مواقف متوقعة لتركيا من إسقاط طائرتها

توقع محللون سياسيون أتراك أن تتم تسوية قضية إسقاط طائرة الاستطلاع التركية من جانب القوات السورية، ولكن وفق شروط تركية عالية السقف، غير مستبعدين أن تكون هناك إجراءات عسكرية مطروحة على الطاولة التركية، دون أن يتطور الأمر لشن حرب على سوريا.  

ويرى الأكاديمي والمحلل السياسي التركي نوح يلماز أن إسقاط الطائرة التركية حول الأزمة السورية من طابعها الدولي إلى “مشكلة ما بين تركيا وسوريا” التي تأزمت علاقتهما بسبب الثروة السورية. ورغم استبعاد يلماز لخيار شن حرب تركية على سوريا، فإنه لم يخف اعتقاده بإمكانية اتخاذ تركيا لإجراءات عسكرية ضد سوريا.

وكشف عن إجراء شخصيات روسية وإيرانية زيارات لأنقرة لحل القضية بشكل سلمي، لكنه أكد أن “إسقاط الطائرة دون سابق إنذار -بينما كانت تحلق في الأجواء الدولية رغم أنها لم تكن مسلحة وأنه تم إسقاطها”- سيصعب التوصل لحل المسألة بشكل سلمي يرضي الأتراك، حسب قوله. 

كما استبعد المحلل السياسي أن يستخدم حلف شمال الأطلسي (الناتو) ما حدث ذريعة للتدخل العسكري في سوريا ”لأنه لا يحتاج لذريعة للقيام بذلك”، مؤكدا أنه لو حدث ذلك فسيكون حادث إسقاط الطائرة عذرا غير معقول، لأنه “بغياب حركات عدوانية متكررة ومقصودة من الجانب السوري على تركيا لا يمكن أن يتحرك الناتو للتدخل عسكريا في سوريا”.

وأشار إلى أن تركيا يمكن أن تطالب سوريا بالاعتذار ودفع تعويض “كحد أدنى”، لكنه أوضح أن هذا التعويض لن يكون سوى “ضمان لتوفير قوة ردع أقوى لتركيا، وإلا فلن يكون أي تدبير آخر كافيا لحل المشكلة”.

حرب مستبعدة
وتشاطره الرأي الصحفية والخبيرة في الشؤون العسكرية لالي كمال من صحيفة “طرف” التركية، إذ ترى أن تركيا لن تدع الأزمة تتفاقم حتى تؤدي إلى حرب، ولكنها استبعدت أن تغلق تركيا ملف القضية بأي شكل من الأشكال، “لأن إسقاط طائرة تابعة للقوات العسكرية التركية ليس بالأمر البسيط”.

كما استبعدت تفعيل المادة الخامسة من معاهدة الحلف الأطلسي التي تنص على “أن كل دولة عضو في الحلف يجب أن تعتبر تعرض بلد من الحلف لهجوم عملا موجها ضد الأعضاء كافة، وتتخذ التدابير اللازمة لمساعدة الدولة التي تعرضت لهذا الهجوم”.

ورأت لالي كمال أن الأنسب في مثل هذا الموقف هو اللجوء للمادة 33 من ميثاق الأمم المتحدة، بتأسيس لجنة دولية لتقصي الحقائق ويتم التحرك على أساس نتائج التحقيق، خصوصا أن طرفي النزاع “يناقض كل منهما الآخر”، فبينما تدّعي سوريا أن الطائرة دخلت أجواءها الإقليمية، تقول تركيا إن الطائرة كانت تحلق في الأجواء الدولية.

وأضافت الصحفية العسكرية أن تركيا لن تتعامل مع الموضوع بشكل انفرادي، وذلك ما دفعها لطلب التشاور بموجب المادة الرابعة من معاهدة واشنطن لإنشاء حلف شمال الأطلسي. وتوقعت اتخاذ قرارات تزيد الضغط الدولي على سوريا، دون أن تستبعد اتخاذ “إجراء عسكري”.

اعتداء مقصود
ومن جهته، قال مسؤول في الخارجية التركية إن الموضوع على قدر كبير من الأهمية، وإن تركيا تراه “اعتداءً صارخا، ومقصودا من قبل الجانب السوري”.

وأضاف المسؤول أن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان سيعلن قرارات تركيا اليوم الثلاثاء في خطاب أمام كتلته البرلمانية، بعد أن يكون الجانب التركي قد أكمل تحقيقاته في الحادث.

وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية سلجوق أونال قد أعلن أن تركيا تعرف الإحداثيات الجغرافية لمكان حطام طائرتها الحربية، لكنها لم تعثر عليها بعد. في حين أفادت وسائل الإعلام بأن مكان حطام الطائرة قد حدد وأنه يقع على عمق1300 متر.

وبحسب أونال، فإن الحطام موجود فعلا في منطقة على هذا العمق، ولكن مصير الطيار ومساعده لا يزال مجهولا.

 


إعلان