قتلى بأبين ودعوات للحسم الثوري

قتل عشرة عسكريين يمنيين في كمين في أبين جنوب اليمن في وقت استمرت الاشتباكات بمدينة تعز بين القوات الموالية للرئيس علي عبد الله صالح والمتظاهرين مع تزايد المسيرات والمظاهرات التي تطالب بسرعة الحسم الثوري وتشكيل مجلس انتقالي لقيادة البلاد.
وقالت وكالة الصحافة الفرنسية إن عشرة جنود يمنيين قتلوا مساء الأربعاء في كمين نصبه لهم مسلحون يعتقد أنهم تابعون إلى تنظيم القاعدة بمنطقة لودر التابعة لمحافظة أبين جنوبي البلاد.
وأضافت الوكالة نقلا عن مصادر عسكرية وشهود عيان أن المسلحين فتحوا النار على المركبة التي كان الجنود يستقلونها مما أدى إلى مقتل جميع العسكريين وإصابة السائق, ومنعوا السكان من حمل جثث القتلى.
وفي تعز قالت مصادر طبية للجزيرة نت إن شخصا قتل وأصيب 13 من المدنيين، حالة بعضهم خطيرة، جراء القصف المدفعي من قبل قوات الحرس الجمهوري الموالية للرئيس صالح استهدف المستشفى مساء الأربعاء.
وأكد شهود عيان أن قذيفة مدفعية أصابت إحدى الحافلات أثناء مرورها أمام المستشفى في شارع زيد الموشكي، وأن القتيل وعددا من الجرحى هم من ركاب الحافلة بالإضافة إلى أحد حراس المستشفى وعدد من المارة.
وكان مراسل الجزيرة في اليمن أكد أن اشتباكات عنيفة اندلعت بين القوات اليمنية ومسلحين من أنصار الثورة في مدينة تعز, كما تعرضت قرية الهَشَمَة شمال المحافظة إلى قصف مدفعي من القوات الموالية لصالح بذريعة وجود مسلحين فيها.
وتتزامن هذه التطورات مع مسيرات حاشدة بعدة مدن يمنية للمطالبة بما أسموه “سرعة الحسم الثوري” ورحيل النظام اليمني, ولتحذير بعض الجهات الخارجية التي يتهمونها بمحاولات الالتفاف على الثورة.
فقد عُقد في ساحة التغيير بالعاصمة صنعاء لقاء موسع ضم ائتلافات ثورية ووزراء وقبائل وعسكريين وأحزابا للاتفاق على آلية تصعيد ثوري موحد, وعلى متطلبات المرحلة الانتقالية وحماية الثورة.
كما شهدت محافظتا تعز والحديدة مسيرات حاشدة لرفض ما سماها المشاركون الوصاية الأميركية والسعودية على الوضع في اليمن, ودعا المشاركون في المسيرة إلى رحيل من سموهم بقايا النظام اليمني وتشكيل مجلس انتقالي لإدارة شؤون البلاد.
في الوقت نفسه دعا آلاف المتظاهرين في ضاحية قعطبة بمحافظة الضالع لما سموه الحسم الثوري وتشكيل مجلس انتقالي, وطالبوا المملكة العربية السعودية ودول الخليج والولايات المتحدة برفع وصايتها عن اليمن والوقوف مع خيارات الشعب، حسب قولهم.
وفي الأثناء، قال رئيس بعثة الأمم المتحدة لتقصي الحقائق بشأن الوضع الإنساني في اليمن هاني مجلي إن الاستخدام المفرط للقوة في اليمن سيدفع باتجاه المزيد مما سماها “الراديكالية في إطار المظاهرات والتجمعات”.
وقال إن على الحكومة اليمنية احترام الالتزامات المترتبة عليها بموجب القانون اليمني والمتمثلة بحماية المدنيين، وأضاف “إلى هؤلاء الذين يحملون السلاح نقول إن ساحات الاعتصام يجب أن تكون خالية من السلاح”.
وناشدت البعثة المجتمع الدولي اليوم تقديم المساعدات الإنسانية بسرعة إلى اليمن، وذكرت في بيان أصدرته في ختام زيارة استمرت تسعة أيام “علينا أن نذكّر الجميع سواء من الجانب الحكومي أو المعارضة أنه لا ينبغي أن يصبح المدنيون عرضة للعقاب الجماعي بسبب الصراع على السلطة”.