الثوار تجاوزوا بئر الغنم نحو الزاوية
أفاد مراسل الجزيرة أن المجلس الوطني الانتقالي قرر إقالة مكتبه التنفيذي، وتشكيل مكتب جديد، في حين عزز الثوار مواقعهم في بئر الغنم جنوب العاصمة طرابلس وشكلوا قوة لحماية حقول النفط بشرق البلاد.
ونقل المراسل عن الناطق باسم المجلس الوطني الانتقالي عبد الحفيظ غوقة أن المجلس كلف رئيس المكتب التنفيذي محمود جبريل بإعادة تشكيله وذلك على خلفية مقتل اللواء عبد الفتاح يونس القائد السابق لقوات الثوار.
من جهة أخرى عزز الثوار مواقعهم في بلدة بئر الغنم التي سيطروا عليها قبل يومين مقتربين أكثر من طرابلس.
وقال مراسلان لرويترز ووكالة الصحافة الفرنسية في بئر الغنم إن الثوار أقاموا نقاط تفتيش في البلدة التي يسعون إلى التقدم منها شمالا نحو مدينتي الزاوية وصرمان الساحليتين القريبتين.
وأكدت مصادر من الثوار أنهم تقدموا بالفعل مسافة لا تقل عن عشرة كيلومترات بعد بئر الغنم, وأن فرق استطلاع منهم بلغت مشارف الزاوية.
وبئر الغنم الواقعة على بعد نحو 80 كلم إلى الجنوب من طرابلس هي أقرب موقع يسيطر عليه الثوار من العاصمة ومن المرجح أن تعطي السيطرة عليها أملا جديدا للحملة المستمرة منذ ستة أشهر للإطاحة بالعقيد معمر القذافي.
وكان مقاتلو المعارضة يتمركزون منذ أواخر يونيو/حزيران على مشارف بئر الغنم عاجزين عن التقدم، وقال المقاتلون في البلدة اليوم إنهم تحركوا إليها يوم السبت تحت غطاء من طائرات حلف الأطلسي (الناتو).
وفي وقت سابق قال الثوار إنهم بلغوا مفترق طرق يقع على مسافة أربعين كيلومترا تقريبا من الزاوية التي سيطر عليها الثوار في الأسابيع الأولى من ثورة 17 فبراير, ثم سيطرت عليها كتائب القذافي.
ويأمل الثوار أن يتمكنوا قريبا من قطع الطريق الساحلية التي تمر بمدن الزاوية وصرمان, وهي شريان حياة لنظام القذافي إذ تصل هذه الطريق العاصمة طرابلس بالأراضي التونسية, التي تأتي منها جل المؤن في هذا الوقت.
بيد أن الثوار الذين يبدون تفاؤلا بإمكان الوصول إلى طرابلس قريبا يشكون من قلة السلاح, كما يشكون من أن استخدام الكتائب لسكان بعض البلدات القريبة من الجبل الغربي -مثل تيجي وبدر- دروعا بشرية يبطئ تقدمهم.
وتزامن التقدم الذي أحرزه الثوار في جبهة جنوب طرابلس مع استمرار المواجهات على جبهة زليتن (ستين كيلومترا غرب مصراتة, و120 كيلومترا شرق طرابلس).
ونجح ثوار زليتين مدعومين بزملائهم من مصراتة في بلوغ وسط المدينة الثلاثاء الماضي، بيد أنهم انسحبوا عقب اشتباكات عنيفة مع قوات القذافي.
وفي الشرق قال مسؤولون بالمعارضة إنهم شكلوا قوة لحماية منشآت النفط في خطوة قد تسمح لهم باستئناف صادرات النفط المعتادة.
وقال المتحدث الدفاعي باسم المجلس الوطني الانتقالي أحمد باني إن القوة مستعدة الآن لحماية حقول النفط، مؤكدا أنهم مصممون على منع حدوث المزيد من عمليات التخريب مما قد يفتح الباب أمام استئناف الصادرات من الشرق.
وأضاف أن الأوامر صدرت للقوة بالتصدي لأي شخص يحاول مهاجمة حقول ومنشآت النفط، مضيفا أن القوة زودت بالأسلحة والمركبات ومعدات الرؤية الليلية
في هذه الأثناء تشهد العاصمة الليبية أزمة كهرباء حادة جراء نقص الوقود, وهو ما سبب معاناة شديدة للسكان في شهر رمضان, قد تفجر في نهاية المطاف انتفاضة شعبية وفق ما تقوله المعارضة.
ونقلت وكالة رويترز عن مقيمين في طرابلس أن بعض مناطق المدينة لا تحصل على الكهرباء إلا لمدة أربع ساعات يوميا.
وفضلا عن انقطاع الكهرباء ساعات عديدة, تتشكل يوميا في طرابلس طوابير السيارات أملا في التزود بالوقود, كما أصبح سكان المدينة يجدون صعوبة كبيرة في العثور على أسطوانات الغاز للطهي المنزلي.
وقد شهدت أسعار السلع الأساسية ارتفاعا كبيرا بلغ أضعاف الأسعار في الأيام العادية. وتوقع محمود شمام المكلف بملف الإعلام بالمجلس الوطني الانتقالي الليبي في تصريحات صحفية أن يشجع الوضع المتأزم سكان طرابلس على القيام بانتفاضة في نهاية شهر رمضان أو أوائل الشهر المقبل.