مجموعة من الفنانين تظاهروا في دمشق.

وقال ناشطون إن دورية للمخابرات العسكرية أطلقت النار على متظاهرين في الساحة الرئيسية بالمدينة.

وفي بلدة قطنّا بريف دمشق, تقول المصادر إن عشرين دبابة وحافلات تقل من يوصفون بالشبيحة اقتحمت البلدة، وبدأت تطلق النار عشوائيا، فسقط طفل قتيلاً وجُرح آخرون من أبناء البلدة. وأكد أهالي المدينة أن عددا من الجرحى سقطوا أثناء مداهمات شاركت فيها الدبابات, كما فُرض حصار على المدينة وتم نشر القناصة في محيطها.

كما اجتاحت حافلات الأمن والشبيحة بلدة كفر نْبل، وجرت عمليات دهم للمنازل واعتقالات واسعة.

وشهدت مدينة دوما، في محافظة ريف دمشق، تشييع مواطنين أحد قتلى احتجاجات “جمعة أسرى الحرية”، كما جاء في مشاهد بثها ناشطون على الإنترنت.

كما بث ناشطون على الإنترنت صوراً قالوا إنها التقطت في حي برزة بالعاصمة دمشق، تظهر جنازة لأحد قتلى احتجاجات أمس.

وخرجت جموع المشيعين في حي ركن الدين في دمشق اليوم في جنازة أحد القتلى الذين سقطوا في احتجاجات يوم أمس، حسبما جاء في مشاهد بثها ناشطون على الإنترنت.

وشيع مواطنون سوريون في حي الخالدية، بمدينة حمص وسط البلاد، قتيلا سقط برصاص الأمن خلال مظاهرات أمس، حسب مشاهد لناشطين على الإنترنت.

كما بث ناشطون على شبكة الإنترنت صوراً لجنازة قالوا إنها التقطت في حي القابون بالعاصمة دمشق، حيث تظهر جنازة جماعية للقتلى.

وقالت المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان في سوريا في بيان اليوم السبت -تلقت يونايتد برس أنترناشونال نسخة منه- إن 40 شخصا قتلوا أمس الجمعة في عدة مدن سورية خلال إطلاق القوى الأمنية النار على المتظاهرين المعارضين للنظام.

يذكر أن مظاهرات نظمت أمس الجمعة كانت الأكبر –وفق معارضين سوريين- منذ بدء الاحتجاجات قبل نحو أربعة أشهر حيث غطت معظم أنحاء سوريا ووصل عدد المتظاهرين في حماة ودير الزور وحدهما إلى مليون.

من جهة أخرى أفرجت السلطات السورية اليوم السبت عن مثقفين وفنانين اعتقلتهم خلال مظاهرة نظموها الأربعاء الماضي، في حين ذكرت مصادر تعرض المفرج عنهم لاعتداءات من أنصار النظام.

وقالت الفنانة مي سكاف للجزيرة بعد الإفراج عنها إنها ورفقاءها ستتم محاكمتهم بعد شهر بتهمة التظاهر بدون رخصة، مشيرة إلى أن المفرج عنهم تم تهريبهم من قبل مواطنين وأنها شخصيا توجد في أحد البيوت في دمشق.

ولم تؤكد مي سكاف ما إذا كانت عملية الإفراج شملت جميع المعتقلين، وقالت إن التحقيق كان يتم عبر مجموعات.

وعن ظروف الاعتقال، أكدت الفنانة السورية أن الفنانين اعتقلوا حتى قبل التجمع ونقلوا من طرف الأمن الجنائي، مؤكدة أن الشبان الذين كانوا معهم تعرضوا للضرب الكثير، بينما لم يتم التعرض للنساء.

ووصفت الفنانة السورية للجزيرة ما يحدث بالمعاملة الشرسة وأن من يملك الرأي المخالف يعامل كخائن لوطنه.

يشار إلى أن حوالي مائتين من المثقفين والفنانين والشباب نظموا مظاهرة منذ أيام أمام جامع الحسن فرقتها قوات الأمن بالقوة وتم اعتقال عدد منهم.

ومن بين أبرز المشاركين بالمظاهرة الفنان الممثل السوري خالد تاجا والمخرج نبيل المالح والفنان فارس الحلو والناشط رياض سيف وفايز سارة ومازن درويش وعبد الكريم ريحاوي.

وأضافت المصادر أن مؤيدين للرئيس السوري بشار الأسد تجمعوا أمام القصر العدلي وطالبوا بعدم الإفراج عن المعتقلين. وأوضحت المصادر أن الفنانة مي سكاف بقيت داخل القصر العدلي ورفضت الخروج حتى يفرج عن جميع المعتقلين.

على صعيد الإنساني، تواصل تراجع عدد اللاجئين السوريين إلى تركيا هرباً من الاضطرابات التي تشهدها بلادهم، حيث وصل اليوم السبت إلى 8520 شخصاً.

ونقلت وكالة أنباء الأناضول التركية عن مديرية إدارة الطوارئ والكوارث التابعة لمكتب رئاسة الوزراء التركي أن 15632 مواطناً سورياً فروا إلى تركيا وعاد حتى اليوم 7112 منهم إلى بلادهم.

وأضافت المديرية أن 8520 شخصاً لا يزالون في ستة مخيمات مؤقتة أنشأها الهلال الأحمر التركي في بلدتي ألتينوزو ويايلاداغ بإقليم هاتاي بجنوب البلاد. وذكرت أن 24 سورياً عادوا إلى بلادهم بين أمس واليوم.

وكان رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان طالب الرئيس بشار الأسد بوقف العنف في سوريا، ووضع جدول زمني لتنفيذ الإصلاحات التي دعا إلى تطبيقها، في حين دعا الأخير في خطابٍ السوريين الذين لجؤوا إلى تركيا للعودة إلى ديارهم.


إعلان